شول طون ملوال بورجوك ……. قد يجدُ التفاهمُ الأخيرُ الذي توصلَ اليه طرفا التفاوض بعض الترحيبِ والقبولِ وسط شعبي بلديهما نسبة لما تعرض له الدولتان ، جنوب السودان والسودان ، ومواطنوهما من ضغوط اقتصادية ومعيشية هائلة بعد مرور ثمانية شهور تقريباً علي وقف تصدير بترول الجنوب… جولات التفاوض حول النفط والمسائل الأخري العالقة مرت ولا تزال تمر بمنعرجات حادة خطيرة وكثيرة وأهمها حادثة هجليج التي كادت تدفع بالقطرين الي حرب شاملة ومفتوحة لولا تدخل المجتمع الدولي فيها حينها… طيلة فترة ما قبل هجليج وبعدها تراوحت تلك المحادثات مكانها دون إحراز أي تقدم كبير ملموس الي أن جاءتنا في نهاية الاسبوع المنصرم أخبارٌ من هناك تقول :إن السودانين(أثنين) قد اتفقا علي رسوم عبور ومعالجة النفط بأرض جمهورية السودان ولكن حقيقة هذا الاتفاق لن يرفع عمّا قريب الضغط والضائقة الاقتصادية الحرجة التي يمر بها البلدان هذه الأيام لأن تنفيذه كما علمنا قد ربطته الخرطوم ربطاً محكماً بتمام الاتفاق علي الملفات الأخري كالأمني والحدود وأبيي…..الخ. وبما أن انزال ذلك التفاهم وتطبيقه مرهون ومشروط بنجاح غيره من الملفات الأخري فقد يكون عصياً جداً علي أحد السماح بدخول حس التفاؤل الي بقية أحاسيسه الآن لا سيما أن الطرفين دأبهما التشاكس منذ أن كانا شريكي الحكم في السودان وتخيل كم سيكون الآن مقدار التشاكس بينهما بعد المفاصلة والمفارقة!!! …وحتي الذي تم التوقيع عليه يبدو أنه تم بعد ضغوط الكواليس مورست عليهما والتي ربما وصلت حد التهديد وابراز أحمرار عيون المجتمع الدولي لهما ونعتقد أن ما حدث في سموات جوباوالخرطوم السياسية من حراك سياسي داخلي و خارجي كان له أثره الكبير علي إجبار مفاوضيهما القبول بهذه الحلول الوسطية فيما يختص برسوم عبور النفط واشياء أخري تتعلق به… قدوم كلينتون وزيرة الخارجية الامريكية الي جوبا وكلامها الواضح والجلي لها أنه لا مناص من أن تسوي البلدان كل الملفات محل الخلاف بينهما بأقرب فرصة ممكنة وهذا الكلام طبعاً ليس صادراً من وزير خارجية دولة إفريقيا الوسطي أو مسؤول يوناني خاوي الجيب واليدين بل إنه من مسؤولة أمريكية نفس أمريكا التي تقدم مساعدات مالية كثيرة لدولة الجنوب التي لا تزال تحبو وهي نفس أمريكا التي تمسك بجل الملفات الدبلوماسية الدولية وملفات الهيمنة و اللخبطة الدولية أيضاً…, اما ما استجد في ساحة الطرف الأخر الخرطوم هو زيارة المشير البشير الي قطر والتي كتبوا لها عنوانين تمويهين خادعين بارزين فقالوا:الزيارة وراءها ملفان أثنان وهما العلاقات الثنائية مع قطر ومتابعة ملف سلام دارفور!!! لم يذهب الخبر الي مدي أبعد من ذلك ولكننا أدركنا داعي ذهاب المشير هناك أخيرأ بعد أن أعيانا أولاً فهمه كثيراً .. نحن هنا نعتقد أن أسباب جولة رأس الدولة السودانية في اليوم قبل الأخير من إنتهاء مهلة التفاوض مهما قلت او كثيرت فإن علاقات الجنوب والشمال كانت أكيد في قلب اجندة إجتماعات البشير مع الطرف القطري ولكن في المقابل لماذا سمحت دولة قطر بإدراجه علي المنضدة اجتماعاتها مع الخرطوم رغم بعد المسافة الساسية بين الدوحةوجوبا؟ السبب للمتابعين للشأن السوداني الاقتصادي بعد خروج ايرادات النفط الجنوبي من موازنة السودان هو أن دولة قطر هي التي ساهمت مساهمة كبيرة في إنتشال اقتصاد السودان الذي أخذ حينه يترنحُ ترنحُ من أصأبه داء الصرع في دماغه بعد ذهاب إيرادات نفط الجنوب !!..ولعلم الدوحة بوضع السودان الحرج إقتصادياً ربما همس الشيخ حمد في أذن شقيقه البشير ناصحاً قائلاً” أقبل يا عزيزي المشير بما هو متاح قبوله فبعض الشئ بين يديك خير من اللا شئ.. عشمنا أن يمارس المجتمع الدولي مزيداً من الضعوط عليهما حتي نري في الجولة المرتقبة والقادمة مسألة أبيي قد حلت وكذلك معضلة الحدود وغيرها من الأمور محل الخلاف والتي تسميانها المسائل العالقة بينهما …..