إن أعداءنا لهم أطماع توسعية في أرضنا ومنابع ثرواتنا وكل بلادنا ويحاولون تحقيق هذه الأطماع بمراحل موقوتة، وكل الذي يمنعهم من تحقيق أهدافهم التوسعية هو وحدتنا وتكاتفنا، ولا يستطيعون تحقيق مأربهم إلا إذا بقي السودانيين ضعفاء متفرقين متناحرين، يهتمون بمصالحهم الضيقة ولا يهتمون بمصلحة البلاد العليا. لذلك حرص أعداءنا اشد الحرص علي بقائنا متفرقين متناحرين، نعاني أزمة (ثقة) فيما بيننا، غير مكترثين بالأخطار الداهمة التي تهدد سلامة بلادنا ومصيرنا كأمة ذات كيان ومكانة في محيطنا العربي والإفريقي والإسلامي. ورغم تصريحات اغلب المسؤلين عن حرية الصحافة والتعبير،إلا إن بعض من الذين تعودوا أن يكون صوتهم هو الاعلي وان تكون كلمتهم هي المسموعة، لم يتقبلوا أصوات مخالفة لهم تتعلق بمفاوضات أديس أبابا، لذا قاموا بالهجوم علي الصحف والتحريض علي الصحفيين محاولين إسقاط هيبتهم وإفقادهم دورهم واحدا بعد الأخر، وبدلا أن يعتبروا الصحافة والصحفيين ،جزءا رئيسا في الحياة العامة، باعتبارهما من قنوات الرأي العام والتعبير المرتبطة بمناخ العمل الديمقراطي، نجد البعض ينظر إليهم بأنهم خطر يهدد نفوذه ويكشف أهدافه ويعري أخطاءه . لم يقف الأمر عند هذا الحد بل تمادي الخال في توجيه انتقادات حادة لمراكز صنع القرار في الدولة،إلي درجة اشانة وتعريض شخصية رسمية مثل وزير الدفاع ، ووصفه بأنه بدلا أن يكون كبير المجاهدين أصبح كبير المفاوضين، ووزير الدفاع كان خلال الفترة الماضية وحتى بعد تحرير هجليج يحظي بقبول واحترام كبيرين داخل المؤسسة العسكرية وخارجها ،لان منصبه ودوره ليس شرفيا فقط ، فسلطاته وصلاحياته الفعلية يجب ألا يدانيه فيها احد باعتباره ذو خبرة عسكرية وأمنية مقابل ثمن باهظ جدا من دماء وأشلاء جنودنا الأبرار، ولأنه استمدها من الواقع العملي(بيان بالعمل) ، وكنا نأمل في من يفرض الوصايا علي السيد وزير الدفاع إن يكون في ساحات القتال الأمامية ينتصر أو يستشهد وليس في المكاتب المكيفة، خلف السكرتارية الناعمة، وان يحرض علي القتال وهو في الصفوف الأمامية لا في مكاتب الصحف الآمنة ويكتفي بالعواطف والحسرات(فقعوا مرارتي) و( رفعوا ضغطي) كأنه في عنبر الباطنية نساء، ولا ننسي إن صحيفته قد انتقلت بالقرب من مقار بعض المؤسسات العسكرية والأمنية في قلب الخرطوم بحثا عن الطمأنينة، وعندما كانت صحيفته، بشارع الغابة كان يقوم بحراستها أفراد من القوات الخاصة للشرطة الأمنية، بالإضافة إلي أفراد من شركة أمنية خاصة ،غير السكرتارية الناعمة والخشنة ، وكل هذا يدل علي اهتمامه بأمنه الشخصي وحماية نفسه، في الوقت الذي يرفض قيام مفاوضات من اجل امن الوطن ويفرض وصايا علي وزير الدفاع. معتصم حمودة [email protected]