قال وزير التجارة في جنوب السودان إن بلاده تسعى للحصول على خط ائتمان بقيمة 200 مليون دولار من بنك دولي خلال ثلاثة أشهر لتغطية الواردات، ودعم العملة المحلية، بعد أن بدد وقف انتاج النفط المصدر الوحيد تقريبا العملة الاجنبية في البلاد. وحصلت الدولة المستقلة حديثا في يونيو/حزيران على ائتمان مماثل بقيمة مئة مليون دولار من بنك قطر الوطني استخدم في إصدار خطابات ائتمان لواردات مثل الغذاء والوقود ومواد البناء والدواء. وأوقف جنوب السودان الذي انفصل عن السودان العام الماضي انتاجه من النفط البالغ نحو 350 ألف برميل يوميا في يناير/كانون الثاني بسبب خلاف بشأن رسوم مرور الخام عبر خطوط انابيب تمر بأراضي السودان. وقال وزير التجارة قرنق دينق اكونق إن الحكومة مازال لديها نحو 20% من خط ائتمان بنك قطر الوطني، وتعتزم استخدامها خلال الشهرين المقبلين. وتابع الوزير أن خطابات الائتمان تسمح للمستوردين بشراء الدولار بسعر البنوك البالغ 3.16 جنيه للدولار، وهو سعر اقل بكثير من سعر السوق السوداء. وأضاف “في الأشهر الثلاثة الماضية استخدم العديد من رجال الأعمال هذا التسهيل”. ودعم خط الائتمان كذلك العملة المحلية في السوق السوداء في الأشهر القليلة الماضية من نحو 5.5 جنيه للدولار إلى نحو 4.2 جنيه للدولار حاليا. وقال اكونق إنه يتوقع تسوية خط الائتمان الجديد “في غضون شهرين أو ثلاثة شهر على أبعد تقدير”، لكنه رفض الكشف عن اسم البنك لأنه طلب أن تمضي المفاوضات في سرية. وتشمل البنوك الاجنبية العاملة في جنوب السودان إلى جانب بنك قطر الوطني بنك كينيا التجاري ووحدة تابعة لبنك دبي الإسلامي. وادى تعثر انتاج النفط إلى توقف نحو 98% من إيرادات البلاد. وقالت وزير الاسكان والبنية التحتية في جنوب السودان جيما نونو كومبا إن الجنوب سيمضي قدما في خطة تتكلف عشرة مليارات دولار لبناء عاصمة جديدة رغم خسارته كل عائدات النفط تقريبا إثر توقف الانتاج هذا العام في خطوة قد تثير حفيظة المانحين الذين يرون حاجة هذا البلد الفقير إلى اولويات اخرى. وكان دبلوماسيون غربيون قالوا في السابق انهم يأملون في اقناع جنوب السودان الذي دمرته الحرب بالتخلي عن فكرة انشاء عاصمة جديدة وتركيز موارده المحدودة على انتشال شعب الجنوب من دائرة الفقر. وانفصل جنوب السودان عن السودان العام الماضي في اطار اتفاقية السلام الشامل الموقعة عام 2005 والتي انهت عقودا من الحرب الاهلية. ويعتبر جنوب السودان واحدا من اقل دول العالم تقدما. وقررت حكومة جنوب السودان العام الماضي نقل مقر الحكومة من مدينة جوبا المزدهرة على ضفاف النيل الابيض إلى الشمال في مدينة رامسيل في منطقة تكسوها المستنقعات في ولاية البحيرات بوسط البلاد.