عبدالرحيم محمد سليمان ……………… كل معطيات الواقع الميدانى ليوميات احداث الثوره السوريه ، تؤشر نحو بداية النهايه لانتفاضه شعبيه صارخه ، كان الاطار النظرى لاهدافها يتمثل فى الاطاحه بالاسد وقتل وتشريد كل ازلمة النظام البعثى الحاكم ، والتأسيس لنظام ديمقراطى يحاكى فى تفاصيل التزامه الاخلاقى بما ساد فى تونس ومصر وليبيا …. لكن فى كثير من الاحيان تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن ، فالثوره السوريه وان كانت لا تزال تحاول عبثا مقاومة حقيقة كونها تحتضر وانها لا محال ستكون نسيا منسيا ، الا انها فوق ذلك تكابر وتدعى امتلاكها لشرعية الاستمراريه وتجد العضد من بعض القنوات الاعلاميه الى تزين لها زخرف القول غرورا ، ذلك لمحدودية رؤية هذه القنوات فى القراءة المتمعنه لمستقبل هذه الثوره ، وثانيا لان الاعلام فى الوطن العربى اعلام عاطفى لا يحتكم للعقل ولا يرعوى لمنطق العداله ، وفى افضل الصور اعلام اثارة ، فلولا ذلك لكان سلط الضؤ ورصد بالتحليل الدقيق ، الترنح المهيب لعظمة الثورة السوريه ، فكل اشراط النهايه المؤسفة اكتملت ، وما السماح للفلم المسيئ للرسول ان يرى النور فى هذا التوقيت بالذات ، الا شكل من اشكال التأمر المعنى ، بأجهاض عنفوان الثوره ، فالفلم حصان طرواده ارادت منه الاراده المخابراتيه للقوة العظمى ، ان يختبر صبر العرب فى التحول التدريجى من التركيز فى دوما وريف دمشق ، الى الاهتمام بعموميات فى مجمل ابعادها لاتمثل بالضرورة الاهمية التى تستدعى الانتباه لفحوى رموزها ، ان الثورة السوريه تعرضت لكافة اشكال الخيانه المنظمة من المجتمع الدولى ، وتلقت طعنات نجلاء على ظهرها من اقرب الاصدقاء لها ، فتركيا الصديق والحليف التاريخى والوالد الغير شرعى ، ابدت فى اكثر من مناسبه تزمرها المبطن لطول امد الثورة فى سوريا ، ووصل بها الانكار حد التحدث علانيه انها لا تقوى على استيعاب اعداد اخرى من النازحين السورين ، وهناك تقارير تتحدث ، ان الدعم اللوجستى الذى تقدمه للجيش الحر والمتمثل فى الربط الاستخباراتى وتحديد تحركات الجيش النظامى والامداد بالاسلحه والزخيرة توقف تماما وتعزى بعض المعلومات الاعلاميه مرد ذلك الى انشغال الجيش التركى فى الجبهه الجنوبيه مع حزب العمال الكردستانى الانفصالى الذى يخوض الان معارك حاسمه فى قمم الجبال …. ثم تأتى الاردن فى السلسله الطويله لطابور اشراط النهايه النبيله للثورة السوريه ، فالاردن ضحية الوعود والامانى القطريه ، فتحت المعسكرات هى الاخرى وادعت الانسانيه المفرطه تجاه النازحين السورين ، واستوعبت اعداد فوق الطاقه الاستيعابيه لامكانياتها وفاض بها الوضع عندما تكشف لها فى نهاية المطاف ، ان قطر جنتها نار ونارها جنه ، وما وجدت فكاك من تخفيف المعاناة على كاهل اقتصادها المتهالك الا فى الصراخ وبالصوت المليان فى وجه المجتمع الدولى بانها تحتضر ؟ مع ذلك لم تجد ازان صاغيه ، وما زاد الطين بله انتقلت لها عدوى الثورة السوريه ، فهاج الطفيليه بحجة تردى الاوضاع الاجتماعيه والسياسيه والاقتصاديه وتظاهروا منددين بسياسات الملك وطالبوا بخلعه ، فستعاز الملك منهم بالتخلى سرا عن دعم الثورة السوريه …. ولم تقتصر اشراط نهاية الثورة عند هذا الحد ، بل تجسدت بمنتهى الالتزام عند حزب الله الذى يرعب كل الاطياف السياسيه فى لبنان واسرائيل ، فقد اكد الحزب مواقفه منذ فجر الثورة واعلن بكل جرأة انه منحاز للاسد قلبا وقالبا ، وترجم بعض منتسبيه اقواله البطوليه فى افعال اتسمت بطابع الخطف والترهيب لعدد من المعارضين السورين بلبنان ، … وايضا من ضمن اهم الاشراط لنهاية الانتفاضه السوريه على الصعيد الدولى ، الحراك والنشاط الكبير لسيرجى لافروف وزير الخارجيه الروسى الذى اقنع مبدئيا القوة العظمى فى الغرب ، بأنه لا وجود لما يسمى بالربيع العربى ولكن هناك ربيع اسلامى يجسده جهادين فى شكل جماعات ثوريه مسلحه تعمل للاطاحه بالانظمه دون رؤيه محدده ، الامر الذى تأكدت منه امريكا عندما قتل سفيرها وبعض موظفيها فى السفارة الامريكيه ببنغازى ، فقد مثل هذا الحادث نقطة التحول الاهم وازال الغشاوة من العين الامريكيه فى رؤية الحقيقه على علاتها ، مما استدعى ان تحرض المقاتلات الامريكيه على الطواف فوق الاجواء الليبيه لرصد الانشطه العسكريه للجهادين الذين كانت اصلا تنكر فكرة وجودهم ، …. ان الثورة السوريه على وشك ان تكون فى زمة الله فبالاضافه الى كونها ومنذ انطلاقتها لم تكن ثورة زاتيه لتكتسب احترام نفسها وتجد التأيد من الجميع ، فأنها ايضا كانت ثورة مليئه بالاخطأ وافسد عمق شرارتها التخبط القطرى فى تحويلها من ثورة سلميه الى مسلحه ، فرضت توازنات التحدى الدولى وكادت ان تتسبب فى الحرب العالميه الثالثه ( فكلما اوقدوا نارا للحرب اطفئها الله ) ؟؟ عبدالرحيم محمد سليمان [email protected]