طلع علينا مجموعة من المبشرين بمبادرة حل للأزمة السياسية المستحكمة في بلادنا من خلال فكرة عقد مؤتمر في مائدة مستديرة يجمع شتات التنافر في الساحة السياسية لمناقشة وحلحلت مجموعة من المقترحات جاءت في إعلانهم قالو أنها البلسم الشافي والترياق المناسب لحل تلك الأزمة التي أستعصت من قبلهم كلما إصطدمت بعقلية تكريس سياسة الأمر الواقع التي ينتهجها النظام الحاكم منذ بزوغ فجره الأسود على الأمة السودانية تلك الامة التي أنكرها عليه ولازال يصر على نكرانها عراب النظام السري والجهري الذي عجز معه مسيلمة من التكسب بسلعته من الكذب والخداع والإنتهازية والتسلق إلا أن الذي يشفع لمسيلمة دون العراب إن كانت هناك شفاعة له هو أن مسيلمة لم يكن يتاجر بالكذب في شؤون الدين السياسية والاجتماعية والإقتصادية كما تفعل صفاقة العراب حيث أن هذا العراب الذي أبتلي به الله العباد في السودان فاق مسيلمة الكذاب عندما أمتطى منبر الدين منتهزاً عدم تفرقة الغالبية العظمي من مسليمي الأمة السودانية بين ماهو صالح وطالح وإنتهازي وغوغائي ومتسلق ومكابر فاجر فآل حالهم الى ما هم فيه الأن . فعملاً بمبدأ الأية الكريمة (إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينو)لابد من طرح الأسئلة التالية التي لازم هاجسها الإعلان عن المستديرة : لماذا أنطلقت المبادرة من قطر ؟ ولماذا تزامنت مع زيارة العراب الحربائي للدوحة لحضور ندوة لم يتحدث فيها أو قطع حديثه بسبب إستدعاء أمير قطر له فجاءة ؟ هل لمبادرة المستديرة علاقة بقرب إنعقاد مؤتمر الحركة الاسلامية في الخرطوم ؟ أم أن الرئيس الظاهر للحركة الاسلامية التي يقود تأسيدها علينا أمير قطر فشل و نضب معينه من القيادة الظاهرة منذ أن أمره العراب الخفي بالذهاب الى القصر رئيساً ؟ لماذا لم ينص بيان المستديرة على تفكيك دولة الحزب القائمة الأن صراحة أو حتى الاشارة الى ذلك (بالمحاسبة) فقط ليطمئن القارئ على مصدر المستديرة ؟ علماً بأن ما أرتكبه هذا النظام من دمار في حق الشعب السوداني يفوق ما أحدثه خراب أمريكا في هيروشيما ونجازاكي . لماذا لم يتناول بيان المستديرة مسألة الفصل بين الدين والدولة صراحة ؟ أو على سبيل وضعها كأجندة للمناقشة لتتسق مع صراحة ألفاظ المدنية والديمقراطية والمساواة على اساس المواطنة التي يعج بها إعلان المستديرة المرتقبة . لماذا أكتفى البيان وعلى حياء بذكر النظام الحاكم مع إستبداله بنظام أكثر ديمقراطية ؟ بصراحة ما الذي يتم طبخه على نار هادئة في الدوحة في حلة أمير قطر والقرضاوي والترابي ؟ علماً بأن حلل النظام السابقة كلها حرقانة . هل ما يدور خلف كواليس الدوحة له علاقة بما يدور في كواليس أديس أبابا الأن بين سلفا والرئيس الظاهر للحركة الاسلامية في السودان ؟ هل أزف حين المرحلة الثانية من تمكين الحركة الاسلامية في حكم السودان تأسياً بما نتج عن الربيع العربي ولكن بسناريو وممثلين آخرين وتطعيمهم بعناصر خبرة من الحرس القديم ؟ لماذا لم يتضمن بيان المستديرة لجام الجنائية الدولية الملفوف على رقبة الرئيس الظاهر للحركة في السودان ؟ علماً بأن هذا اللجام (لفو) خصيصاً لكبح جماح الرئيس الظاهر في حال بدر منه أي تصرف خارج عن سيطرة رئاسة الحركة الاسلامية في قطر ، وهل هذا هو سبب أستحواذ قطر على القدح المعلى من ملفات مآسي النظام السياسة في السودان . لماذا لم يتضمن بيان المستديرة ولو بالاشارة أيضاً على مسلسل إتفاقية نيفاشا وما نتج عنها من إنفصال جزء من السودان في ظل تغييب كامل لدور الشعب في هذه المسألة التي أنفرد بها نفر قليل منه وتعتبر مشكلة أساسية ومحورية لدى الشعب السوداني الذي خرجت هذه المستديرة من أجله . هذه الاسئلة وغيرها تجعلنا في حالة من التوجس كلما هبت نسمة من شباك الدوحة القطرية التي جعلت من نفسها غرفة عناية مركزة لهذا النظام البغيض كلما إدلهمت عليه الخطوب وترنح نحو السقوط فتحت الدوحة غرفة عنايتها المركزة بشكل يفوق عناية أم لطفلها السقيم بمرض لا يرجي شفاءه ووسط دهشة وإستنكار السواد الأعظم من الشعب السوداني الذي يري دولة مثل قطر تدعم جلاديه بهذه الوقاحة والفجور ضاربة عرض الحائط بكل ما قدمه لها الشعب السوداني من دعم ومجهود سخي ساهم في طفرتها التي تتمشدق بها الأن أمام الدول التي سبقتها بملايين السنوات الضوئية تقدماً وحضارةً ونذكر الداعمين أو التيار الداعم في قطر لعصابة الترابي إنه من الأفضل مصالحة الشعب السوداني بدلاً من رمي أطواق النجاة لسياسات هذا النظام الخرقاء الذي درج ومنذ إغتصابه للسلطة بالقوة بقيادة المعاق عقلياً الذي يحمل زوراً وبهتاناً لقب الدكتور أو الشيخ حسن عبدالله الترابي والذي ما فتِ ومنذ أن تربع على عرش السلطة من داخل مسرح سجن في قتل وتشريد الشرفاء من أفراد الشعب السوداني وقطع أرزاقهم وترميل نساءهم وتيتيم أبنائهم وتمزيق أوصال بلادهم وإذكائه للنزعات العنصرية والجهوية والقبلية التى أجتهد فيها بذل فيها أهل السودان الغالي والنفيس لإزالتها ونجح في ذلك بنسبة تفوق التسعين في المائة حتى أصبحت مصدر فخر وأنجاز لهذه الامة أمام الأمم العروبية الاخرى التي لازالت ترزح تحت نيران ولهيب القبلية والعنصرية والجهوية المقيتة . إن إريد النجاح لهذه المبادرة التي أنطلقت من معقل الحركة الاسلامية في الوطن العربي عليها أن تعلن صراحة وبلا مواربة عن جدية النظام الحاكم في التفكك والإعلان ومن الدوحة عن حكومة مؤقتة بأسم حكومة الوحدة الوطنية تضم كافة الأحزاب والقوى السياسية وخاصة المسلحة منها والعمل الجاد من أجل إنعقاد المؤتمر الدستوري الشامل تدعو له الحكومة المؤقتة سواء في الخرطوم أو الدوحة لا يهم إذا خلصت النوايا وتقديم كل من تلطخت يده بدم الشعب السوداني الى المحاكم المختصة بعد تطهيرها من دنس هذا النظام وإعادة الأموال المنهوبة وتقديم اللصوص الى القضاء السوداني العادل والاعتذار للشعب السوداني عن كل ذرة دعم سياسية كانت أم أقتصادية نالها هذا النظام من قطر حينها سوف يصدق ويؤيد الشعب السوداني مبادرة المستديرة التي أنطلقت من الدوحة وتزامنت مع وجود جلاده فيها . فقد سئم الشعب السوداني من المبادرات والاتفاقيات والمناقشات الالتفافية لهذا النظام والتي لم ينوبه منها شئ غير مزيداً من الفقر والجهل والمرض والتمزق والشتات فهل تقبل حكومة قطر التي أنطلقت مبادرة المستديرة من بابها هذا الوضع لشعب طالما أخلص لها حتى في النفاق الذي أدمن عليه حكام الحركة الاسلامية في الخرطوم ؟ أبوزهرة