احمد يعقوب ان الاورام السرطانية التى تصيب الفرد منا تجعله فى حالة هذيان ويأس من الحياة التى يعيشها ،فهو يعيش بين مطرقتي الحياة والموت ،فاما عملية جراحية تستاصل ورمه نهائيا،او تودى بحياته،وهو خيرا له. ولكن تأملوا معى هذا السرطان الخبيث ،الذى جعل اورامه تنتشر فى كل بقاع السودان ،ولم يسلم احد منه ،سرطان اغتصب نساءا حرائر-ودمر بيوت بأهلها-وشرد الملايين من ابناء هذا الشعب المغلوب على امره،وقتل الالاف ،وما زال يهنأ بالعيش بيننا ،سرطان جثم على الصدور ،وصير نفسه حاكما بأمر من الله،سرطان ورائحة فساده النتنة التى ازكمت انفنا ،باع اراضينا –وخصخص مؤسساتنا،وما زال يتحدث بامرنا –بعد ان اذاقنا مر الجوع –وسقانا العلقم-واصبحنا فى بلاد الغير نبحث عن لقمة العيش ،بعد ان كنا ملوك رغم بساطة الحياة التى كنا نعيشها فى وطننا . اكتب اليكم ودمعاتى تتساقط ،ان نظام الانقاذ ليس نظاما مجرما فحسب ،انه التجسيد الواقعى للاجرام ،اما رئيسه الراقص دوما على الاشلاء وانهر الدماء المتدفقة –تحت ارجله فهواحد الذين وضعوا الاجرام وقوانينه الذى نفذها على اهلنا فى جنوب السودان ،والنيل الازرق،ودارفور،وجبال النوبة الذى ظل وسيظل يقصفهم ،ما دمنا صامتين صمت القبور كما قالت اختى شريفة-(مجرمون بصمتنا) . فهل ننتظر هذا السرطان ،حتى يقضى علينا نهائيا ،ام سنجد طرق لاستأصاله نهائيا من الحياة السياسية السودانية . ان الانقاذ ليست دين سماوى علينا الاقتداء به ،ورئيسها الراقص ليس نبيا علينا اتباعه-لذلك الثورة ثم الثورة واجبة على هذا النظام المتهالك الذى تجبر واستكبر،وعلى رئيسه الهارب من العادلة الدولية- نريد سودانا تتعايش فيه كل مكونات الشعب السودانى وتنصهر تحت بوتقة المواطنة،سودانا يكون الولاء فيه للوطن وليس للانتماءات القبلية ،سودانا يعيش فيه المسلم ،والمسيحى،واللادينى جنبا الى جنب،سودانا تذوب فيه كل الانتماءات ، ويبقى الانتماء للوطن وحده ،وصدقونى لن يتحقق هذا الا بازالة هذا الورم السرطانى من سدة الحكم.