مغترب: مكتب الأراضي يتعامل معنا كما لو أنه سيستورد لنا القطعة من خارج الحدود ! العديد من الوجوه الحائرة تستقبلك عندما تدلف الى جهاز شئون السودانيين العاملين بالخارج بالقرب من مكاتب أراضي المغتربين تجدهم في حلقات يحملون مظاريف، بعضهم يفضفض للتنفيس وبعضهم اكتفى بالانتظار والنظر الى الارض، انهم المغتربون العائدون من أرض المهجر بعد سنوات غربة منوا أنفسهم فيها بالحصول على قطعة أرض تكون المأوى.. ترى هل تحقق الحلم أم صار سراباً؟. طفح الكيل يبدو أن الكيل قد طفح ونفذ صبر المغربين الذين تقدموا بطلبات للحصول على قطعت أرض، فقد تجمهر العديد من المغتربين صبيحة الاحد 1 نوفمبر أمام ادارة أراضي المغتربين داخل مبنى جهاز شؤون المغتربين محتجين على تأخر حصولهم على أراضٍ سكنية، يقول شريف ابراهيم احد المغتربين “طوال سنوات غربتي التي امتدت لثلاثين عاماً وانا أعمل ليل نهار من أجل تأمين المسكن الذي دفعنا للغربة في الاساس، و ما أن عدت الى الوطن حتى قصدت ادارة الاراضي للحصول على قطعة أرض لافاجأ بأن الحصول على قطعت الارض ضرب من ضروب المستحيل، حفيت أقدامنا،، ثم طلبوا منا الحضور يوم اول الشهر،، وفي اليوم الموعود حضر العشرات من المغتربين لكن ادارة الاراضي اعلنت بانها غير جاهزة وان ادارة التخطيط لم تسلم الخطة الجديدة وطلبوا منا ان نحضر كل يوم للمتابعة، وذكروا انهم لن يعلنوا عن الاراضي في وسائل الاعلام، وهذا يدل ضبابية ادارة الاراضي، ويواصل شريف حديثه قائلاً: العمل في ادارة الاراضي غير منظم ولايوجد شخص يعطيك المعلومة، فقط تملك رقم هاتف لا يجيب مما دفع العشرات من المغتربين للاعتصام أمام ادارة الاراضي، فقد نفد صبرنا خصوصاً وانني أسدد الضرائب طوال سنوات اغترابي ولم اتوقف الا عندما اوقفوها في عام 2005م”. غربة في الوطن يبدو اننا أخطأنا في تقييم معنى الغربة ولم ندر ان هناك غربة اخرى داخل الوطن تسلبنا حقوقنا، بهذا الأسى تحدث الينا محمود عبده قائلا “اتردد على الجهاز منذ عام دون جدوى ولا اعتقد اننا سنحصل على قطعة أرض بهذه الطريقة وهذا التعامل من المسئولين يعطيك احساساً بالغربة داخل الوطن ولاندري من يجيب علينا”. كان نصر الدين احمد يشطاط غضبا ًوهو يتحدث الينا بعد ان صدم في ادارة الاراضي، حيث اخبرنا انه وكيل لشقيقه المغترب قائلاً: “منتهى الفوضى التي تتعامل بها ادارة اراضي المغتربين مع المغترب، ولايوجد شخص يملك المعلومة وادارة الاراضي طالبتنا بالحضور يومياً دون مراعاة للظروف والمعاناة التي نعانيها من اجل الحضور، ولا اجد اي مبرر لرفضها الاعلان في وسائل الاعلام سواء ان العمل يتم في الخفاء، ورغم اننا مستوفون للشروط كافة وسددنا الضرائب وأحضرنا كافة الاوراق المطلوبة، اننا لا نجد من ادارة اراضي المغتربين غير المماطلة وعدم الجدية في تسليم الاراضي، ونتساءل أليس المغترب مواطناً سودانياً له حقوق في وطنه، وهل الاراضي موجودة في السودان ام سيتم استيرادها من الخارج..؟!!”. البحث عن الحقيقة قصدنا مديرة مكتب اراضي المغتربين زينب احمد لتجيبنا على تساؤلاتنا وبالفعل قابلناها بمكتبها الا انها ردت على تساؤلاتنا بأنها ليست الجهة المفوضة لتتحدث عن اراضي المغتربين، وليست لها اية معلومة تُملكها لصحفي بالرغم من تصريحاتها الصحفية المنشورة في 2نوفمبر، وطلبت منا التوجه لمصلحة الاراضي لتجيب علينا، وبالفعل توجهنا لمصلحة الاراضي وقصدنا مكتب الاعلام للحصول على موعد لمقابلة مدير عام الاراضي الذين طلبوا منا كتابة طلب لاجراء المقابلة وترك رغم الهاتف ليخبرونا بموعد المقابلة، ولكن هاتفنا لم يرن حتى هذه اللحظة..!!.