الخميس 30 ديسمبر 2010م ……. حضر جمع من الأهل لزيارتنا وقال أحدهم، أنه قد سمع أن الرئيس في إطار العفو الرئاسي، سوف يطلق سراح عدد كبير من السجناء بمناسبة الاستقلال وحلول العام الجديد!!!!!!!!. وأضاف، حسب معرفته، قد لا يشمل عفو الرئيس السجناء المحكومين بمدد طويلة تصل لسنوات!!!!!!!!. قال معقباً على حديثه، أحد الحاضرين، في العادة، أن من يتم إطلاق سراحهم يكونون محكومين في الجرائم البسيطة التي لا تتجاوز شهوراً قليلة، ولأن عددهم كبير والسجون مزدحمة، يأتي العفو ليخلص السجون من عبء زيادة المنصرفات ويخفف من حدة الازدحام!!!!!!!. قالت والدة أبوذر، معنى هذا الكلام، كنت أتوقع أن العفو يشمل حتى السجناء المحكوم عليهم بسنوات طويلة، ومعنى كلامكم هذا، ألا نتوقع إطلاق سراح أبوذر!!!!!!!!!. رد أخر قائلاً، ليست هنالك معايير لهذا، وأحياناً قد يشمل العفو سياسيين حملوا السلاح ضد الحكومة وبلغت عقوبتهم سنوات طويلة!!!!!!!. وأضاف، أن مدير السجن، حسب اللوائح له الحق في إطلاق سراح السجناء الذين أكملوا العقوبة وتبقت لهم شهور قليلة!!!!!!، ولكن هذا لا يحدث عادة!!!!!!!، فالقانون يعطيه هذا الحق ويمكنه ممارستها لتخفيف العبء على السجون!!!!!!!!. قلت له، لا أعتقد أن هنالك عبء على السجون حتى يلجأو لتخفيفه، والعكس هو الصحيح، فكلما زاد عدد السجناء بالسجن، كلما زادت القوة الشرائية للبقالة التي توجد في السجن، وتبيع المنتجات مثل الخضروات، اللحم، اللبن، الزبادي، الفراخ، البيض، وغيرها، وكل ذلك يساعد إدارة السجن في ازدهار الاستثمارات المتمثلة في مزارع الدواجن والضأن والخضار وغيرها!!!!!!!!. وأضفت، من تجربتي مع أبوذر، وجدت أن كل سجين بالسجن يحتاج لمبلغ نقدي يمكنه من شراء ما يحتاجه، وذلك نسبة لأن الأكل غير مستساغ ولا يطيب لأحد تناوله!!!!!!، فالأغلبية مضطرة للشراء من بقالة السجن التي توفر الاحتياجات!!!!!، علماً، بأن هنالك ميزانية مرصودة من الدولة لتقابل احتياجات المساجين من أكل وغيره!!!!!!!!. خلاصة القول، أن إدارة السجن مستفيدة من تكدس السجن، وكلما زاد العدد كلما انتعشت الاستثمارات، فلماذا يمارس مدير السجن سلطته ويطلق سراح عدد من السجناء الذين قد يؤثرون سلباً على الخطة الاستثمارية، ويساهمون في تدنيها بصورة ملحوظة، الأمر الذي لا يحقق فائدة أو مصلحة لأحد!!!!!!!. قال أحدهم، أنه سبق أن سُجن فترة بعنبر السجناء السياسيين، وملاحظته حول ذلك، أنه كان يعتقد أن كل السجناء يأكلون من نفس نوعية الأكل بالسجن، لأنهم كانوا يجلبون لنا لبن ولحم وبعض الفواكه !!!!!!!!!، ولكن علمنا من السجناء الأخرين، أن ذلك مخصص للسياسيين فقط، بحيث لا يتجاوزهم لباقي السجناء!!!!!!!!. رد أخر قائلاً، هذا الأمر ينطبق على كل السجناء، بنص اللوائح التي توضح بتفصيل نوعية المواد الغذائية وتدخل ضمنها اللبن، اللحم، البيض، الخ……، ولكن التطبيق يقف فقط، عند السياسيين، فالإدارة تقدم للسجناء السياسيين أكل جيد، وباقي السجناء يقدم لهم أكل قليل من حيث الكمية بحيث لا يكفيهم ويمتاز برداءة عالية جداً، بحيث لا يمكنك أن تستسيغه!!!!!!!. قال أحدهم، أرجعونا إلى موضوعنا الأساسي، أنا شخصياً، توقعت أن يتم الإفراج عن عدد من السجناء، وهيأت نفسي جداً، لأن يكون أبوذر واحداً منهم!!!!!!!!. قلت له، لا أريد أن أبدو كالمتشائمة، ولكن، حتى وإن حدث أن تم الإفراج عن أبوذر من هذه، لا تنسى أن هنالك بلاغاً أخر ينتظره، وما زال مفتوحاً بنيابة أمن الدولة!!!!!!!، وما أتوقعه هو أن سيخرج من سجن كوبر إلى حراسة نيابة أمن الدولة ليبدأ تحقيق جديد!!!!!!!!. ساد صمت رهيب، ولم ينبس أحد ببنت شفة، وأحسست كأن على رؤوسهم الطير!!!!!!!، ولكن لا حظت من نظرات بعضهم بالأستياء والأسى!!!!!!، وما هي إلا لحظات حتى أنفض سامرهم ولم يبق منهم أحد!!!!!!، انصرفوا والهموم تملؤهم ونظرات الرعب تملأ وجوههم!!!!!!!!. وقلت في نفسي، لا حول ولا قوة إلا بالله!!!!!!.