الأحد 2 يناير 2010م حاصرتني وطوقتني الأسئلة التي وردت من الأهل وبعض الأصدقاء، يستفسرون فيها حول إطلاق سراح أبوذر!!!!!، ويتساءلون، لماذا لم يعلن الرئيس في خطابه بمناسبة الاستقلال عن إطلاق سراح عدد من السجناء؟؟؟؟ ولماذا في الأعياد السابقة كان يتم إطلاق سراح سجناء سياسيين وغيرهم؟؟؟؟؟ ولماذا……….؟؟؟؟؟ ولماذا…………؟؟؟؟؟؟. وعرفت أنهم هيأوا أنفسهم لاستقبال أبوذر خلال السنة الجديدة!!!!!!!، وتوجهوا في ذلك مذاهب شتى!!!!!!!!!، أبلغتني أخت أبوذر، أنها بدأت تعد العدة والتجهيزات إيذاناً بإطلاق سراح أبوذر في أول العام، وأنها ترغب أن يكون خروج أبوذر بمنزل الأسرة الكبير!!!!!!!، وأن حدسها ينبئها بأن أبوذر سيكون ضمن المساجين الذين سوف يتم إطلاق سراحهم خلال الأيام القادمة!!!!!!!!!!. وقال أخر، أنه سوف ينصب صيواناً كبيراً أمام المنزل، لأنه يعلم بكثرة الحشود التي سوف تأتي لتبارك وتهنئ هذا الحدث العظيم!!!!!!!!. تحيرت في نفسي، وأشفقت عليهم كثيراً من أن يصيبهم الفشل والإحباط، وتذهب آمالهم العريضة سدى ويلفها السراب!!!!!!!، فمنذ أن أعتقل أبوذر في 16 مايو 2010م، وهم ما زالوا يعيشون ويحيون على أمل أن يتم الإفراج عنه، أولاً، من جهاز الأمن ولم يحدث هذا!!!!!، وثانياً من نيابة أمن الدولة، ولم يحدث!!!!!!!، وثالثاً، من محكمة الاستئناف، ولم تأتي البراءة بل الإدانة، والآن يعلقون الأماني أن يأتي الإفراج من الرئيس!!!!!!!!!. لم أعرف كيف أواسيهم في خيباتهم المتتالية، ورغم ذلك، لم يفقدوا الأمل يوماً، في أن يروا أبوذر عاجلاً وآجلاً، ودون أن يكمل مدة حكمته!!!!!!!!!!، وكانوا يتحدثون بكل ثقة وتأكيد بأن ذلك سيحدث!!!!!. قال لي أحدهم، أن قرار الإفراج لم يأتي من الرئيس ولم يذكره ضمن خطابه، ولكنهم يتوقعون أن يأتي من إدارة السجون فهي لها الحق في ذلك!!!!!!!!!. وتحيرت في مثابرتهم وإصرارهم المتواصل، وأحسست أنهم كالغريق الذي يتعلق بالقشة!!!!!!!!، كنت أراقبهم عن بعد، ولم أتدخل فيما يقولونه أويعتقدونه!!!!!!!. لم أعرف ماذا أقول لهم، وما زال يملؤهم التفاؤل والأمل، وما أن ينقطع العشم في نقطة ما، حتى يعاودون ويعلقون أمالاً أكبرفي مرحلة ثانية، وهكذا يدورون ويمنون أنفسهم ويتفاءلون بثقة مفرطة!!!!!!!!. تعجبت من إصرارهم وتمسكهم بكل هذا التفاؤل الذي يحدوه الأمل، فلم يغب عن خاطرهم الملابسات التي تحيط بقضية أبوذر والصعوبات التي تواجهها وتجعل مما يعتقدون به أمراً مستحيلاً!!!!!!!، ولكن لم يزيدهم ذلك إلا أملاً!!!!!!!!. بعد طول صمت، قلت لأحدهم، ألم تيأسوا من ذلك، فخلال السبعة أشهر وثلاثة أسابيع، وأنتم لم تفقدوا الأمل يوماً، وظللتم تحدثوا أنفسكم بأن أبوذر سيطلق سراحه عاجلاً!!!!!!!!. قال لي، نحن نعلم، أنه لم تكن هنالك قضية من الأصل، وأن هذه مزايدة سياسية!!!!!!. وأضاف، نحن لم نستجدي أحداً، ولم نطالب أحداً بأن يطلق سراح أبوذر، وكل ما نفعله، هو ثقتنا بالله، وسؤالنا الذي نتوجه به إليه وحده، ولن نفقد الأمل يوماً في رحمة الله لعباده!!!!!!!!!. وقال لي متسائلاً، ولماذا نفقد الأمل في الله عز وجل، فقد توجهنا إليه بنفوس صادقة أن يستجيب لدعواتنا، وأن الله سبحانه وتعالي لم يخذلنا يوماً!!!!!!!!!. وقلت في نفسي، ونِعم بالله، السميع، المجيب، العدل، المنتقم، الجبار!!!!!!!.