هدد الرئيس عمر البشير، الأربعاء 29 ديسمبر، من أن الخرطوم ستنسحب من عملية السلام من أجل درافور، التي تجري بالعاصمة القطرية الدوحة، وأنه سيجري مفاوضاته الخاصة إذا لم يتم التوصل الى اتفاق مع حركة التمرد بحلول نهاية الاسبوع. وقال الرئيس السوداني في نيالا أمام مناصريه “وضعنا حداً للتفاوض حتى بكره (اليوم)، فإذا تم اتفاق الحمد لله، وإذا لم يتم الاتفاق سنسحب وفدنا المفاوض من هناك، وسيكون التفاوض بعد ذلك من داخل دارفور”. وأضاف البشير أنه سيقاتل من يحمل السلاح ويجلس مع من يريد التنمية. وتوجّه مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين الى الدوحة الأربعاء، حيث تجري مفاوضات السلام، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية. وكانت السلطات السودانية أعلنت أن المهلة القصوى للتوصل الى اتفاق مع حركات المعارضة المسلحة في دارفور تنتهي في 31 ديسمبر 2010، لأنه انطلاقاً من شهر يناير سيتم التركيز على الاستفتاء حول استقلال جنوب السودان. وكانت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة، الأكثر تسلحاً بين حركات المعارضة في دارفور، بدأتا قبل 10 أيام محادثات في الدوحة بغية التوصل الى وقف لإطلاق النار. وكان من المقرر أن توقع حركة التحرير والعدالة، إحدى الفصائل الصغيرة في دارفور وذات التأثير الضعيف على الارض، في أواسط ديسمبر اتفاق سلام مع الخرطوم إلا أنه تم ارجاء التوقيع. من جهة اخرى طالب اللاجئون في اجتماع مع الوسيطين القطري احمد بن عبد الله ال محمود والدولي جبريل باسولي في مدينة ابشى الثلاثاء 28 ديسمبر بأن تصبح دارفور اقليماً واحداً ومحاكمة مجرمي الحرب وتوضيح مبلغ التعويضات الفردية التي تمنح لكل لاجيء ونازح وعودة الحواكير لاهلها في دارفور والامن كمطالب اساسية اولا وقبل كل شيء . وطالب (33) ممثلا لنحو (11) معسكرا للاجئين في شرق تشاد في اجتماعهم مع الوساطة بوحدة الحركات المسلحة وان يكون السلام القادم شاملا بتوقيع كل الحركات محذرين من الاتفاقيات الثنائية التي قالوا بأن مصيرها سيكون مثل اتفاقية ابوجا وستزيد المعاناه وتعقد القضية . وصرح اللاجئون ل (راديو دبنقا) ان الوساطة طلبت في الاجتماع حضورهم للدوحة ليشهدوا التوقيع على اتفاق السلام واكد اللاجئون انهم اعتذروا للوساطة بحجة ان مايجري في الدوحة لن يقود الى سلام ما لم تكن كل الحركات مشاركة وموجودة . ونقل النازحون للوساطة انعدام الامن في دارفورواستمرار الحرب والاغتصاب وتشريد المدنيين وتهجيرهم يوميا في دارفور ، وتساءل النازحون كيف يكون هناك سلام بهذا الشكل والحرب مستمرة والحركات غائبة عن الدوحة . وكانت معارك دامية اندلعت في 10 ديسمبر في دارفور أجبرت 32 ألف شخص على النزوح، بحسب تقديرات الأممالمتحدة. ويعيش إقليم دارفور في غرب السودان حرباً منذ أكثر من سبع سنوات أدت الى مقتل 300 ألف شخص ونزوح 2.7 مليون شخص. وأعلنت حكومة السودان مصرع حوالي 10 آلاف شخص من جراء تلك الحرب.