بعد تهديداته النارية بالجلد والقطع وجز الرقاب في القضارف , ورده على الدعوة لحكومة انتقالية ب (لحس الكوع) ، هاجم البشير في نيالا الاربعاء 29 ديسمبر الناطق باسم تحالف قوى الاجماع الوطني الاستاذ فاروق ابوعيسى ، قائلا : (أبو عيسى صوته واحد في المعارضة ولكن ناطق باسمها.. عارفين حزبه ومن يقف وراءه) وتساءل مستنكرا وساخرا : (ما هي القوى السياسية التي يمثلها وهل معه قوى سياسية واجتماعية مؤثرة أو حزب أو قبيلة أو نقابة .. سنطبق الشريعة رغم أنفهم وأنف أعداء الشريعة في الخارج ..) وعلق محلل سياسي تحدث الى (حريات) بان مهاجمة سياسي بضعف تأييده الشعبي أمر مقبول ، ولكن التعريض بأصله القبلي ، ومن رئيس جمهورية ، حديث أخرق وغير مسؤول ، ويرتد بالسودان الى ما قبل العشرينات ، اي ما قبل ثورة 1924 ، التي رفض زعماؤها الحديث عن أصولهم القبلية وتحدوا الاستعمار بكونهم سودانيين وحسب . وأضاف بان ذلك ما تغنى به الشعراء الوطنيون وشكل وجدان الحركة الوطنية السودانية ، كمثل ما قال ابراهيم العبادي : (.. جعلي ودنقلاوي وشايقي ايه فايداني .. غير خلقت خلاف خلت اخوي عاداني يكفي النيل ابونا والجنس سوداني ..) وقال بان التعصب القبلي شكل أحد أهم معاول البناء الوطني في البلاد ، والآن اذ وصلت الانقاذ الى (الميس) الاخير فانها ترتكس من حزب شمولي عقائدي الى طغمة تستخدم العصبية القبلية والعشائرية . وأضاف بان هذا احد دلائل انحطاطها ومؤشر لاعراض زوالها الوشيك . وختم قائلا بان الشريعة الاسلامية التي يحاول البشير ان يغطي بها سلطة الفساد والاستبداد ، تحرم في منطلقاتها الابتدائية والاساسية التعريض بالاصل القبلي وتسمي ذلك جاهلية ، ولكن البشير ليس معنيا بسلامة العقيدة وانما بالمحافظة على الغنيمة .