[email protected] دعوات بعض المحسوبين على الحكومة بضرورة ألا تلجأ بعض أحزاب المعارضة للكيد السياسي وتصفية الحسابات وألا تنقل أسرار الدولة للأعداء في صراعها الداخلي مع الحكومة تجعلنا نتساءل: كيف يمكن للمعارضة أن تكون مطلعة على أسرار الدولة؟وهل الحكومة من الغفلة بحيث ترمي أسرارها وأسرار الدولة على قارعة الطريق كي يلتقطها خصومها؟ الذي نعلمه أن أسرار الدولة إنما يجب ان تكون في حرز الحكومة أي حكومة ، وهي التي يجب أن تكون المؤتمنة عليها بحكم الأمر الواقع ومن ناحية أخرى فإن الأعداء إن كانت الحكومة تقصد إسرائيل أو غيرها من الدول الغربية فلهم وسائطهم التي تبدأ من الأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار وطائرات التجسس الأخرى وتنتهي بالعملاء على الأرض وهم عادة يكونون من الجواسيس المحترفين وإلا لما تمت مثل تلك الضربات الجوية في بلادنا خلال الأعوام القليلة الماضية التي طالت بدقتها حتى عربات الصالون. الأسرار العسكرية والأمنية لا تقع في أيدي الأعداء بواسطة المعارضة من خلال مقال أو مقالين كما أشار بذلك أحد قادة المؤتمر الوطني فيما نشرته بعض الصحف متهماً المؤتمر الشعبي بأنه وراء ضرب مصنع اليرموك بسبب من مقالات نشرتها صحيفة هذا الحزب قبل عامين عن الصلة بين الحكومة وإيران.وهل كانت إسرائيل أو غيرها من الدول الغربية بحاجة إلى حزب معارض كي ينبهها بوجود مثل هذه الصلة وهي صلة معلومة تفصح عنها الزيارات المتبادلة والمواقف الايديولوجية؟ الكيد السياسي الذي يحذر منه بعض المقربين من الحكومة تقوم به الحكومة بمثل هذه الاتهامات المجانية .