كامل إدريس في نيويورك ... عندما يتفوق الشكل ع المحتوى    أيهما تُفَضَّل، الأمن أم الحرية؟؟    مباحث قسم الصناعات تنهي نشاط شبكة النصب والاحتيال عبر إستخدام تطبيق بنكك المزيف    عقار: لا تفاوض ولا هدنة مع مغتصب والسلام العادل سيتحقق عبر رؤية شعب السودان وحكومته    إجتماع بسفارة السودان بالمغرب لدعم المنتخب الوطني في بطولة الأمم الإفريقية    بولس : توافق سعودي أمريكي للعمل علي إنهاء الحرب في السودان    البرهان وأردوغان يجريان مباحثات مشتركة    شاهد بالصورة.. الطالب "ساتي" يعتذر ويُقبل رأس معلمه ويكسب تعاطف الآلاف    شاهد بالفيديو.. الفنانة ميادة قمر الدين تعبر عن إعجابها بعريس رقص في حفل أحيته على طريقة "العرضة": (العريس الفرفوش سمح.. العرضة سمحة وعواليق نخليها والرجفة نخليها)    شاهد بالفيديو.. أسرة الطالب الذي رقص أمام معلمه تقدم إعتذار رسمي للشعب السوداني: (مراهق ولم نقصر في واجبنا تجاهه وما قام به ساتي غير مرضي)    بالصورة.. مدير أعمال الفنانة إيمان الشريف يرد على أخبار خلافه مع المطربة وإنفصاله عنها    وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    بعثه الأهلي شندي تغادر إلى مدينة دنقلا    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



معتقل جوانتنامو فى دولة الكفّار وبيوت الأشباح فى دولة الإسلام .. بقلم: عميد"م" محمد أحمد الريح الفكى
نشر في سودانيل يوم 13 - 04 - 2011

درج بعض الصحافيين العرب والسودانيين من حين لآخر على مهاجمة الولايات المتحدة لسوء معاملتها للمعتقلين بمعتقل جونتانامو والذى تحتجز فيه من أسمتهم بالإرهابيين.
هؤلاء الصحافيون يكتبون عن معتقلات من أسموهم الكفار ناسين ومتجاهلين لما يتم فى ديار الإسلام من تعذيب وإنتهاكات صارخة لحقوق الإنسان.
هذه الكتابة المتحيزةهى نفس ما جرى بالسودان منذ إطلاق سراح بعض المواطنين السودانيين من معتقل جوانتنامو الأمريكى بعد ان قضوا فيه بضع سنوات. هؤلاء المواطنون تمّ إلقاء القبض على بعضهم بواسطة القوات الأمريكية بعد غزوها لأفغانستان أو بعد حربها فيما يسمى بمكافحة الإرهاب إثر حادثتى تفجيرات سفارة الولايات المتحدة بتنزانيا وتفجيرات مدينة نيويورك.
معظم هؤلاء المعتقلين تم القبض عليهم بواسطة دول اجنبية أو دول إسلامية وجرى التحقيق معهم فى هذه الدول ومن ثبتت عليه تهمة الإرهاب تم تسليمه للولايات المتحدة ومن ثبتت براءته أوعدم خطورته تم إطلاق سراحه بعد سنوات قضاها فى المعتقل .
حينما تم إطلاق سراح بعض المواطنين السودانيين من الإعتقال وعادوا للسودان إحتشدت الصحافة والتلفزيون ووسائل الإعلام والمسئولين فى إستقبالهم ومرافقتهم حتى منازلهم وهذا شئ جميل، لكن أن يتخذ الإعلام والصحافيون من وصول المعتقل مادّة للهجوم على الولايات المتحدة وسوء معاملتها للمعتقلين ويبالغون فى الشجب والإدانة ويسخرون أقلامهم بالحق والباطل فى تضخيم ما جرى لهؤلاء المعتقلين من تعذيب ناسين أو متناسين أن ما تم لهؤلاء من سوء فى المعاملة كان بأيدى من يصنفونهم بدول الكفر والإستكبار.
لقد صمت هؤلاء الصحافيون والإعلاميون وحملة الأقلام والدعاة صمت القبور بتجاهلهم التام لما كان يجرى على مسمع ومرأى منهم فى دولة الإسلام بالسودان من تعذيب وإنتهاك للحرمات وحقوق الإنسان ببيوت الأشباح طيلة العقدين الماضيين من عمر حكومة المشروع الحضارى الإسلامية والتى لاقى فيها آلاف المواطنين شتى صنوف التعذيب والإضطهاد وسوء المعاملة والقتل على أيدى زبانية دولة الشريعة المزعومة.
إن ما تمّ من إنتهاكات لحقوق اللإنسان بدولة المتأسلمين بالسودان لتتقاصر عنه أفعال دولة الكفر بجوانتنامو ولا شك إطلاقاً فى أن النتيجة ستكون لصالح الكفار إذا ماتمّت المقارنة:
فى دولة الكفر يعتقلونك فى ميدان الحرب او يختطفونك من دولة أخرى أو تسلمك لهم دولتك او دولة إسلامية أخرى إحتميت بها أو دولة أجنبية أو حليفة إختبأت بها أو مررت بأجوائها او بتمويلك لنشاطات إرهابية بعد متابعتك لسنوات وربما حققوا معك فى هذه الدول وإذا لم يجدوا سبباً كافياً للإحتفاظ بك أطلقوا سراحك وإذا وجدوا دليلاُ عليك نقلوك إلى معتقلهم. و ربما يعذبونك نفسياً وبوسائل تكنولوجية.
وفى دولة الإسلام المزعومة يعتقلونك من منزلك من بين أطفالك أو من مكان عملك أو يختطفونك من الطريق العام وأنت فى طريقك إلى بيتك حاملاً قوت أولادك أوعريس فى ليلة زفافك او عند وصولك بالمطار وأنت مسرع لتلحق بمراسم جنازة أحد والديك !. يعتقلونك بالشبهات أو بماضيك الحزبى أو بإنتمائك وأنت فى المرحلة الثانوية أو بمواقفك فى إنتخابات إتحاد الطلبة أو بالإشتباه فى إنضمامك لتنظيم مناوئ أو بوشاية من زميلك المسلم فى دول الإغتراب والذى حدثت بينك وبينه مشادة فى يوم من اللأيام ، وفى كل الأحوال سينقلونك إلى بيوت الأشباح ويمارسون معك شتى صنوف العذاب والإهانة وإنتهاك الحرمات حيث يبدأ تعذيبك من لحظة دخولك المعتقل وقبل بداية التحقيق لإرهابك ضرباً بالعصى والسياط وخراطيم المياه وفى التحقيق ترى الأهوال من إنتهاك للأعراض وإخصاء وإغتصاب بإدخال أجسام صلبة فى مؤخرتك أو جرّك من أعضاءك التناسلية أو تعليقك من أرجلك وتقييدك بطريقة وحشية وكل ذلك متبوعاً بأسوأ عبارات الشتم والتجريح.
فى دولة الكفر والإستكبار يعتقل الشخص المشتبه به لوحده ولا علاقة لأسرته به ولا يتضررون بفعله مهما ارتكب من جرم.
وفى دولة المشروع الحضارى إذا حضر الأمن لإعتقالك ولم يجدك أو هربت أو إختفيت فربما يعتقلون أخاك أو أحد أفراد أسرتك لإجبارك على الظهور وربما يسام المعتقلون الذين لا ناقة لهم ولاجمل صنوفاً من العذاب والإهانة وإن لم يحدث ذلك فثق فى أن اباك أو إخوانك سيطالهم كشف الإحالة للصالح العام. يحدث كل هذا من أدعياء الإسلام الذين يقرأون قول الله جلّ جلاله "ولا تزر وازرة وزر أخرى". أما ما هو أدهى وأمر أن يهددوك بإحضار زوجتك أوإبنتك وفعل المنكر معها امام ناظريك وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ربما يقوم أمن الكفّار بتفتيش سكنك أو مكتبك ولكن امام شهود وبتصديق من السلطة القضائية بصورة قانونية لا لبس فيها وأقصى ما يحملونه من ممتلكاتك هو جهاز الحاسوب لتحليل المعلومات المحفوظة به وإن لم يجدوا شيئاً اعادوه سالماً لمكانه.
وفى دولة المتأسلمين يعتقلونك ويفتشون مكتبك ومنزلك بدون شهود أو أمر قضائى وينهبون محتوياته من أثاث ومقتنيات خاصة حتى ملابس الأطفال والنساء ويتوزعونها فيما بينهم كالغنائم ويصادرون عربتك الخاصة ويستخدمونها لأشهر ثم يسلمونها بعد الوساطات لأهلك خردة!! وكمثال لا حصراً فقد تمّ نهب منازل السيد على الميرغنى ومنزل المرحوم عمر نور الدائم ونهب منزلى بعد إعتقالى بساعات ونهب مكتب رجل الأعمال معتصم قرشى ونهب منزل تاجر الجلود رحمة الشيخ وتوزعوا ممتلكاته وهى تقدّر بالملايين. واستعملوا عربة الأمير نقد الله لأشهر وسلموها لأهله خردة!
فى دولة الكفار يقوم بتعذيبك جنودليست لك بهم أى صلة من ناحية العرق والجنس والإنتماء والدين وربما ليس لهم دين أيضاً ولم يسمعوا بعيسى إبن مريم عليه السلام وتعاليمه ولم يقرأوا الإنجيل أو يعرفون القرآن.
وفى دولة الشريعة بالسودان يقوم بتعذيبك مواطنون سودانيون مسلمون مثلك يعرفون الإسلام ويقرأون القرآن و تعاليم النبى الكريم وأحاديثه وينحدرون من مختلف القبائل السودانية فى مختلف بقاع السودان فمنهم شماليون. كلهم يصلّون ويصومون ويقرأ ون قول الله تعالى " ولقد كرّمنا بنى آدم " كما يعرفون قول المصطفى صلوات الله وسلامه عليه:( كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه ).
ربّما قام حرّاس معتقل دولة الكفر بالإساءة لكتاب الله الكريم أو مزّقوه أو وضعوه فى مكان غير لائق به فهم لا يعرفون قيمته وربما لايعرفون قيمة الإنجيل كذلك وربما منعوا المصلين من أداء شعائرهم فى بعض الأوقات .
وفى معتقلات دولة المشروع الحضارى منعونا من تلاوة القرآن والوضوء والصلاة لعدة أيام بحجّة اننا ملحدون . أما صلاة الجماعة فلم يسمحوا لنا بها إلاً بعد مضى ما يقارب الثلاثة أشهر وبعد الإنتهاء من المحاكمات الصورية وقبل إعلان الأحكام علماً بأن عددنا كان يزيد على الخمسين معتقلاً ببيت الأشباح الرئيسي.
فى دولة الكفر والإستكبار تم إيقاف الإعتداء على كتاب الله بعد إعتراض ضابط أمريكى مسلم تمّ إلحاقه على المعتقل ليكون مسئولاً من الشئون الدينية للمعتقلين فتمّ إحضار حامل من القماش بما يشبه المعلاق قديماً وتمّ تثبيته فى سقف الزنزانة ليضع عليه المعتقل المصحف بعد القراءة كما أحضر لكل معتقل سجادة للصلاة وأزيلت كل الممارسات التى إشتكى منها المعتقلون فيما يتعلّق بممارسة طقوسهم الدينية.
بعد نقله من المعتقل بدأ هذا الضابط الأمريكى فى الحديث مع زملائه وقادته عن سوء المعاملة التى يتلقاها المعتقلون بجوانتانامو. إعتبر الجيش أن مايقوم به هذا الضابط يخرج عن التقاليد العسكرية والإنضباط وطلبوا منه الكف عن هذا الحديث فقدّم إستقالته من الخدمة وصار يقوم بإلقاء المحاضرات فى الجامعات والمراكز الثقافية والمنظمات المهتمة بحقوق الإنسان فى طول البلاد وعرضها مبرزاً مساوئ هذا المعتقل والممارسات السيئة التى كانت تمارس فيه الشئ الذى حدا بمنظمات حقوق الأنسان والمدافعين عن الحريات بالضغط على الحكومة لإزالة كلما يتعلق بإنتهاكات حقوق الإنسان أو سوء معاملة المعتقلين كما قام بعض القساوسة والمنظمات الكنسية بإدانة تمزيق المصحف ومنع المعتقلين من أداء شعائرهم الدينية وطالبوا الحكومة بتصحيح هذا الوضع بما يتيح للمعتقلين أداء شعائرهم بحريّة مطلقة وحفظهم لكتابهم المقدّس فى المكان اللائق به.
فى دولة المشروع الحضارى طلبنا من الضابط المسئول عن المعتقلات فى عام 1191 بأن يحضر لنا سجّادات الصلاة التى أحضرناها معنا من منازلنا واستلمت مع بقية متعلقاتنا وأن يسمح لنا بالخروج للوضوء فى جميع أوقات الصلوات ردّ علينا بأنه لا حاجة لنا بالصلاة إذ أن أيامنا فى الحياة قد صارت محدودة!
وفى دولة االشريعة المفترى عليها بالسودان لم يقم أيّ من حملة الأقلام أو الدعاة أو أئمّة المساجد بإدانة ما يحدث من إنتهاكات لحقوق الإنسان وسوء معاملة المعتقلين المسلمين ببيوت الأشباح والتى سارت بها الركبان طيلة العقدين الماضيين من حكم بنى أميّة الجدد .
إذا مرض المعتقل فى دولة الكفر والإستكبار فهنالك مستشفى وأطباء إختصاصيون يعالجونك وإذا احتجت لجراحة فهنالك جرّاحون مِؤهلون وإذا حاولت الإنتحار فتأكد أنهم سيفعلون المستحيل لإنقاذك وإذا أضربت عن الطعام فسيطعمونك قسراً حتى لاتموت.
وفى دولة المشروع الحضارى فأطباء الهلال الأحمر الإسلامى هم الذين يزورون المرضى ببيوت الأشباح عند الضرورة أو يأخذونك لمكاتب أمن الخرطوم بحرى ليقوم بالكشف عليك ليقرروا أنك بخير ولا تحتاج لعلاج !! و إذا حاولت الإنتحار فى المعتقل فثق أنّهم سيساعدونك على ذلك وإذا أضربت عن الطعام فإنّك هالك لا محالة.
فى دولة الكفار يقومون بإطعامك جيّداً وبحسب السعرات الحرارية المطلوبة لصحة الإنسان وبقاءه معافى كما يلتزمون بتقديم الطعام فى مواعيده وفى أوانى نظيفة وصحيّة.
وفى دولة الإسلام المزعومة يقدّم لك طعاماً رديئاً لا يقربه الإنسان إلاّ مضطراً وفى آنية عفا عليها الزمن وليس هذا هو الطعام الذى تقدّمه الدولة ولكنه من بنات أفكار الحرّاس أما طعام المعتقلين فيأخذه الحرّاس إلى منازلهم بعد إنتهاء نوباتهم تحت سمع وبصر الضابط المسئول عن المعتقلات !
إذا تمّ أجلك وتوفّاك الله فى معتقل الكفّار فسيحضرون أطباء شرعيين محايدين لمعرفة سبب الوفاة وسينقلونك إلى حانوتى مسلم لتجهيز الجثمان وسيضعونك فى صندوق جميل ويرسلون معك مندوباً عنهم لتسليم جثمانك لسفارتك أو لأهلك فى أى مكان فى العالم وتصحبك شهادة الوفاة وتقرير الطب الشرعى وإذا ثبت أن موتك كان من جرّاء التعذيب فسيقدّم المسئولون للمحاكمة أيّاً كانوا.
أما إذا توفّاك الله فى معتقل دولة المشروع الحضارى فثق بأنّهم سيأخذونك عند منتصف الليل إلى أسرتك وسيأمرونهم بالذهاب سرّاً لدفنك ولا يسمحون بتشييعك وإذا رفضت أسرتك فسيدفنونك هم بمعرفتهم وهذا إذا كنت سعيد الحظ وقد تمّ إعتقالك من منزلك أو مكان عملك وقد كان لأهلك وذويك سابق علم بإعتقالك وسيسلمون أهلك شهادة الوفاة ممهورة بتوقيع طبيب إسلامى او من أطباء الهلال الأحمر السودانى الإسلامويون ومختومة بختم المستشفى العسكرى أو مستشفى الشرطة توضح أنّ سبب الوفاة كان طبيعياً أو نتيجة للإصابة بالملاريا !! أما إذا ما تمّ إعتقالك من الطريق العام ليلاً أو نهاراً أو تمّ إختطافك وتعذيبك ومتّ تحت أيديهم فثق أيضاً أنّ مثواك سيكون بقبر مجهول فى إحدى مقابر العاصمة أو قاموا برمى جثتك فى النيل وستصير عند أهلك فى زمرة من خرج ولم يعد أوصافه كالآتى؟؟ و يطويك النسيان !
فى دولة الكفر يسمحون للصليب الأحمر بنقل مراسلاتك لأهلك فى أىّ من أركان الدنيا ويحضرون لك مراسلات أهلك ويباشر الصليب الأحمر الكافر إحضار جميع مستلزماتك وعلى الرغم من عزلك فى هذا المعتقل عن العالم الخارجى إلا انهم يحضرون إليك الكتب والمجلات.
فى معتقل دولة المتأسلمين يتم عزلك عن العالم الخارجى تماماً ولا يعلم أهلك مكان إعتقالك ويمكن أخذك بعد محاكمة صورية من المعتقل إلى الدروة رأساً وسيسمع أهلك بإعدامك من المذياع أو فى نشرة التلفاز الرئيسية ولن يعرفوا مكان قبرك إلى يوم القيامة !
فى دولة الكفاروبغضّ النظرعن جنسيتك أو دينك أو عنصرك أو لونك يتطوّع محامون كفّار للدفاع عنك بدون أن تطلب أنت ذلك ، ويطالبون بزيارتك ويقيمون الدنيا ولا يقعدونها دفاعاً عنك لا تأخذهم فى قولة الحق لومة لائم. يقومون بالإتصال بأهلك فى بلدك وربّما يقومون بزيارتهم على نفقاتهم الخاصّة ويخطرونهم بكل صغيرة وكبيرة عنك ولا يهدأ لهم بال حتى يتمكنوا من زيارتك ويتوكّلون عنك ويبذلون أقصى الجهد مع الجهات القضائية والعدلية ومنظمات حقوق الإنسان فى بلادهم وكل ذلك بدون مقابل مادى.
فى دولة المشروع الحضارى تحرم من حقّك القانونى فى توكيل محام للدفاع عنك وتقدّم للمحاكمة بدون دفاع ويمكن أن تتم محاكمتك بالإعدام وربّما يعدمونك ! أمّا إذا سمح لك بمحامين فإنهم يمنعونهم من الإتصال بك قبل المحاكمة و يضعون أإمامهم العراقيل وربما يعتقلونهم ويهددونهم أو يجبرونهم على الإنسحاب أو يطردونهم من المحاكم ولاحقاً يحاربونهم فى أكل عيشهم حتى لايتجرأ آخرون للدفاع عن المظلومين ولاشك مطلقاً فى أن الأستاذ أحمد المفتى رئيس لجنة حقوق الإنسان الإسلامية سيرد على إستفسارات منظمات حقوق الإنسان العالمية بأنك مجرم وقد أتيحت لك كامل فرص الدفاع وسيتبعه فى ذلك الأستاذ فتحى خليل نقيب المحامين فحسبنا الله ونعم الوكيل.
إن الذين قامو بالتعذيب فى سجن أبو غريب بالعراق قام بكشف أمرهم وتصويرهم زملاء لهم كفّار مثلهم من ذوى الضمائر الحيّة فقامت الدولة بالإعتذار وشجبت دولتهم هذا العمل وأدانه رأس الدولة وكبار مسئوليها المدنيين والعسكريين وتمّت محاكمة المتسببين بشهادة زملائهم ووقّعت عليهم أقصى العقوبةعلى فعلهم الشائن من قضاة لم يقرأوا كلام الله الذى يقول"ولا يجرمنّكم شنئان قوم على أن لا تعدلوا" صدق الله العظيم.
أما فى الدولة التى تدّعى الإسلام وتطبيق شرع الله فزملاء أباطرة التعذيب فى جهاز الأمن السودانى الذين كانوا يشاهدون تعذيب المعتقلين ويعرفون مرتكبيه كانت تنقصهم الشجاعة لإيقافه أو التبليغ عنه لأنهم كانوا يعلمون أن اوامر التعذيب كانت تصدر من قمّة الجهاز فآثروا السلامة وكتموا الشهادة وجميعهم قد قرأوا حديث رسول الله صلوات الله وسلامه عليه " أنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " فقال رجل: يارسول الله أنصره إن كان مظلوماً أرايت ، إن كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: " تحجزه من الظلم فإن ذلك نصره " .
والذين تمّ تعذيبهم وكانت لديهم الشجاعة للحديث بما جرى لهم وقاموا بالكتابة لرأس الدولة المسلم الذى يقرأ القرآن وقول الله جلّ وعلا: " إن الله يأمر بالعدل والإحسان " ذهبت شكاواهم إلى سلة المهملات !. والذين تجرأوا ورفعوا دعاوى قضائية ضد معذبيهم وبدا التحقيق فيها تمّ إيقافها بواسطة رئيس قضاء دولة الشريعة وحفظت بدون إبداء الأسباب !! فلا حول ولا قوّة إلاّ بالله .
فهل يحدث ذلك فى دول الكفر والإستكبار؟؟
عميد"م" محمد أحمد الريح الفكى
Mohamed Elfaki [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.