السودان الافتراضي ... كلنا بيادق .. وعبد الوهاب وردي    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غضب وحماس وعزيمة : لن تروح دماء الشهداء هباء
نشر في حريات يوم 10 - 12 - 2012

تجمع آلاف الطلاب صباح اليوم بالشارع الرئيسي (المين رود) بجامعة الخرطوم أمام المكتبة التي صارت رمزا لجامعتهم العريقة، وهم موعودون بمخاطبة مهمة من تجمع روابط أبناء دارفور، فيما أعلنت صفحة (التغيير الآن) في الفيس بوك عن موكب تشييع رمزي لشهداء طلاب جامعة الجزيرة في العاشرة من صباح الأمس الأحد التاسع من ديسمبر. كان أول الهتافات التي انطلقت من حناجرهم الفتية: الدم الدم لكلاب الأمن، مقتل طالب مقتل أمة، وتتالت الهتافات.
طاف الطلاب كليات المجمع الرئيسي للجامعة، من المكتبة مرورا بالقانون والآداب ثم الهندسة والعمارة وقفلوا راجعين فشقوا كلية الاقتصاد ومروا بالعلوم حتى وصلوا في النهاية لنقطة انطلاقهم من أمام المكتبة. كان الطلاب يقفون في كل كلية فينشدون نشيد العلم، ويعلنون تنديدهم بقتل الطلاب في جامعة الجزيرة ويحيونهم مع كافة شهداء الحركة الطلابية منذ القرشي. كانوا مليئين بالحماس والغضب والعزيمة على ألا تروح دماء الشهداء هباء. كانوا يهتفون بأصوات الفتيان والفتيات:
مقتل طالب مقتل أمة، مقتل طالب يعني الثورة، طالب يا طالب، بي حقك طالب. طلاب أحرار ح نكمل المشوار، بالروح بالدم نفديك يا دارفور،وبالروح بالدم نفديك يا سودان، ثوري ثوري يا سودان ضد العسكر والبمبان. مليون شهيد لعهد جديد، 6 أبريل اعظم ثورة لاعظم جيل.
استغرق الطواف على كليات (المين) من حوالي الساعة الحادية عشرة إلا عشر دقائق وحتى الحادية عشرة والنصف كانت أعداد الطلاب فيها تتزايد وقلوبهم تشتعل، فيما فضل طلاب آخرون الفرجة من بعيد أو أعلى البنايات، وحتى وإن ضنوا بأرجلهم أن تترس طريق الطلاب المحتجين فقد أعطوهم أذنا وعينا لمعرفة ما خلفهم من مطالب وآلام.
بدأت المخاطبة بوقفة حداد على أرواح الشهداء.
وقال مقدم المخاطبة إنهم عقدوها بسبب الأحداث المأساوية في جامعة الجزيرة والتي راح ضحيتها أربعة شهداء مع اكثر من سبعين معتقلا واخرين مفقودين.
ترحم المتحدث الأول في المخاطبة على أرواح شهداء الطلاب على يدي نظام (الإنقاذ) منذ التاية وحتى آخر شهيد، ووجه تحية لكل الطلاب الأشاوس الوطنيين وكل شرائح المجتمع المدني والتنظيمات السياسية الذين شاركوا معنا. وتطرق لمشكلة الرسوم التي صارت تواجه أبناء دارفور منذ العام 2005م وحتى الآن. وحيا الطلاب الأربعة محمد يونس النيل وعادل محمد حماد والصادق عبد الله والنعمان قرشي، ووجه تحية لولاية الجزيرة التي أغلق اهاليها الشوارع لمدة يومين احتجاجا على مقتل طلاب دارفور. وقال إن الحكومة تريد ان تجزئ القضايا وتقسم السودانيين، رافضا تلك التجزئة، مؤكدا أن ما حدث يؤكد تضامن السودانيين كلهم مع أبناء دارفور في قضيتهم العادلة، فحينما قتل النظام ثلاثة من أبناء دارفور، قال النعمان لا فتم قتله هو أيضا وهو من أبناء ولاية الجزيرة. وفي هذه اللحظة اشتعل الحضور بالهتاف: حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب.
واصل المتحدث الأول بقوله: هناك حتى الآن 18 طالب مفقود النظام يقول إنه أطلق سراحهم منذ يومين ولا زالت الشرطة والمواطنين منتشرين حول الترعة يتحرون جثثهم. وقال مشيرا لعنف هذا النظام: إنه منذ 1989 لم تسكت نجدة ولا صوت الدوشكا أو المدفع. وأضاف: نحتاج لتضحية ودماء وأن نسير في درب الشهداء الذين تم اغتيالهم لأنهم قالوا لا للتجزئة ونعم لسودان موحد.
وفي هذه اللحظة جاء فوج من الطلاب الثوار من روابط دارفور بالجامعات فانضم للمخاطبة..
حكى المتحدث الأول الظروف التي جمعته بالشهيد الصادق عبد الله، قال: إنني أتحدث إليكم الآن تخيلوا وقد جمعتني بالصادق زمالة منذ كنا في مدرسة الأساس، كنا ندرس سويا من معسكر كلمة وكانت أمه تذهب لتحتطب لتوفر جازا للمصباح الذي نذاكر به، كنا نذاكر سويا ومن داخل المعسكر أحرز الصادق مجموع 229 درجة في سنة 2004م، وذهب الصادق للثانوي وامتحن فأحرز نسبة 79% ودخل كلية الهندسة الزراعية بجامعة الجزيرة. وأضاف: صدقوا، حينما أراد الصادق المجيء للجامعة لم يستطع ذلك إلا بعد أن نظم له أهله وأصدقاؤه حفل شاي جمعوا فيه تبرعات لمصاريف الطريق. والدته كان كل أملها أن يتعلم ليفيدها ويفيد بلده وهي الآن تسألني يا نجم الدين يا ولدي الصادق وين؟ وحتى الآن لم يستطع أي منا أن يعلمها الحقيقة ويقول لها إن ابنك الذي ترجين قد قتل! وهنا امتلأ الطلاب الثوار بالغبن والغضب وهتفوا: دارفوري انت أساس وطنك محال ينداس.
وواصل المتحدث: بعد اغتيالهم قالوا إنهم ذهبوا ليستحموا فغرقوا! كلنا جئنا من بيئة فيها رهود ووديان ولا يمكن نغرق في ترعة لا يبلغ عمقها مترين.
وقال: الشعب السوداني لا زالت فيه الوطنية الغيورة التي كانت في عامي 64 و85. مطالبا باعتصام سلمي، ومعددا حالات اغتيال الطلاب مثل الطالب محمد موسى بحر الدين من كلية التربية جامعة الخرطوم والذي اغتيل بطريقة بشعة ورمي في الشارع (الهتاف: سودانا انت أساس، شرفك محال ينداس.. مقتل طالب مقتل أمة). والطالب عبد الحكيم من الإسلامية قسم الاقتصاد حيث رمي في “العُشَرة”، وأكثر من 6 طلاب ثانوي في نيالا، وقال، في كل مرة كنا نحتج ثم نصمت، هذه المرة يجب ألا نقف بل نواصل مسيرتنا كل يوم لنوقف الدماء في الشمالية والشرق وجبال النوبة والنيل الأزرق ودارفور. فلا نسمح لهؤلاء الجرذان بتجزئتنا جهويا وعنصريا، علينا كل أبناء الشعب السوداني أن نقف وقفة احتجاجية حتى يقف نزيف الدم. نقول: لحدي هنا وانتهت رحلة الانتهازية. وطالب الطلاب أن يحرصوا على أن تكون ثورتهم سلمية ونعتصم اعتصاما سلميا. وشكر في نهاية حديثه رابطة طلاب ابناء جبال النوبة التي اعلنت تضامنها وكل الحركات والتنظيمات السياسية التي حضرت، في إشارة مغلفة للحضور الذي شكلته الأستاذة سارة نقد الله رئيسة المكتب السياسي لحزب الأمة حاملة راية حزبها، وبصحبتها الزميلة الأستاذة رباح الصادق.
المتحدث الثاني كرر المعنى أننا نريد أن نقول كفاية ونوقف القتل والتشريد. وقال علينا أن نهجر الدراسة ونوقف القلم والكتابة حتى نضمن انه لن يموت طالب اخر. وقال لا للصمت، تحية لكل الذين تضامنوا معنا، كل الشعب السوداني وقطاعاته مطالبا اياها ان تلتف حول القضية. فهي قضية سودانية. وقال ان الطلاب استهدفوا لأنهم طالبوا بحقوقهم، وحمل مدير جامعة الجزيرة ورئيس الحرس الجامعي مسئولية قتل الطلاب. وعبر عن قلقه على مصير المفقودين مشيرا لأن البعض قال إنهم وجدوا مقتولين ودفنوا في مقبرة جماعية. وطالب بأن يعفى جميع الطلاب من جميع جهات السودان من الرسوم الدراسية “أي طالب في السودان يقرا مجاني”. كفاية معاناة، نحن محتاجين كلنا نموت، نقدم أرواحنا فداء، والأفضل أن نموت كلنا بدلا عن ان نعيش حياة ذلة ومهانة. فإما أن يقف نزيف الدم أو نموت كلنا. مؤكدا في النهاية ان اغتيال الطلاب هو اغتيال لأبناء الشعب السوداني وليس أبناء دارفور فحسب.
أما المتحدث الثالث فقد كان جسده النحيل ينتفض من شدة التأثر والانفعال، كانت رسالته هي ضرورة التفاف الشعب السوداني حول قضيته الموحدة أو أن البلاد ستتمزق. قال: حينما اغتيل القرشي خرج كل السودان، والآن يخرج أولاد المناصير لوحدهم، وأبناء دارفور لوحدهم، وأبناء الدالي والمزموم، وأبناء الجزيرة كل يطالب بمطالبته وحيدا، وبهذا الأسلوب أقول لكم فإن دارفور وجبال النوبة سوف يذهبان كما ذهب الجنوب. إن أمامنا فرصة كبيرة للتوحيد. هذا النظام يستهدف دارفور في كل مكان، قسم أبناء دارفور عرب وزرقة، بناتنا وأمهاتنا وحبيباتنا اغتصبوهم بالسونكي (الهتاف: سودانا انت أساس شرفك محال ينداس).. شردونا وحرقوا قرانا واغتصبوا حتى حبوباتنا. تصوروا بنت يغتصبها أكثر من عشرة أشخاص. كم منا يموت بالإيبولا والحمى الصفراء وغيرها من الأوبئة. وحينما قلنا نأتي لنتعلم في الجامعات نجد ان دارفور وحدها قدمت 8 شهداء من جملة 12 شهيدا للحركة الطلابية في الاونة الأخيرة. لماذا كل هذا؟ ظروفنا التي نعيشها فقر فالواحد منا يعاني من أجل مصاريفه للبس والأكل والسكن في الداخليات، وبعد كل هذا الموت؟
رسالتنا للشعب السوداني هذه ليست قضية دارفور. هذه قضية السودان ككل. نحن كطلاب دارفور يمكننا ان نتنازل عن كلمة تجمع ابناء دارفور اذا صار هناك جسم جامع له الجدية الكافية. وكل ما نطلبه الآن حق الحياة فاي واحد منا لا يضمن سلامته في اي لحظة. هذا الوطن في طريقه لأن ينهار وعلنيا جميعا ان ننقذه لئلا ينهار. فإن لم يمكن ما نطالب به فالأفضل أن ننفصل، لا يمكن نعيش في دولة نحن الذين نعذّب فيها ونشرّد فيها، ولماذا كل هذا؟
أريد أن أوجه كلمة لخال البشير الطيب مصطفى، قسما بالله العظيم إن لدينا إمكانية أن نأخذ حقنا منك طرت في السماء أو ولجت باطن الأرض. بأي حق تقول صحيفتك ان الأربعة ماتوا غرقا؟ أما والي الجزيرة فلنا معه حديث، حينما كان وزيرا للداخلية قتل أبناء دارفور ولديه مشكلة معهم. لقد حرم صالح مهاجر رئيس رابطة ابناء دارفور بجامعة الجزيرة من دخول الجامعة وفصله منها. والآن هناك 75 من طلاب دارفور بجامعة الجزيرة في المعتقلات و5 مفقودين و3 مقتولين. وإدارة الجامعة لا حل لها سوى قفل الجامعة. نقول إن مدير الجامعة هو المجرم الأول في هذه القضية والمجرم الثاني هو عميد شئون الطلاب. مطلبنا الآخر هو القصاص فالموت أفضل لنا من الذل والمهانة إما نموت كما مات الشهداء محمد يونس وعادل والصادق والنعمان وحليمة وجمال مصطفى وقرشي وسوميت، أو حققنا مطالبنا. نحن اكيدين ان هناك ناس في الدولة السودانية لديهم الغيرة الوطنية ولذلك لا زال عندنا أمل. ولكن لا بد من تضحيات وان نواصل الوفاء لدماء الشهداء ونصلح الوطن “نخلي الوطن ود ناس” اسمه السودان وفيه كلنا المحسي والشايقي والفوراوي والبرتاوي والدنقلاوي وكل القبائل. وسأل الحضور: مستعدين نحقق هذا الحلم؟ مستعدين نموت في سبيل الوطن (الهتاف: مستعدين).
وقال: لازم المجرمين يتحاكموا محاكمة عادلة. وقال مؤكدا أن وقفة الطلاب الصلدة ممكن أن تحقق مطالبهم: مدير جامعة البحر الأحمر استجاب للضغط، لأن هناك 7 آلاف طالب من طلاب دارفور قدموا استقالاتهم من الجامعة فانصاعت الولاية لقراراتهم. الآن نحن مستعدين نقدم استقالات جماعية ولا نريد ان نقرأ مع كل هذا الظلم فلا داعي لها. ومستعدين نجيب وطنا. والشعب السوداني وضميره الحي سوف يقف معنا.
وفي نهاية خطابه طالب ألا يستخدم الطلاب شعارات خلاف تلك المتعلقة بالقضية، ولو قررنا الخروج أن نحرص على أن تكون المسيرة سلمية وذلك لنكرس لروح الإنسانية ولا نريد أن ننتقم. بل نكون موضوعيين. وقال إنهم متأكدين إن كل التنظيمات متضامنة مع دارفور كما أن طلاب دارفور مشاركين في كل القضايا الوطنية. مؤكدا على ضرورة وقف الجهوية والعنصرية في الدولة.
بعد ذلك تحدث مندوب رابطة الطلاب النوبيين بجامعة الخرطوم، وقال إن دماء الطلاب لا يجدي للقصاص فيها حتى رأس البشير ذاته، وقال إن الطلاب في المرة الماضية ذهبوا لأمام القصر ولكن هدفنا هذه المرة يجب ان يكون داخل القصر. وتناغما مع حديث المتحدث الذي سبقه قال إنهم كتجمع طلاب نوبيين يقترحون لافتة بتجمع الطلاب السودانيين. وطالب بصلاة غائب على شهداء الطلاب، فالتاريخ سوف يشهد أن جامعة الخرطوم صلت على شهداء جامعة الجزيرة، مثلما حدث حينما اغتيل الطالب محمد عبد السلام في جامعة الخرطوم فخرجت جامعة الجزيرة كلها للشوارع. وقال إن الشهداء في كل السودان هم شهداؤنا. وحينما نخرج فإننا لن نعود. نحيي كل الذين سقطوا ستات الشاي والكسرة. وأكد حديثه موجها اياه للبشير: راسك ما بكفينا فداء لهؤلاء يا عمر البشير.
وتحدثت إحدى الطالبات وقالت إن القضية واضحة ولا تحتاج لأكثر من الخروج للشارع والمطالبة بإسقاط هذا النظام فاذا لم يسقط لن يحل شيء.
وتحدث طالب من رابطة ابناء المناصير مؤمنا على مقترح الطلاب النوبيين بعمل تجمع الطلاب السودانيين بدلا عن الروابط الطلابية الجهوية. وانتقد ما جاء في قناة الشروق من ان الطلاب غرقوا مشككا في القناة قائلا: قناة الشروق كلنا نعرف تمويلها فهو يأتي من سد مروي، وجمال الوالي نفسه كان مدير أعمال صلاح إدريس حتى سنة 1999م. وانتقد بيان الشرطة الذي قال بغرق الطلاب، بحجة إننا لا نريد فتنة. وتساءل: من أتى بالفتنة؟ وذكر معاناة أهل دارفور في ظل هذا النظام ذاكرا الشوارع التي انشأها اسامة عبد الله رئيس وحدة السدود وهي طرق لا جدوى لها مثل شوارع دارفور. وذكر انه كان في رحلة من نيالا الى الضعين بولاية جنوب دارفور فقضى 5 ساعات ليقطع فقط 168 كلم. وقال منذ 2003 وهذا النظام يغتال اهلنا في دارفور وقسمهم عرب وزرقة وجاء بقبائل من الخارج. وندد بمقتل الطلاب بدم بارد. وقال انه في عام 2008 كان في نيالا وحضر مظاهرات الاحتجاج على اعفاء الوالي السابق عبد الحميد كاشا، وقال ان تلك المظاهرات ووجهت بالدوشكات. وفي كل مرة ندين ونسكت واكد: الموقف الرمادي لن يجدي بعد الان. ثم أشار لما أسماه “سجم الرماد الاسمها الانتباهة” متسائلا: من هو الطيب مصطفى؟ وقال إنه شخص عنصري. وأضاف: إذا لم ندين هذه الجرائم في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق فإنها سوف تذهب، وكما قال معلق شهير: المؤتمر الوطني سوف يجلس في الحكم حتى ولو ظل يحكم توتي فقط.
وتحدث في نهاية المطالبة طالب اعلن التضمن مع شهداء جامعة الجزيرة الى ان ياتي اليوم الذي نقتص فيه من السفلة، وقال إن هذه الحكومة انتهت من المشروع وبدات تغتال أفضل مؤسساته وهي جامعة الجزيرة. واشار لصحيفة الانتباهة مستنكرا قولها ان الطلاب غرقوا في الترعة.
وفي نهاية المخاطبة اعلن الطلاب انهم سوف يقدمون مذكرة للأمم المتحدة وسيخرج الموكب ليشارك في التكريم.
وخرج الطلاب فى تظاهرة حاشدة ، واجهتها الاجهزة الامنية بقنابل الغاز ، تفرق الطلاب وتجمعوا، كراً وفراً ، واستطاعوا الوصول الى وسط الخرطوم ، ميدان جاكسون وشارع الحرية وشارع القصر،مرددين هتافاتهم الداوية ، وممسكين بحلمهم (نخلي الوطن ود ناس اسمو السودان).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.