من هو آدم لانزا الشاب القادم من مدينة نيوتاون الصغيرة والهادئة في ولاية كونيتيكت والذي ارتكب أبشع المجازر الجماعية في تاريخ الولاياتالمتحدة؟ مذبحة راح ضحيتها 27 شخصا بينهم 20 طفلا تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات وهزت الولاياتالمتحدةالأمريكية. كان آدم لانزا (20 عاما) مرتكب مجزرة ساندي هوك، شخصا منعزلا وصف بانه خجول جدا واحيانا غريب الاطوار، لكن حتى وقوع المأساة لم يكن احد يتصور انه سيكون مسؤولا عن احدى افظع المجازر التي شهدتها مدرسة اميركية. والجمعة قتل آدم برصاصة والدته نانسي الشقراء الانيقة، التي كان يعيش معها في منزل فخم بحي هادىء في نيوتاون (شمال شرق الولاياتالمتحدة). وبعدها توجه الى المدرسة وارتكب المجزرة بقتله 20 طفلا وستة راشدين ثم اقدم على ما يبدو على الانتحار. وعثر على ثلاثة اسلحة في مكان المجزرة. وكان آدم نشأ مع شقيقه راين (24 عاما) ووالديهما في هذه البلدة الصغيرة. وخلافا لمعظم شباب جيله لم يكن لديه صفحة على فيسبوك. وقالت جارته بيث اسرائيل “كان فتى غريب الاطوار من الناحية الاجتماعية. كان وحيدا دائما لا اعرف احدا من اصحابه”. ووصفت ابنتها اليكس الشاب بانه “كان متوترا كل الوقت وينزعج اذا نظر احد اليه”. والصورة الوحيدة التي نشرت له تعود الى 2005 ويظهر فيها فتى هزيل غريب الاطوار. وكان والدا آدم تطلقا في 2008 وغادر والده بيتر المدير في شركة استشارات ضريبية، المدينة في 2008. وتزوج الوالد مجددا مؤخرا ويبدو ان الاثنين لم يكونا على اتصال الا نادرا. وروى بعض رفاقه السابقين في المدرسة لصحيفة “نيويورك تايمز” انه لم يكن يتكلم على الاطلاق وانه قيل لهم انه يعاني من مرض اسبرغر الذي يسبب اضطرابات وصعوبات في التواصل مع الاخرين. وقال احدهم “اذا نظرت اليه لا ترى اي علامة تأثر على وجهه”. والسبت اعلن المتحدث باسم شرطة كونيتيكت بول فانس ان تفتيش المنزل الذي كان يقيم فيه مع والدته سيسمح بمعرفة ما اذا كان يتناول ادوية والتحقيق في المدرسة سمح بجمع “عناصر جيدة للغاية”. وقال “نأمل بان تسمح لنا هذه العناصر الجيدة بوضع صورة شاملة لمعرفة كيف وخصوصا لماذا وقعت المجزرة” من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل. لكن بدا مرتاحا لما توصل اليه المحققون حتى الان. كما اوضح ان الشخص الوحيد الذي نجا من المجزرة “في صحة جيدة. وان افادته اساسية في التحقيق”. وقال راين كرافت احد الجيران السابقين لصحيفة “واشنطن بوست” ان الشقيقين تأثرا كثيرا بطلاق والديهما وان آدم كان يغضب بسرعة. واضاف “كانت تنتابه ثورات غضب اكثر من الاطفال العاديين”. لكن قناة “ان بي سي” اكدت انه حاول الثلاثاء شراء بندقية لكن التاجر رفض بيعه اياها لانه لم يستجب للاجراءات المعهودة. وقد يكون ايضا “تشاجر” الخميس مع اربعة موظفين في المدرسة بحسب المصدر نفسه. وروت جارة اخرى لسي بي اس ان الوالدة نانسي “كانت تتوقع الكثير” من ولديها. وقال اوباما في كلمة في نيوتاون خلال حفل تأبين للضحايا ان هذه المجزرة تنم عن “عنف يفوق الوصف” وان الولاياتالمتحدة “تقدم حبها وصلواتها” للضحايا، داعيا الى “جعل بلدنا جديرا” بذكرى هؤلاء الضحايا وغالبيتهم اطفال في السادسة من العمر. وفي كلمته في حفل التأبين الذي اقيم في قاعة كبرى في ثانوية نيوتاون دعا اوباما مواطنيه الى التفكير معه في “ما اذا كنا قمنا بما فيه الكفاية لحماية اطفالنا”. واضاف “لقد فكرت في هذا خلال الايام الماضية واذا كنا صادقين مع انفسنا فان الجواب هو كلا”، مذكرا ان نيوتاون هي رابع مدينة يزورها للتعزية بضحايا مجزرة مماثلة منذ توليه الرئاسة قبل اربع سنوات بهد. وتابع اوباما “لم يعد بامكاننا التساهل مع هذا الامر. هذه المآسي يجب ان تنتهي. ولكي تنتهي علينا ان نتغير”، مؤكدا انه “يمكننا القيام بافضل مما نقوم به. اذا لم يكن هناك الا اجراء واحد نقوم به لانقاذ حياة طفل او والد (…) فعلينا واجب ان نحاول”. وقال ايضا “في الاسابيع المقبلة ساسخر لهذا الامر كل الصلاحيات التي يخولني اياها منصبي من اجل ان اتباحث مع مواطني، من قوى الامن الى خبراء علم النفس مرورا بالاهالي والمعلمين للمعمل على منع وقوع مآس مماثلة”. وتساءل اوباما “اي خيار آخر لدينا؟ لا يمكننا القبول بان تصبح حوادث كهذه امرا روتينيا. هل نحن مستعدون للقول باننا عاجزون امام هكذا مجازر؟ وبان الوضع السياسي صعب جدا؟”، في اشارة الى السجال الدائر في البلاد بين مؤيدي حرية حيازة الاسلحة ورافضيها. واعادت هذه المجزرة الجدل حول الاسلحة الفردية في الولاياتالمتحدة. والاميركيون منقسمون حول ضرورة تعزيز التشريعات المتعلقة بالاسلحة النارية الفردية التي ادت في 2009 الى مقتل 31 الف شخص بينهم اكثر من 18 الفا انتحارا.