صحي الزول ما بعرف قيمة البحنو إلا لما الظالم يفوت يغادر منو !!! حاتم الجميعابي : [email protected] أعتقد بأن ده أبلغ وصف لحكومة الإنقاذ، والواقفه للشعب السوداني، في حلقوا، فإذا نظرنا لها تاريخياً تجدها أسست حكمها على العبث بكل مقدرات شعبنا وموارده البشرية والطبيعية، حتى أصبحت عقبة كؤود أما تحقيق أي تقدم للسودان في كافة المجالات، ففي الرياضة أصبحنا نخرج من الأدوار الأولى والنهائية بدون تحقيق أي كاسات محمولة جواً أو براً ، في الإقتصاد الجنيه السوداني لحق “التعريفة”، مقارنة بالعملات الأجنبية، أصبحنا نصدر الكوادر البشرية التي نحن في أشد الحوجة إليها وغاب عن تصديرنا القطن والقمح والمنتجات الزراعية بأشكالها. حتى أصبح الوضع المعيشي للأنسان في أشد السوء بفعل سياسات التحرير الإقتصادي، التي أفضت إلى تحول السوق السوداني إلى مستورد لأبسط إحتياجات الحياة البسيطة زي ” التوم” والحبش والبنقالة وباقي الحاجات، يعني بصحيح العبارة شوكة الحوت دي لازم نمشر ليها ساعدنا عشان نتجاوز الأزمة الوطنية الشاملة العايشة فيها البلد بالتالي هي عقبة كبيرة أمام الآتي : (1) مستقبل الشباب : الأن غير واضح المعالم يعني ” جائط” ما مفهوم أنت كشاب حتعمل شنو الكل بفكر في الهجرة عشان يوفر لي نفسوا حياة أفضل، هذا واضح لك أنسان، نكاد نجزم بأن أي أسرة سودانية لا تخلوا من مهاجر داخلياً ” إلى الدهب” أو خارجياً بحثاً عن وظيفة، تسطيع الدولة توفيرها له هنا ولكن الحكومة مستكترة فينا الوظائف فهي مخصص للموالين لها فقط. (2) فهي عقبة أيضاً أمام الزواج، لانو ببساطة ما زول واعي كده بتزوج ومرتبوا (700) جنيه، إذا علمتا بأن المصروفات لأسرة مكونة من شخصين تتجاوز ال 1800 جنيه، ما دولار زي ما قال ” الرجل الربيع”، البيوت دي ساترة ناس كتيرة جداً، فكثير من المتزوجين يشكون من عدم كفاية المرتب وفي ناس بتشتغل شغلين عشان تغطي تكاليف المعيشة فقط ناهيك عن العلاج البزيد بمتواليات هندسية، ده غير مستقبل الأولاد والتعليم ومصروفات المراة، وكمان لو مرتك حملت مرتبك ده ” ست” بمشي للدكتور المتابع الحالة، وبعدين آلام الولادة البقت ما مقتصرة على المرأة بس حتى الرجال بقوا يتألموا منها، اها دي حلها شنو ؟ كيف يمكن لشخص أن يفكر في الزواج وهو يحمل مشاكل كهذه، فكان بإمكان هذه الحكومة أن تطور قدراتها الإستيعابية للطاقات البشرية بمزيد من المشاريع وزيادة الإنتاج وتشغيل المصانع، ولكن يبدو أنو ده آخر تفكير للحكومة ،ما هم مرتاحين وماكلين الجدادة وخامين بيضها، لا بفكروا في زيد ولا عبيد، فغناهم ده على حساب السواد الأعظم من الشعب، بل شغالة بنظرية عادل إمام ” لابد للشعب أن يعيش فقيراً لأن الفقراء يدخلون الجنة” فهل من العدل أن تستأثر فئة قليلة لا تتعدى ال 5 % على 95 % من موارد البلد بينما 95 % من الشعب بكابسوا في 5% من الموارد، وهم بالطبع همهم في الدنيا الزائلة دي يعني ” هي لله ” دي كانت أكبر كنته ” كذبة” عشان ما يكوشوا على كل حاجة. اولادهم يقروا على حساب الشعب وبتعالجوا في أرقى المستشفيات بالخارج، وبعرسوا أحسن النساء، دي يا أخوانا ما حسادة لكن فهم برضو، يعني الواحد جاء للحكومة معدم بي جلابية وسروال، أسي الواحد فاتح حساب في أكبر بنك يستطيع هذا الحساب أن يوفر وجبات للمساكين والفقراء تكفيهم لسنين عددا. (3) الحكومة عقبة أمام العمل وقيمته، فالذي يدخل أي مؤسسة حكومية تجد العجب العجاب لا شخص يخدمك إلا إذا ” مسحتا ليهو شنبو” وفي ناس ما عندهم شنب ذاااتو في اللحظة دي حتمسح الراس ومسحة الراس ما زي مسحة الشنب ” كلو بي حسابو”، فالخدمة المدنية التي كان فيها أفضل الكفاءات والخبرات أصبحت عبارة عن سمسرة وصناديق وتجارة، ليس هناك إهتمام بالحق وبالمال العام أصغر موظف يمكن أن ينهب ويسرق ولا رقيب ولا حسيب، لانها خدمة مدنية قائمة على الولاء للمؤتمر الوطني فقط” فإذا سرق الموظف النضيف قدموهو للعدالة أما إذا سرق ود المؤتمر والحركة الإسلامية تركوهوا !!!. الموظفة شغالة بتاعة عدة وبتسافر دبي والقاهرة والصين عشان تجيب الملابس وتتاجر فيها، وهي بتصرف مرتب وشغالة بتوزع للنسوان والرجال الملايات والثياب والملابس بأنواعها، طبعاً الأولوية في الشغل لبضاعتها دي أهم من شغل الحكومة، وخدمة المواطن الغلبان، والموظفين كلهم خاشين صناديق لي شنو لانو المرتب لا يكفي إحتياجاته أو يكون أدبس في عرس ولا بيت ولا عربية بسدد فيها بالإقساط، ده حال الخدمة المدنية يعني الموظفين، المرتباتهم لاتكفي يوم 7 في الشهر ده إذا صرفوها في بداية كل شهر في ناس 3 شهور ما بتصرف اها ديل عادنها صيام ساكت!!! . فما بال الذين لا يعملون أو يعملون في مهن هامشية أو أصحاب الدخول المحدودة، يعني أعتقد حالهم ليس بالأفضل من هؤلاء إذا لم يكن سئياً للغاية … هذا الأمر لا يحتاج إلى توصيف فكل أحد معايش للوضع وبفطنة القاري يمكن أن نستدعي مئات الحالات وأكثرها مأساوية . نعتقد بأن هذا النظام بمؤسساته الإقتصادية والإمنية والفئات الإجتماعية الرأسمالية التي يعبر عنها، أصبح عقبة أو ” شوكة حوت” من نوع آخر، فليس من الصعوية أن نتخلص منها لا أن نبلعها، فالحكومة دي ممكن عادي تسبب ليك عسر هضم أو تسمم ويعملوا ليك غسيل معدة أو ممكن توديك الآخرة زي ما عملت مع ناس كتار، ناس فكرة إسقاط النظام من الداخل وتفكيك النظام والتعايش معه بإعتباره أمر واقع أو التصالح معه، يعني كل المحاولات العملناها خلال 23 سنة و سته شهور في عملية بلع الحكومة ما جابت نتيجة، فسمك القرش لا يمكن أن يبتلعها أي مخلوق آخر. بالتالي الطريقة الأخرى هي كيفية التخلص منها، وهذا الطريق ليس سهلاً هو وعر جداً، ويحتاج إلى تضحيات جسام من ناس يؤمنون بالتغيير الجزري للنظام وركائزه الأساسية بالتالي لا يتحقق ذلك عبر عملية حمل السلاح، والتفاوض مع الحكومة بقدر ما يتأتى بإستنهاض قدرات شعبنا بكافة فئاته معلمين وأطباء وطلاب ومزارعين ومثقفين وشباب وكادحون وبسطاء من أجل حياة أفضل من التي نعيشها، فالشعب السودان وأي وطني غيور أمام إمتحان وطني وتحدي كبير في تجاوز هذه الأزمة الشاملة وإعادة الأمور إلى نصابها عبر الوسائل السلمية وإقامة بديل حقيقي يعبر عن مكونات هذا الشعب عبر الديمقراطية المرتبطة بالإنجاز الإجتماعي والإقتصادي بأليات التنمية المتوازنة جهوياً، لأنها الضمانة الوحيدة للأمن والإستقرار. “الفقري لو قاعد بتقعد معا الأحزان مرقتو كده بنفرح بنلقى الفرح كيمان”