القاعدة وحلفاؤها يدشنون المرحلة الثانية من مخططهم لاخلاء العالم العربي من مكونه المسيحي…… * جعفر كرار أحمد : حادثتي تفجير كنيسة النجاة في العراق وكنيسة القديسين في الاسكندرية تمثلان مرحلة دخول تنظيم القاعدة الارهابي والتنظيمات الاسلاموية المتطرفة المتحالفة معه المرحلة الثانية من مخططها البغيض لاخلاء العالم العربي بشكل خاص والاسلامي بشكل عام من مكونه المسيحي التاريخي للانفراد بما يعتقدونه عالم عربي خال من الموانع التي تعيق تطبيق الشريعة الاسلامية. والمرحلة الثانية التي نعنيها هي مرحلة استخدام العنف الدموي واستهداف المسيحيين العرب في ارواحهم ومقدساتهم وممتلكاتهم لاجبارهم علي مغادرة اوطانهم الاصلية والمرحلة الاولي في تقديري كانت مرحلة التحريض الديني والسياسي ضد المكون المسيحي في العالم العربي والتي بدأت مع تاسيس حركة الاخوان المسلمين في مصر وفروعها في العالمين العربي والاسلامي في اربعينات وخمسينيات القرن الماضي،مما حدي بالقوي الوطنية في مصر لمواجهة هذا التحريض بالنهوض بشعارها المعروف وحدة الهلال والصليب. وقد شملت المرحلة الاولي اشكال مختلفة من التحريض علي المسيحيين والمضايقات والتضييق علي الحريات الدينية من قبل التنظيمات الاسلامية المتطرفة في مصر والمغرب العربي والسودان . وكجزء من مخططات المرحلة الاولي لاحظنا كيف اتخذت حكومة الاخوان المسلمين (المؤتمر الوطني)في السودان بعد انقلابها علي حكومة الديمقراطية الثانية ومنذ ساعاتها الاولي سياسات متشددة تجاه السودانيين الاقباط في شمال السودان وارسلت رسائل ممهورة بالدم لهم بضرورة المغادرة وبلغت حد اعدام بعض افراد هذه المجموعة بتهم غريبة مثل العثور علي بضع مئات من الدولارات بحوزتهم وضيقت علي نشاطهم الديني والاقتصادي واسرفت حركة الاخوان المسلمين الحاكمة في السودان في استخدام جهاز الدولة الاسلاموي ضد مواطنيها الاقباط، حيث كان هذا الكاتب شاهد عيان علي نزوح مئات الاسر المسيحية من شمال السودان هرباً بدينهم وما تبقي من ممتلاكتهم حينما كان دبلوماسياً في سفارة السودان في ابوظبي .أما في الجنوب فقد شنت حركة الاخوان المسلمين الحاكمة في الخرطوم حرباً دينية دموية مورست خلالها كافة اشكال الابادة الجماعية لدفع مسيحيوا ذلك الجزء من السودان الي الهروب بدمهم وكرامتهم في دولة خاصة بهم ليتسني لهم بناء دولتهم الاسلامية الخالصة دينياً وعرقياً، واحسب أن استخدام القوة الغاشمة ضد مسيحيي الجنوب كان ايذاناً ببدء المرحلة الثانية من مخطط الاسلامويون لتفريغ العالم العربي والاسلامي من مكونه المسيحي أيضاً. إن مخطط القاعدة والتنظيمات الاسلاموية المتطرفة المتحالفة معها يدخل حالياً بشكل علني مرحلته الثانية بالاستهداف الدموي المباشر للتجمعات والمؤسسات الدينية والاقتصادية للمسيحيين في مصر والعراق والبقية تاتي، خصوصاً بعد ان ثبت بالدليل القاطع بان مسيحيوا هذه البلاد متمسكون بترابهم ولن يستجيبوا للارهاب الفكري.وللاسف يحدث هذا امام أعين القوي الديمقراطية والوطنية علي امثداد العالم العربي التي تبدو عاجزة عن استنهاض الجماهير لمقاومة الهجمة البربرية علي مكونات الامة وتاريخها ومستقبلها . إننا في حاجة حقيقية الي تنسيق علي مستوي العالم العربي لمواجهة هذه المرحلة الخطيرة التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي لشعوبنا وخلق فوضي عارمة تمهد لسيطرة المتطرفين علي مقاليد الامور في العالم العربي واقامة خلافة اسلاموية بلون الدم تعصف بما تبقي من مكتسبات هذه الامة. لقد آن الآوان للقوي الوطنية والديمقراطية في مصروبمختلف مدارسها التقدم لبناء جبهة ديمقراطية عريضة للدفاع عن مسيحيي مصر واستنهاض الشارع المصري لخروج ملايين المصريين الشرفاء للتضامن مع مواطنيهم المسيحيين ومع مصر ذاتها، كما انه قد آن الآوان لبناء مؤسسة عابرة للدول الاسلامية بما فيها بطبيعة الحال الدول العربية تتبني مسائل التضامن والدعم السياسي والمالي والاجتماعي مع مسيحيي العالم العربي والاسلامي المستهدفون بشكل خاص من المتطرفين. ان مثل هذا العمل اذا ماتم سيسهم في منح مسيحيو العالم العربي والاسلامي مصادر القوة للصمود ، كما انه بات من الضروري استنطاق القيادات الدينية الاسلامية للانضمام للتيار المعادي لحملة المتطرفين ، أو فضحها . لقد استمعنا للكثير من التحليلات الفطيرة حول ما حدث في الاسكندرية التي تحاول ان تبعد القاريء والمشاهد عن جوهر القضية ، قضية الصراع في المنطقة بين مدرستين مدرسة الاقصاء والعنف التي تتبناها المنظمات الاسلاموية وبين قوي المجتمع الحية التي تؤمن بدولة المواطنة الدولة المدنية الديمقراطية التي تحترم التنوع الديني والعرقي والسياسي والثقافي . إن ما حدث في مصر ليس فتنة طائفية كما يحاول البعض تصويرها ما حدث في مصرهو تدشين دخول القاعدة وحلفائها المرحلة الثانية في تنفيذ مخططهم الشيطاني باخلاء المنطقة العربية من مكونها المسيحي.