حقائق كاشفة عن السلوك الإيراني!    المؤسس.. وقرار اكتشاف واستخراج الثروة المعدنية    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    البيان الختامي لملتقى البركل لتحالف حماية دارفور    الداخلية السودانية: سيذهب فريق مكون من المرور للنيجر لاستعادة هذه المسروقات    مدير شرطة ولاية النيل الأبيض يتفقد شرطة محلية كوستي والقسم الأوسط    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    تدرب على فترتين..المريخ يرفع من نسق تحضيراته بمعسكر الإسماعيلية    الفاشر ..المقبرة الجديدة لمليشيات التمرد السريع    أبل الزيادية ام انسان الجزيرة    الزمالك يسحق دريمز في عقر داره ويصعد لنهائي الكونفيدرالية    سان جرمان بطلا للدوري الفرنسي.. وعينه على الثلاثية    أرسنال يحسم الديربي بثلاثية    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. سائق "حافلة" مواصلات سوداني في مصر يطرب مواطنيه الركاب بأحد شوارع القاهرة على أنغام أغنيات (الزنق والهجيج) السودانية ومتابعون: (كدة أوفر شديد والله)    شاهد بالصورة والفيديو.. طلاب كلية الطب بجامعة مأمون حميدة في تنزانيا يتخرجون على أنغام الإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    تجارة المعاداة للسامية    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من أغضب الكروان؟
نشر في حريات يوم 04 - 01 - 2011


(البعجز بقع بيناتنا بنسندو)..!
…….مضت سبع سنوات على اللحظة التي قررت فيها حنان النيل, كروان السودان, إعتزال الموسيقى والغناء, وهي في قمة مجدها وتألقها, مدرسة مميزة في الأداء وصوت له عمق خاص, غني بالتجارب الإنسانية الزاخرة وذو قدرة خاصة في تلوين المسامع بمشاعر قوس قزح مع لغة فصيحة ومخارج حروف صحيحة, اعطت الحروف العربية رونقها, والحركات أبعادها والغناء هيبته ورصانته ووجهته القيمية والخيّرة… لهذا شعرت بحزن خاص وأنا أقرأ المقال الذي كتبه الزميل الطاهر ساتي في صحيفة (السوداني) عن تجربة الفنانة حنان النيل مع كمبيوتر مان, الآف التساؤلات تقافزت الى ذهني في آن, هل كانت حنان ستواجه أزمة ومعاناة كهذي إن واصلت
احتراف الغناء؟ ما الذي يجعل قامة كحنان النيل تعيش موقفاً مشابهاً من الأساس؟ هل هذه هي الطريقة التي تكافيء بها المؤسسات الحكومية والخاصة سيدة ذات تاريخ خاص كحنان؟ أين وزارة الإعلام ووزارة الثقافة وصندوق رعاية المبدعين والهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون؟ أين مباديء المسئولية الإجتماعية؟ ماهو موقف الجامعات الحكومية والخاصة بإعتبارها مؤسسات مجتمع مدني من مواثيق حقوق الإنسان وبروتوكولات ذوي الإحتياجات الخاصة؟… أسئلة كثيرة كانت تدور بذهني وتنشر ظلالها الكئيبة على طريقة رؤيتي لمستقبل السودان الإنساني والأخلاقي… شعرت أن عليَّ أن أقوم بأكثر من مجرد الكتابة او السؤال عبر التليفون فحزمت أوراقي وذهبت لزيارتها في منزلها بالدروشاب لأعلن لها عن تضامني المبدئي معها كسيدة أثرت الوجدان السوداني وتستحق منّا ان نسعى اليها ونعيرها قلوبنا قبل أسماعنا.. استقبلتني في بيتها بحفاوة بالغة على الطريقة السودانية الأصيلة ومنحتني وقتها وأشركتني في قصتها.. (هذا تتويج حقيقي بالنسبة لي, كل هذا الحب والإهتمام من الآخرين) قالت حنان قبل ان تردف(لا أدري كيف أشكركم.. أنا الان ليس لدي ما أقدمه كالسابق من غناء وما أحببتموني من أجله ورغم هذا تقفون بقربي.. وفاءا في أنقى حالاته خالٍ من الغرض، صحيح ماقاله أبوقطاطي: البعجز بقع بيناتنا بنسندو..! وقبل أن أعجز وأقع سندتني أيادٍ كثيرة, أشعر تجاهها بالإمتنان, مهما حدث لهذا الشعب سيظل جميلا وأصيلا كما عرفته).. حكاية حنان, قصّة شغلت الإعلام في الأيام السابقة, وكتبت عنها العديد من الصحف ك(التيار) و(حكايات) على سبيل المثال.. وخلاصة هذه الحكاية إن الزميل بكري مدني بصحيفة (الحرة) كتب مشكورا على حساسيته العالية مقالاً يناشد فيه وزير الإعلام على الإلتفات لقضية حنان النيل كفنانة مميزة اعتزلت الغناء وتبحث عن عمل ضمن مؤهلاتها كحاصلة على ماجستير اللغة العربية للناطقين بغيرها.
وقد استجاب السيد الوزير لهذه المناشدة مشكورا والتقى الأستاذة حنان النيل في مكتبه وارسل شهاداتها للكثير من الجامعات, والجامعة التي جاوبت بالرد كانت كمبيوتر مان التي اجرت لحنان المعاينة الأولى ومن ثم عينتها كمحاضرة بعمادة شئون الطلاب بمرتب الف جنيه, ولحين انشاء قسم اللغة العربية للناطقين بغيرها، كان على حنان ان تعمل بقسم التواصل الإجتماعي, وقد حدثت بعض الأشياء بينها وبين مديرتها في القسم، تقول حنان: هي أشياء لا ترقى لخلافات ولكنها على مايبدو كانت السبب وراء فصلي, وتضيف حنان: طيلة عملي بالمسارح لم اتعرّض لإهانة شخصية أو على مستوى أدائي.. لكن في مؤسسة علمية تربوية, تلقيت إهانات مباشرة على إعاقتي حيث قالت لي إحداهن (لو كنت ترين كيف هو وجهك حين تضحكين لما ضحكت ابدا) وإهانات على تاريخي في الغناء والموسيقى الذي أحترمه جدا (من تظنين نفسك, انت مجرد بقايا مسارح وغناء)… بإختصار مافهمته جيدا: انني فصلت بسبب هذا الخلاف وسبب إعاقتي, حيث قرأت تعليقا في صحيفة (التيار) ذكره أحد المسئولين بالجامعة يقول انني عينت من اجل الموسيقى والاّ فهل يعينون لي مرافقا؟ أنا لا أرغب في العودة لهذه الجامعة ولكنني أحببت أن يسلّط الضوء على معاناة ذوي الإحتياجات الخاصة مع العمل..), ومن هذه الزاوية وزوايا أخرى تناولها الزملاء بالصحافة, دعونا نتناول الموضوع بالنقاش.
(2) حنان وأسباب الفصل: بعض الناس يقولون أن حنان فصلت لأنها رفضت العمل بالموسيقى التي عينت لأجلها, ورغم شعوري الشخصي بالخسارة الكبيرة لغياب فنانة رصينة كحنان من الساحة الفنية، الاّ انني أجد إن إحترام حرية القرار والإختيار للآخرين مبدأ أساسياً لا يجب المزايدة عليه او ممارسة اي نوع من انواع الإبتزاز بسببه, وليس علينا ان نجبر الآخرين على التخلّي عن قناعاتهم الشخصية من أجل لقمة العيش.. فحنان تركت الغناء والموسيقى منذ سبع سنوات ووضعت الحجاب لكنها لم تتحدث عن اسباب اعتزالها لأحد ولم تصدر اية فتاوى فقهية بالأمر, فقط انسحبت بهدوء وعلينا أن نحترم هذا الإنسحاب, وبسبب هذا الإنسحاب هي عاطلة عن العمل وكان عليها أن تكدح في جامعة المستقبل وتعمل بإضافة ساعات الطريق من 6:30 ص الى 4 مساءا يوميا لتحصل على راتب شهري كانت تحصل على 6 اضعافه حين كانت تغني لساعة واحدة.. فأي حديث عن فصل حنان بسبب امتناعها عن الغناء بالضرورة غير منطقي لا سيما وان الجامعة لا تملك لا شعبة موسيقى ولا حتى فصل موسيقي واحد، كما لديها بالضرورة استاذ بالموسيقى يقوم بكل المهام الثقافية بالإضافة للكورال ومهامه في الموسيقى محدودة لذا اضافوا له مهام أخرى وبالتالي ليس بحاجة لمساعدة في الموسيقى كما ترى حنان.
إذا كانت حنان عينت من اجل موسيقى وغناء اعتزلتهما منذ سنوات فهذا تغوّل على حرية الآخرين وقناعاتهم وضمائرهم وهي محاولة مرفوضة من الأساس، واستغرب ان يعين شخص في عمل ويظل به ثلاثة أشهر وهو لا يعرف بالضبط ماهي مهامه لينشأ جدل كبير حول اسباب تعيينه وهذا الشخص انما سعوا لتعيينه اساسا من اجل اعتزاله للموسيقى والغناء.. يا سبحان الله..! البعض يقول ان حنان فصلت بسبب تقارير الأداء.. وحنان تقول لم توكل لها اية مهام في الأساس.. بالنسبة لي من الواضح إن الجامعة لم تكن تدري تماما لم عينت حنان النيل..! وللأمانة لهذا الأمر دلالات إيجابية, فالجامعة الوحيدة التي ردّت على الوزير كانت جامعة المستقبل وهو أمر تحمد عليه الجامعة بإعتبارها اول مؤسسة خاصة تعين ذوي الإحتياجات الخاصة, وهو أمر لا يجوز ان نقفز فوقه عابرين ببساطة، فجامعة المستقبل جامعة لها اسهامات مميزة في الفضاء الفكري والمعرفي وقد سبق وقدمت للسودان فرصة للإطلاع على تجارب عربية وإقليمية وعالمية عبر استضافة علماء ومفكرين ونجوم غناء مميزين.
ويبدو ان الجامعة ارادت ان تتضامن مع حنان من هذا المنطلق: كفنانة لها تاريخ عريق واسهامات عديدة ورغبة منهم في التضامن مع ظروفها.. ولسبب ما.. قد يكون لتدخل بعض الشخوص او المفارقة بين الأمنيات والوقائع في التعامل مع ذوي الإحتياجات الخاصة وجدت الجامعة نفسها غير قادرة على انفاذ الإتفاق وبالتالي انهاء تعاقد حنان مع الجامعة.
وهنا بالضبط علينا ان نركز جهودنا من اجل تغيير واقع ذوي الإحتياجات الخاصة.
في 13/12 /2006, اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع المعاهدة الدولية الخاصة بحماية وتعزيز حقوق وكرامة الأشخاص المعاقين.
والتي دخلت حيز التنفيذ في 12 مايو 2008وتعتبر المعاهدة أول معاهدة لحقوق الإنسان تعنى بالحقوق السياسية والمدنية للمعاقين، بالإضافة إلى حق المعاقين في التعليم والرعاية الصحية وفرص العمل والحماية الاجتماعية.
والتي تطالب بالعمل على وضع تدابير تتيح للأشخاص المعاقين إمكانية استخدام المواصلات العامة والحصول على التعليم وفرص العمل.
ويعتبر السودان من الدول التي وقعت وصادقت على الإتفاقية والبروتوكول الإختياري: تاريخ التوقيع: 30-3-2007, تاريخ التصديق: 24-4-2009, تاريخ تصديق البروتوكول: 24-4-2009.
جاء في المادة (6) الخاصة بالنساء ذوات الإعاقة:
(1 – تقر الدول الأطراف بأن النساء والفتيات ذوات الإعاقة يتعرضن لأشكال متعددة من التمييز، وأنها ستتخذ في هذا الصدد التدابير اللازمة لضمان تمتعهن تمتعا كاملا وعلى قدم المساواة بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية.2
- تتخذ الدول الأطراف جميع التدابير الملائمة لكفالة التطور الكامل والتقدم والتمكين للمرأة، بغرض ضمان ممارستها حقوق الإنسان والحريات الأساسية المبينة في هذه الاتفاقية والتمتع بها.) جاء في المادة 27 – العمل والعمالة:(1 – تعترف الدول الأطراف بحق الأشخاص ذوي الإعاقة في العمل، على قدم المساواة مع الآخرين؛ ويشمل هذا الحق إتاحة الفرصة لهم لكسب الرزق في عمل يختارونه أو يقبلونه بحرية في سوق عمل وبيئة عمل منفتحتين أمام الأشخاص ذوي الإعاقة وشاملتين لهم ويسهل انخراطهم فيهما.
وتحمي الدول الأطراف إعمال الحق في العمل وتعززه، بما في ذلك حق أولئك الذين تصيبهم الإعاقة خلال عملهم، وذلك عن طريق اتخاذ الخطوات المناسبة، بما في ذلك سن التشريعات، لتحقيق عدة أهداف منها ما يلي:(أ) حظر التمييز على أساس الإعاقة فيما يختص بجميع المسائل المتعلقة بكافة أشكال العمالة، ومنها شروط التوظيف والتعيين والعمل، واستمرار العمل، والتقدم الوظيفي، وظروف العمل الآمنة والصحية؛(ب) حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في ظروف عمل عادلة وملائمة، على قدم المساواة مع الآخرين، بما في ذلك تكافؤ الفرص وتقاضي أجر متساوٍ لقاء القيام بعمل متساوي القيمة، وظروف العمل المأمونة والصحية، بما في ذلك الحماية من التحرش، والانتصاف من المظالم؛(ج) كفالة تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من ممارسة حقوقهم العُمالية والنقابية على قدم المساواة مع الآخرين؛(د) تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من الحصول بصورة فعالة على البرامج العامة للتوجيه التقني والمهني، وخدمات التوظيف، والتدريب المهني والمستمر؛(ه) تعزيز فرص العمل والتقدم الوظيفي للأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل، فضلا عن تقديم المساعدة على إيجاد العمل والحصول عليه والمداومة عليه والعودة إليه؛(و) تعزيز فرص العمل الحرّ، ومباشرة الأعمال الحرة، وتكوين التعاونيات، والشروع في الأعمال التجارية الخاصة؛(ز) تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع العام؛(ح) تشجيع عمالة الأشخاص ذوي الإعاقة في القطاع الخاص من خلال انتهاج سياسات واتخاذ تدابير مناسبة، قد تشمل البرامج التصحيحية، الحوافز، وغير ذلك من التدابير؛(ط) كفالة توفير ترتيبات تيسيرية معقولة للأشخاص ذوي الإعاقة في أماكن العمل؛(ي) تشجيع اكتساب الأشخاص ذوي الإعاقة للخبرات المهنية في سوق العمل المفتوحة؛(ك) تعزيز برامج إعادة التأهيل المهني والوظيفي، والاحتفاظ بالوظائف، والعودة إلى العمل لصالح الأشخاص ذوي الإعاقة.2
- تكفل الدول الأطراف عدم إخضاع الأشخاص ذوي الإعاقة للرق أو العبودية، وحمايتهم على قدم المساواة مع الآخرين، من العمل الجبري أو القسري.) لهذا فإن مسئولية ذوي الإحتياجات الخاصة هي مسئولية الدولة في المقام الأول بمؤسساتها المختلفة ومن ثم مسئولية القطاع الخاص الذي عليه ان يتحلى بمباديء المسئولية الإجتماعية.
وددت لو تعاملت مؤسسة لها تاريخ ايجابي كجامعة المستقبل بروح ايثارية لها القدرة على تحمل تجربة رائدة كالتي ابتدروها وبالتالي تقديم نموذج انساني مختلف عن التوجهات الربحية للمؤسسات الخاصة, وقبلوا تحدي شبيه بالبحث عن مكان مناسب تتعاون فيه معهم حنان, او مساعدتها على الحصول على عمل بديل بدلا عن خطاب الطرد القاسي الذي ولا شك ان كان يؤثر على الأشخاص الطبيعيين في ظروف عادية، فإنه سيؤثر بصورة اسوأ على الأشخاص ذوي الظروف الخاصة وهي رسالة قالت عنها حنان انها آلمتها جدا: لقد وعدني العميد ان يضعني بعد اسبوع في المكان المناسب لقدراتي وقبل اكمال الإسبوع ارسلني الى البيت, مايعتقده في غرارة نفسه ان امثالي لا يصلحون لشيء سوى البقاء في المنزل..!
(3)
إفتقاد اللياقة وفقد المنصب: حين تناول الإعلام قضية حنان النيل بالنقاش, لم اكن اتخيل ان شخصا, ايّا كانت فظاظته سيجرؤ على قول كهذا(هل نعين لها مرافقا؟), دعونا نقرأ جزءاً من هذا المقال الذي خطه قلم استاذنا النبيل, نبيل أديب بعنوان: إفتقاد اللياقة وفقد المنصب يعتبر جلين هودل من أحسن لاعبى كرة القدم الإنجليز في حقبة السبعينيات والثمانينيات إن لم يكن أحسنهم على الإطلاق، وقد بدء نجمه يسطع في منتصف السبعينيات مع توتينهام هوتسبير، وهو من أعرق الأندية الإنجليزية وإن كان قد خرج مؤخراً مع نظيريه إيفرتون ونيوكاسيل عن دائرة الأربعة الكبار، إلا أنهم مازالوا يتمتعون بشعبية كبيرة.
لعب جلين هودل مع توتينهام هوتبسبرز من 1975 وحتى 1987 وبعد فترة قصيرة قضاها مع موناكو فى فرنسا إنتقل إلى التدريب.
إشتهرهوديل كلاعب بمهارته العالية ودقة تسديداته على المرمى، بالإضافة لقدراته العالية في قراءة اللعبة وهو الأمر الذي مكنه عند إنتقاله من لاعب إلى مدرب من العمل كمدرب في أعلى المستويات، فدرب سويندون تاون أولاً ثم تشلسي ومن بعده المنتخب القومي الإنجليزي.
ورغم ذلك فقد فقد هوديل وظيقته لأمر لا علاقة له بأداء الفريق ولا بقدرته على إحراز نتائج مقبولة، ولكن بسبب مقابلة أجرتها معه صحيفة (التايمز) تعرض فيها لمعتقداته الشخصية حول تناسخ الأرواح، فذكر أن العقاب على ما نرتكب يتعقب أرواحنا في حياتنا المقبلة، وأن العاهات التي نراها لدى البعض ربما تكون قد أصابتهم بسبب أخطاء إرتكبوها في حياتهم السابقة.
أثار ذلك القول الرأي العام الذي رأى أن ما قاله جلين هوديل يخلو من اللياقة، بالإضافة لأنه يعكس قسوة غير مبررة نحو من يستحقون العطف بتحميلهم وزر ما يعانون.
طالب عدد من السياسيين بإقالة هوديل ولكن أطرف تعليق أتى من بلانكيت وهو وزير أعمى إذ قال “ربما كانت العاهة التي أعاني منها سببها أنني كنت في حياتي الأولى مدرباً سيئاً لكرة القدم”.
رفض هوديل الإستقالة، مما إضطر الإتحاد الإنجليزي لكرة القدم إلى إقالته.)..ارجو ان تعلن الجامعة عدم مسئوليتها من تعليق بهذه الفظاظة كما أرجو ان يتم توجيه لوم – على الأقل – لمن يصدر عن موقف شوفيني إستعلائي على ذوي الإحتياجات الخاصة لا سيما في المؤسسات التربوية.. والاّ فإن الجامعة تكون قد قدمت لنا نموذجا عن نوع القيم التي تدير بها شئون الطلاب وهي قيم لا أظن أن أي والدين مستنيرين سيتساهلون معها..
(4) ذوو الإحتياجات الخاصة والحق في العمل: على المؤسسات الحكومية والخاصة, التحلي بقدر من المسئولية الإجتماعية والعمل على تمكين ذوي الإحتياجات الخاصة من الحصول على عمل لائق, جاء في تقرير ذكرته منظمة الأمم المتحدة:( دعت منظمة العمل الدولية في 3/12/2007 لبذل المزيد من الجهود لكسر الحواجز التي ما زالت تمنع ملايين الأشخاص المعاقين من المشاركة الكاملة في سوق العمل، مشيرة إلى علاقة وثيقة بين الفقر والإعاقة.
وقالت المنظمة إن الأشخاص المعاقين يعانون من البطالة ويحصلون على أجور متدنية أكثر من الأشخاص الأصحاء وفي أغلب الأحيان يخرجون من سوق العمل تماما.
وبحسب منظمة العمل الدولية، فإن 650 مليون شخص يعانون من نوع من الإعاقة، أي شخص واحد من بين كل عشرة أشخاص، منهم 470 مليون في سن العمل.
وأكد التقرير أن هناك علاقة وثيقة بين الفقر والإعاقة، فنحو 80% من الأشخاص المعاقين يعيشون في الدول النامية ومنهم 426 مليون يعيشون تحت خط الفقر.
وقالت المنظمة إن اتفاقية الأمم المتحدة الدولية لحماية وتعزيز حقوق المعاقين وكرامتهم التي اعتمدت في كانون أول/ ديسمبر الماضي، تضمن حق المعاقين في العمل.)…
(5) قبل الخروج: نداء للجامعة للأسف الشديد إن النقد في مجتمعاتنا هو رهين العداء والهدم وليس البناء الجديد اللائق, وهو مايجعلني أتخوف من إحجام المؤسسات المختلفة من إشراك ذوي الإحتياجات الخاصة في أعمالها, وبالنسبة لجامعة المستقبل, نحسب انها تخطط لمستقبل أكثر إنسانية مليء بالوفاء لمن أثروا وجدان هذا الشعب السوداني بالكثير ولرفع الحساسية تجاه ذوي الإحتياجات الخاصة.. فهذا هو المقام اللائق بها تماما.. ولا أتمنى أبدا ان تتجه الجامعة لمناصبة حنان النيل العداء فلسنا بصدد معركة هنا, ولكن ان تأخذ في حسبانها, انها مؤسسة تربوية في المقام الأول عليها ان تقدم نموذجا للتعامل مع النساء وذوي الإحتياجات الخاصة ورموز المجتمع السوداني وبالتالي إظهار قيم التعاطف والإنسانية والوطنية والتقدير والتضامن والإعتذار والإعتراف والمصالحة بدلا عن ردود فعل غير مسئولة وتصريحات تخدش الحس الإنساني… كلنا نخطيء ولكن قليلون هم الذين يحيلون أخطاءهم الى مواقف لائقة.. انتظر ان تكون جامعة المستقبل عند حسن ظني بها كمؤسسة إستنارة رائدة لمستقبل إنساني يعوّل على الوفاء والتضامن أكثر من الربح.. فكل ما ارادته حنان وغنّت له: ان تعيش زول ليهو قيمة.. يسعد الناس بي وجودو..! اقرأوا معي إحدى أغنياتها: ( لو أعيش زول ليهو قيمة ** اسعد الناس بي وجودي زى نضارة غصن طيب ** كل يوم يخضر عودي ********* وأبقى زولاً ليهو قيمة وأبقي زولاً ليهو قيمة ************** أبقى دار لي كل لا جئ ** أو حنان جوه الملاجئ أبقى للأطفال حكاية ** حلوة من ضمن الأحاجي بيها يتهنوا وينوموا ** وأحرسهم طول ليلي ساجد وألقى في راحة نفوسهم ** بسمتي وطول ابتهاجي **************** وأبقى زولاً ليهو قيمة وأبقى زولاً ليهو قيمة ********************** لو أعيش طول عمري نسمة ** أو مع الأيام سحابة أهطل وادي الدنيا بسمة ** أروي وادي واسقي غابة لو أعلم طفل واعد ** لسه ما عرف الكتابة وأبقى شجرة ظلالا وارفة ** تحتي ناس نايميين تعابة ************* وأبقي زولاً ليهو قيمة وأبقى زولاً ليهو قيمة ******************** أشقى القى وأبقى بهجة ** في النفوس لي كل مناضل وأبقى للمعتل علاج ** وأبقى للفلاح سنابل وأبقى للثوار سلاحا” ** اعتي من قصف القنابل وأبقى للكادح الملوح ** كل حد موفور وعادل ********************* وأبقى زولاً ليهو قيمة وأبقى زولاً ليهو قيمة) محطة أخيرة : إهداء لإدارة الجامعة ولحنان وكل السودان:(الفينا مشهودة / كلمات الشاعر / محمد علي ابوقطاطي الفينا مشهودة عارفانا المكارم أنحنا بنقودا والحارة بنخوضا ****** الزول بفتخر ويباهي بالعندو نحن أسياد شهامة والكرم جندو ما في وسطنا واحداً ما انكرب زندو البعجز بقع بيناتنا بنسندو الليلة بنخوضا *********** للجار والصديق عشرتنا تتمنى بنصون الأمانة السيدا أمنا المغرور ندوسوا ونعدموا الطنة شافعنا بيرى الموت في الركاب سنة)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.