دعا عمر البشير القوى السياسية، بمن فيهم من وصفهم بحاملي السلاح، للمشاركة في حوار بشأن إقرار دستورالبلاد. وقال فى كلمته بولاية النيل الأزرق بمناسبة الذكرى 57 لاستقلال السودان (الباب مفتوح لكل أهل السودان بمن فيهم حملة السلاح للمشاركة في صياغة دستور شامل يرضى الجميع، ويقدم للعالم نموذجا يعكس تحضر السودانيين). ودعا الذين حملوا السلاح ضد الحكومة إلى (تحكيم صوت العقل والانضمام لمسيرة البناء بالوطن) قائلا إن (السودان كبير ويسع الجميع). وقال انه يلتزم بتنفيذ اتفاقية التعاون التي وقعت بين الخرطوم وجوبا في اديس ابابا . وكررحديثه بانهم سيحتفلون قريبا بخلو ولاية النيل الازرق من التمرد . ووجه بإعادة ولاية غرب كردفان وفقا لترتيبات تضمن أعلى درجات التوافق السياسى والاجتماعى لمكونات الولاية . وقال الاستاذ فاروق أبو عيسى رئيس هيئة قوى الإجماع الوطني إن البشير أراد التركيز على أنهم (هم فقط، الوحيدون في الساحة، وأننا لن نتغير ولا تنتظروا منا جديداً). واضاف أبو عيسى، فى تصريح ل(الجزيرة نت) : نحن في المعارضة نرد على هذه الرسالة ونقول بأننا ماضون في سبيل تخليص الوطن من هذا النظام). واكد أبو عيسى رفض دعوة عمر البشير للمعارضة للمشاركة في كتابة الدستور بسبب منهج الحكومة في فرض الدستور، وهو منهج – (أدى إلى تهميش الأغلبية وأضاع الجنوب وسيفضي إلى ضياع أطراف أخرى من البلاد). وقال أبو عيسى إنه قرأ في خطاب البشير (أن هناك توجهاً نحو التمسح بالزعماء الوطنيين، ومحاولة استثمار القبول الواسع الذي تحظى به الرموز الوطنية التاريخية في استدرار التعاطف الشعبي لصالح النظام الحاكم). وخلص القيادي المعارض إلى أنه لم يلحظ جديداً في خطاب البشيرعدا أنه (قدم عرضة (رقصة) جميلة) على مسرح الاحتفال. وعلق المحلل السياسي ل(حريات) بان عمر البشير سبق وكرر مراراً انه يعتبر التعددية (دغمسة ) ، وانه بعد انفصال الجنوب يريد دستوراً اسلاموياً مائه بالمائه يقوم على هوية آحادية للسودان (الهوية العروبية الاسلاموية). وهو بحكم انحطاط نظامه لايستطيع التخلى عن المنافقة بالدين كغطاء للاستبداد والفساد . وأضاف ان دعوة عمر البشير للحوارتشير من جانب الى فشل حله العسكرى فى تصفية حركات المقاومة المسلحة ، ومن جانب اخر تهدف لالحاق بعض القوى المعارضة بالنظام تحت غطاء الاجماع حول الدستور ، ولكن مامن عاقل يمكن ان يستجيب لدعوة حوار فى (بيت اشباح) ، تحت قصف الطائرات للمدنيين ، واعتقال النشطاء ، وتعذيب المعارضين، وملاحقة منظمات المجتمع المدنى ، والتضيق على حرية التعبير ، اى باختصار الحوار (وفوهة الطبنجة) على الرأس !. واضاف المحلل السياسى انه مما يؤكد طبيعة (حوار ) عمر البشير تعلية خزان الروصيرص نفسها التى يتباهى بها كانجاز تنموى غير مسبوق فى حين انها جريمة تاريخية فى حق مواطنى الولاية – شردت اكثر من (120) الف من المواطنين واغرقت الاراضى ولوثت البيئة ونشرت الامراض ودمرت الاثار ، وكما تنمية عمر البشير تنمية بلا انسان ، فكذلك حواره حوار بدون (الآخر) ، حوار مع الذات فى حين يعرض (الآخر) للملاحقة والابادة .