حدد يوم الثامن من مايو المقبل آخر موعد…الإتحاد السوداني لكرة القدم يخاطب الإتحادات المحلية وأندية الممتاز لتحديد المشاركة في البطولة المختلطة للفئات السنية    منتخبنا يواصل تحضيراته بقوة..تحدي مثير بين اللاعبين واكرم يكسب الرهان    سفير السودان بليبيا يقدم شرح حول تطورات الأوضاع بعد الحرب    المدير الإداري للمنتخب الأولمبي في إفادات مهمة… عبد الله جحا: معسكر جدة يمضي بصورة طيبة    تحولات الحرب في السودان وفضيحة أمريكا    هيثم مصطفى: من الذي أعاد فتح مكاتب قناتي العربية والحدث مجدداً؟؟    ماذا قالت قيادة "الفرقة ال3 مشاة" – شندي بعد حادثة المسيرات؟    ترامب: بايدن ليس صديقاً لإسرائيل أو للعالم العربي    تواصل تدريب صقور الجديان باشراف ابياه    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يتفقد مستشفى الجكيكة بالمتمة    إيقاف حارس مرمى إيراني بسبب واقعة "الحضن"    مدير شرطة محلية مروي يتفقد العمل بادارات المحلية    شاهد بالصور.. بأزياء مثيرة للجدل الحسناء السودانية تسابيح دياب تستعرض جمالها خلال جلسة تصوير بدبي    شاهد بالصور والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل برقصات مثيرة ولقطات رومانسية مع زوجها البريطاني    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب مصري يقتحم حفل غناء شعبي سوداني بالقاهرة ويتفاعل في الرقص ومطرب الحفل يغني له أشهر الأغنيات المصرية: (المال الحلال أهو والنهار دا فرحي يا جدعان)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    للحكومي والخاص وراتب 6 آلاف.. شروط استقدام عائلات المقيمين للإقامة في قطر    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطاب الاستاذ علي محمود حسنين ،رئيس الجبهة الوطنية العريضة
نشر في حريات يوم 05 - 01 - 2011


للشعب السوداني بمناسبة عيد الاستقلال 55
نقلا عن ال you tube(الخطاب كان مرتجلاً)
بسم الله الرحمن الرحيم و به نستعين
يا جماهير الشعب السوداني الأبي:
نخاطبكم اليوم باسم و نيابة عن الجبهة الوطنية العريضة، هذا الكيان الذي حدد أهدافه و مبادءه و حدد رؤاه بأنه لا سبيل لحل قضايانا إلا باسقاط هذا النظام الجائر الذي جثم على صدر أمتنا منذ نحو واحد و عشرين عاما. أحييكم اليوم و نحن نحتفل برأس السنة الميلادية، ونحن نحتفل بعيد الميلاد المجيد، و نحن نحتفل أيضا بعيد الاستقلال، استقلال السودان الذي ناضل من اجله شعبنا عبر كياناته السياسية وعبر قواه المختلفة، الاجتماعية والنقابية وغيرها. هذا الاستقلال الذي جاء بعد جهد جهيد، أعلن في اليوم الاول من يناير 1956 بعد قرار كان قد صدر في 19 ديسمبر 1955.
كان يمكن للاستقلال أن يكون انطلاقاً حقيقياً لاعادة بناء الوطن وتحقيق العدالة للجميع وازالة التهميش الذي كان سائدا حتى قبل الاستقلال، ولكن الانقلابات العسكرية العديدة التي جثمت على صدر وطننا في عام 58 وعام 69 وعام 89 والتي استمرت عهدا طويلا ومدة طويلة هي التي حالت دون تطور وطننا ودون أن يحقق الاستقلال تطلعات جماهير الأمة السودانية. لقد مرت الآن 55 عاما منذ الاستقلال، قضينا منها 44 عاماً تحت احكام عسكرية جائرة وبالتالي فان ملامح السودان ما بعد الاستقلال قد شكلته بدرجة كبيرة تلك الطغمات العسكرية التي جثمت على صدر وطننا واذاقت شعبنا الويلات وحركت النوازع القبلية والنوازع الاثنية والنوازع الجهوية، لان تلك الانقلابات ما كانت ترى حلا لمشاكل وطننا إلا عبر القوة وعبر القهر وعبر الاقصاء.
أيها الإخوة :-
إنه لحزين حقا أن يكون هذا آخر إحتفال لنا باستقلال السودان كاملاً كما أعلن في عام 1956 وبعد أيام قليلة سيصوت إخواننا في جنوب السودان لانفصال الجنوب عن الشمال، و هكذا تتقسم اوصال وطننا. ثلث السودان سوف يذهب بعد ايام قليلة ! لماذا يذهب ثلث السودان؟ إنه بسبب سياسات المؤتمر الوطني، اتبع سياسة إقصائية، سياسة متعالية، رفض أن ينفذ اتفاقية السلام بالطريقة السليمة و الصحيحة، وبدلا من أن يجعل الوحدة جاذبة جعل الوحدة طاردة، وبدل أن يحل القضايا بدأ يعقدها، وانقضت الفترة الانتقالية في مشاكسات بين المؤتمر الوطني وبين الحركة الشعبية، الامر الذي جعل الحركة الشعبية ترى ان لا بقاء لها مع حكم المؤتمر الوطني.
أيها الإخوة :-
أريد في هذه العجالة أن أتحدث في مواضيع عده، لقد تحدثت اليكم في سبتمبر الماضي، تحدثت اليكم كمواطن سوداني يدعو الى أن تصطف جماهير شعبنا كلها تحت جبهة عريضة لكي نحارب هذا النظام ..لا تتحاور معه، لان هذا النظام كما ثبت للجميع هو أصل البلايا وأصل الخطايا ولا بد من ازالة هذا النظام إذا اردنا ان نبدأ بداية حقيقية لاصلاح مسار امتنا، والآن قد قامت هذه الجبهة بعد أن عقدت مؤتمرها ودعت كل القوى السياسية وكل منظمات المجتمع المدني وكل النقابات وكل أبناء الامة السودانية داخل السودان وفي المهجرلكي يكونوا جزءا من هذه الجبهة. هذه الجبهة العريضة ليست حزبا سياسيا، وليست تكتلا جهوياً ولا تُمثل فكراً دينياً معيناً، ولكنها تمثل الشعب السوداني بكل تنوعاته و بكل أقاليمه.
لقد اصطف الآن حول هذه الجبهة مقاتلون أشاوس من دارفور، مقاتلون أشاوس من كردفان، مقاتلون أشاوس من جبال النوبة، مقاتلون أشاوس من شرق السودان، مؤتمر البجة، مقاتلون أشاوس من شمال السودان تحت تنظيم كوش، مقاتلون أشاوس من كافة التنظيمات السياسية، مقاتلون من كل مكان، انضمت اليه جماهير الشعب السوداني في داخل الاحزاب السياسية.
إن هدفنا الواضح والثابت هو العمل على اسقاط هذا النظام، دعونا الاحزاب السياسية أن تكون جزءا من هذه الجبهة، نحن نمد يدنا اليها، ونتعاون معها، ندرك بأنها لا ترضى بهذا النظام وانها تعمل على تقويض هذا النظام ولكنها لم تستطع في الماضي أن ترفع سقفاً كالذي رفعته الجبهة العريضة باسقاط هذا النظام، ظلت تتحاور مع النظام، ظلت تطالب بتحسين قوانين هذا النظام، بتحسين سياسات هذا النظام، بالجلوس مع هذا النظام، بهدف تحسين هذا النظام، لكي ينتج عن ذلك انقاذاً محسنة. نحن نرى أن هذه الانقاذ غير قابلة للتحسين، هي نظام شرير، بسياسات شريرة، واهداف شريرة لا تخدم مصالح أمتنا، و من ثم دعوتنا اليهم أن يصطفوا حول هذه الجبهة العريضة وحول أهداف هذه الجبهة العريضة، لكي يعملوا من أجل الاطاحة بهذا النظام، لا التحاور مع هذا النظام. لقد جربت كل القوي السياسية هذا التحاور مع النظام، فماذا كانت النتيجة؟ النتيجة انها انتقلت من خانة المعارضة إلى خانة المؤتمر الوطني، الى خانة السلطة، اعطت السلطة قوة واضعفت المعارضة وتوجهات هذه المعارضة … كل الاتفاقات التي ابرمت لم يقم هذا النظام بتنفيذها كلها كانت حبراً على ورق، لانه يريد ان يجهض هذه المعارضة وتفتيتها كياناً كياناً عبر هذه الحوارات والدخول فيها. نحن نقدر مساعي اخواننا الذين يحاورون في الدوحة الان، لكننا نذكرهم بحوارات سابقة وباتفاقيات سابقة هل هذا الاتفاق سوف يغير من تركيبة هذا النظام؟ هل سوف ينقلب الاسد الى نمر؟ هل سينقلب الثعلب الى هر؟ هذا نظام و ان اتفق في الدوحة، ولا احسب انه سوف يتفق، فانه لن ينفذ شيئا مما اتفق عليه، ولكنه يحاول بكل جهده ان ينقل المتحاورين من خانة المعارضة الى خانة الحكومة.
نحن ايها الاخوة لسنا طلاب قتال دونما سبب، و لا طلاب مواجهة دونما مبرر ولكننا الان قد استيقنا كما استيقن الشعب من قبلنا ان هذا النظام يجب ان يذهب، وان يذهب الان. لقد ذهب الجنوب الان بسبب سياسات المؤتمر الوطني ومن يدري أي أقاليم اخرى سوف تتبع ذلك. لقد قال احد قادة المؤتمر الوطني و هو مسؤول كبير، قال :” ان انفصال الجنوب نصر مبين وانجاز كبير ” لست أدري كيف يكون الخسران و كيف يكون البطلان و كيف يكون الخزي إن كان انفصال الجنوب هو انتصار وهو انجاز. انهم لم يقولوا ان الانجاز في تنفيذ اتفاقية السلام وانما قال ان الانفصال هو الانجاز، هؤلاء الناس غير امينين على الحفاظ علي وحدة السودان، ذهب الجنوب الان و سوف تذهب اقاليم أخرى. ان بقي هذا النظام فلن يبقي سودان مطلقاً، لن تبقى اقاليم اخرى في هذا البلد. قال رئيس الجمهورية في احتفال كبير في القضارف ان جلد البنت الذي تم بطريقة تتنافى مع ابسط قواعد الانسانية وابسط قواعد الدين الحنيف نفسه، قال، ان هذا الضرب سليم وصحيح وان من استنكر ذلك الضرب فان عليه ان يغتسل وعليه ان يعود للإسلام لانه يكون قد ارتد عن الشريعة الإسلامية… واحسرتاه على الاسلام من امثال هؤلاء، يظنون ان جلد النساء علانية وبتلك القسوة وبتلك السادية وأمام ضحكات المستهترين هو تطبيق لشريعة الله، الشريعة التي ما جاءت الا رحمة للعالمين، يظنون بأن جلدهم لهذه المرأة على مسمع من جميع الناس وهي تصرخ و تتأوه ان هذا هو شرع الله، بئس ما فهموا من شرع الله. يقول هذا الرئيس انه الان يريد ان يطبق الشريعة الاسلامية، اذن ماذا كان يطبق من عام 89؟ ظل يقول ويردد في كل مكان انهم جاءوا من اجل الشريعة الاسلامية والان وبعد 21 عاماً يقول انه يريد ان يطبق الشريعة الاسلامية، اذن ماذا كان يطبق في تلك الفترة؟ انه لم يكن يطبق الشريعة الاسلامية انما كان يتاجر ويخادع وينافق باسم الشريعة الاسلامية. وماذا يأخذ من الشريعة الاسلامية؟ لم ياخذ الرحمة، لم يأخذ الشورى، لم ياخذ العداله، انه اخذ قطع الايدي وقطع الرجل واليد من خلاف وقطع الرقاب كما قال، انه لا يدعو الى شريعة اسلامية كما يدعي، انما يدعو الى انشاء جزارة اسلامية باسم الدين الحنيف. هذا نظام يريد ان يقول للناس اننا نحكم بالاسلام من اجل اذلالكم، من اجل قتلكم، من اجل ان تكونوا تحت ادارتنا بالطريقة التي نريد، كل ذلك باسم الاسلام. ان الاسلام منهم براء.
من يؤمن بالاسلام حقاً و قولاً عليه ان يقاتل هذا النظام، من يؤمن بالكرامة الانسانية عليه ان يقاتل هذا النظام ومن يؤمن بأن السودان ينبغي أن يتوحد عليه ان يقاتل هذا النظام. هذا النظام كما قلت هو اساس الخطايا و البلايا في وطننا. ليس هناك عذر لسوداني واحد ايا كان في الا يقاتل هذا النظام. ان مقاتلة هذا النظام ليست فرض كفاية اذا قام به البعض سقط عن الاخرين، انها ليست مسؤولية قيادة سياسية، انها ليست مسؤولية الانتلجنسيا ، انها مسؤولية كل سوداني، في اي مكان كان، في كل قرية، في كل قطية، في كل مدينة سواء ان كان داخل السودان أو في دول المهجر، انها فرض عين، فرض عين يؤثم وطنياً، يؤثم وطنياً من لا يشارك في اسقاط هذا النظام.
ايها الاخوة :-
هذا النظام ترك قضايا كثيرة لا بد من مخاطبتها: اولاً قضية دارفور … قضية دارفور هي قضية واضحة وعادلة، هي ليست قضية متميزة عن قضايا باقي اقاليم السودان، حلها ياتي في اطار حل القضايا السودانية ككل، ولكن هذا النظام أثار الفرقة بين ابناء دارفور حتى يصعب عليهم مقاتلته و منازلته.
من هذا المنطلق، فاني ادعو كل فصائل دارفور دونما استثناء ان تتوحد فصيلاً فصيلاً داخل اطار الجبهة الوطنية العريضة، هذه الجبهة الوطنية لها أهداف و اهداف واضحة محددة لحل قضايا الوطن وعلى رأسها قضية دارفور، نحن ندعو الى اقامة سبعة اقاليم، اقليم دارفور كاقليم واحد، واقليم كردفان كاقليم واحد، واقليم الشرق كاقليم واحد، والاقليم الاوسط كاقليم واحد، واقليم الشمال كاقليم واحد، واقليم العاصمة القومية كاقليم واحد، واقليم الجنوب كاقليم واحد ان لم ينفصل الجنوب، وقطعاً سوف ينفصل وفق المؤشرات. نحن ايها الاخوة نريد لكل اقليم ان يدير شأنه بالطريقة التي يريد وفق خيار أهل الاقليم في انتخابات حرة نظيفة و نزيهة.
أيها الإخوة :-
نحن نريد ان نغير من رئاسة الدولة بدلاً من ان تكون فرداً واحداً ديكتاتوراً متجبراً يأتي من اقليم واحد يجب ان يكون رأس الدولة مكوناً من رئيس و سبعة نواب للرئيس، من كل اقليم نائب للرئيس بالتالي يكون مجلس الرئاسة مجلساً يمثل كل أهل السودان، بل أن الرئيس نفسه الذي يُنتخب على أساس قومي يجب ان يتغير في كل دورة انتخابية من اقليم الى إقليم حتى تمر السنوات ويكون كل اقليم قد اخذ نصيبه في رئاسة الجمهورية في السودان.
ايها الاخوة : -
ان استفتاء الجنوب الذي سوف يتم بعد ايام قليلة في التاسع من يناير ونتيجته تكاد تكون محسومة، اننا سوف نعترف بنتيجة هذا الاستفتاء. اننا رغم الاسي والالم علي انفصال الجنوب الذي سوف يتم، الا اننا نعترف بهذا لانه خيار الجنوبيين بسبب سياسات هذا النظام، ولكنا نأمل وسوف نعمل علي ان يكون هذا الانفصال موقوتاً، لا يكون انفصالاً دائماً، سوف نعمل علي اقامة سودان جديد يعيش فيه كل السودانيين بكافة اديانهم، بكافة اثنياتهم، بكافة ثقافاتهم، علي قدم المساواة التامة. نحن نريد ان نقيم دولة مدنية، دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية، كل الحقوق والواجبات تقوم علي اساس المواطنة، وعلي اساس المواطنة وحدها دون غيرها. نريد ان يكون التشريع بالارادة الشعبية الحرة عبر المؤسسات الدستورية، نريد ان لا يُستغل الدين ولا يُستغل العرق في السياسة، لا نريد ان نقيم دولة دينية تفصل بين المواطنين هنا وهناك، نريد دولة مدنية لا يُستغل فيها الدين في السياسة، نريد دولة يتفاخر الجميع بانهم جزء منها، يتفاخر الجميع بان حقوقهم متساوية، يتفاخر الجميع بانه لا تفريق بين احد منهم بسبب الدين او العرق او الثقافة او السياسة اٌيا كانت. هذا السودان هو الذي يجمع، هذا السودان الذي نأمل لاخوتنا في جنوب السودان في يوم ما ان يكونوا جزءاً منه. سوف نعمل علي ان يكون انفصال الجنوب ما امكن سلساً. لن نسمح لاحد ان يثير العراقيل والقتال والاقتتال بين شمال السودان وجنوبه تحقيقاً لاجنده خاصة، نريد لهذا الانفصال ما امكن ان يكون سلساً ونأمل من اخوتنا في جنوب السودان ومن الحركة الشعبية ان تُساعدنا في هذا، لا نريد تجار الحرب وتجار الاقتتال وتجار المواجهات ان تكون لهم الكلمة العليا في علاقتنا مع جنوب السودان.
ايها الاخوة :-
هناك قضايا لا بد ان نتحدث فيها، قضية المشورة الشعبية لابنائنا واخواننا ومواطنينا في جبال النوبة وفي النيل الازرق. هذه المشورة الشعبية لم تُحدد معالم معينة، ولا احسب ان هذا المؤتمر الوطني سوف يُعطي اخوتنا في جبال النوبة وفي النيل الازرق شيئاً جديداً، نحن ندرك ان لهذين الاقليمين مطالب ولهذين الاقليمين خصوصيات ولهذين الاقليمين حاجة ماسة في التنمية وفي ادارة شئونهم بالطريقة التي يريدون. سوف نقف وبكل قوة وبكل عزم مع اخوتنا في جبال النوبة ومع اخوتنا في النيل الازرق، سوف نعمل علي ان تكون المشورة الشعبية مشورة حقيقة تلبي تطلعاتهم، تلبي طموحاتهم، تلبي مشاكلهم، سوف نعمل علي ازالة هذا التهميش الذي ظلت جبال النوبة والذي ظل النيل الازرق تعانيان منه فترة من الزمان. ومن ثم فاننا ندعو كل اخواننا، كل المواطنين في جبال النوبة، كل المواطنين في النيل الازرق ان يكونوا جزءاً لا يتجزء من الجبهة العريضة، نريد ان نحل قضايا الوطن يداً واحده لا متفرقين، نريد ان نحدد مسارنا وموقفنا في كل قضايا الوطن متعاونين لا مشتتين، لذلك فاني ادعو اخوتنا في جبال النوبة ان يكونوا جزءاً من هذه الجبهة العريضة، فتنظيماتهم الان معنا، وجماهيرهم الان معنا ولكنا لا نريد لاحد من جبال النوبة الا ان يكون جزءاً من الجبهة الوطنية العريضة. نحن نريد لاهلنا ولاخواننا في الانقسنا وهم قد عانوا كثيراً في ظل هذا النظام، نريد منهم ان يضعوا ايديهم مع اخوانهم الاخرين لكي نحل قضايا الوطن وعلي اساسها وراسها قضية اخواننا في النيل الازرق وفي الانقسنا.
ايها الاخوة :-
نحن ندرك تماماً ان اخوتنا في شمال السودان يعانون، هناك تنظيم كوش الذي ظل يقاتل هذا النظام وظل يقاتل انتهاكات هذا النظام لحرياتهم، يواجهون العدوان الذي تعرض له المواطنون في كجبار، الذين يرفضون ان تُقام سدود تُهجر المواطنيين في كجبار، اننا معهم وبهم ندعوهم جميعاً ان يكونوا جزءاً فاعلاً وقوياً في اطار هذه الجبهة العريضة.
ايها الاخوة المواطنون الكرام :-
اننا ننادي وبالصوت العالي كل القوي السياسية ان تحسم امرها في امر بقاء هذا النظام، نريد لكل الاحزاب حزباً حزباً، قائداً قائداً ان يعملوا من اجل اسقاط هذا النظام، ان الوطن الان يتصدع، فهل هم سيقفون علي السياج؟ هل يقفون متفرجين علي ضياع الوطن؟ ان ضاع الوطن ضاعت القوي السياسة، وضاعت الاحزاب، فلا احزاب في خواء، ولا احزاب الا في وطن فاعل متفاعل مستمر. عليهم جميعاً ان يرتفعوا عن خانة العصبية الحزبية، عليهم ان يرتفعوا عن خانة الصراعات الحزبية، عليهم ان يرتفعوا عن خانة المصالح الحزبية والاهواء الحزبية، عليهم ان يرتفعوا الي قامة الوطن. الوطن الان يدعو، ويدعو بقوة، الوطن الان جريح، يتصدع، يتلاشي، يجب عليكم جميعاً ان تعملوا من اجل هذا الوطن. يجب علينا الا نلبس طاقية الا طاقية واحدة هي طاقية السودان، طاقية السودان هي التي يجب ان تسود، هي الماركة التجارية التي يجب ان نرفعها الان، هي القوة التي نعمل تحت رايتها. لا اريد ان اسمع عن حزب ينادي باجندته، نريد ان نسمع عن احزاب تصطف حول قضية الوطن، الوطن اعلي منا، نحن ذاهبون، قياداتنا ذاهبة، احزابنا ذاهبة، يبقي الوطن وسيظل الوطن وسوف يلعن الوطن كل من خذله عند الشده، هذا الوطن يناديكم فرداً فرداً، قائداً قائداً، هذه دعوة اقولها لكم، وانا الذي امامكم جزء من العمل السياسي الحزبي، ولكني في هذه المرحله قد تجاوزت هذا وقد اصبحت جنداً من جنود هذا الوطن، الوطن ينادي، فهل نستجيب له ام نعطيه ظهرنا؟ هذا نداء اوجهه للجميع. انادي اهلنا في السودان الذين عانوا من الهوان، الذين عانوا من الجوع، الذين عانوا من التشرد، ان يقفوا صفاً واحداً، هذا هو وقتهم وهذا هو دورهم.
ايها الاخوة :-
الان وبعد الانفصال سوف يُواجه السودان بانهيار اقتصادي كامل، سوف يبدأ هذا الانهيار عملياً في 9 يوليو 2011، بعد ان ينفصل الجنوب انفصالاً كاملاً. ولا نقول هذا تخميناً وانما نقوله وفقاً لرؤي ووفقاً لاحصائيات. 95% من صادرات السودان تاتي من بترول الجنوب، من البترول في جنوب السودان، وبالتالي فانه عند انفصال الجنوب سوف ينفرد ببتروله، وهذا الانفراد لن يجعل للسلطة المركزية فرصة في الحصول علي النقد الاجنبي، لن يكون هناك نقد اجنبي نستورد به حاجياتنا الاساسية، السودان يحتاج الي جازولين بمبلغ 6 مليون دولار يومياً بما يتجاوز 2 مليار دولار سنوياً، ان لم يكن هناك جازولين فليست هناك مشاريع زراعيه وليست هناك ترحيلات ولا سيارات، لن يكون هناك نشاط، سوف يكون هناك موات كامل في المجال الزراعي وفي مجال الترحيل، هذا الجازولين لن يتوفر الا اذا كان لدينا 2 مليار دولار لنستورد به الجازولين سنوياً. وبعد 9 يوليو لن يكون لنا هذا المبلغ. السودان يحتاج الي ان نستورد حبوباً وعلي رأسها القمح بمبلغ مليار و700 مليون دولار سنوياً، من اين لنا هذا بعد ان نكون قد فقدنا صادرات البترول؟ تتحدثون الان عن صادرات زراعية، هذا امر كان في الماضي، عندما كان لنا مشروع جزيرة ينتج، وعندما كان لنا قطن يُنتج، وكانت لنا صادرات منه، اما الان فهذا النظام قضي علي كل البنية التحتية الزراعية وكل البني التحتيه الصناعية، دمر كل المشاريع السابقة التي كانت موجودة، واعتمد علي بترول الجنوب، يُصرف امره من البترول، هذا النظام حصد خمسين مليار دولار من البترول في الفترة من 1999 الي 2009، هذه الخمسين بليون دولار اين ذهبت؟ لا شئ, حتي المشاريع التي اُقيمت مثل مشروع سد مروي قام بقروض مختلفة، هذا النظام الان عليه قروض 35 مليار دولار. في سنة 2000 كانت القروض 14 مليار دولار، الان اصبحت 35 مليار دولار. اي ان السودان في العشرة سنوات الماضية قد اخذ ما يزيد عن عشرين مليار دولار قروض. اضافة الي خمسين مليار دولار انتاج بترول لتكون 70 مليار دولار، اين ذهبت هذه الاموال؟ ذهبت في الفساد، ذهبت في الحسابات الخارجية، ذهبت في الحسابات التي تودع في سويسرا وغير سويسرا، في العمارات التي شُيدت في الامارات وفي ماليزيا وفي كل مكان، اموال الشعب السوداني هُربت، والفساد الان قد ضرب اضنابه، قيادات الدولة ومحاسيبهم واهلهم الان قد استولوا سرقة وعدواناً ولصوصية علي اموال الشعب السوداني، الشعب السوداني الان لا يحصد غير الجوع، لقد بدأت الان سوءات الانفصال بالنسبة لنا، الان الغلاء الكبير الذي بدأ يستشري، كل شئ في ايام معدودات قد ارتفع سعره مرات ومرات، حتي ان القادرين الان لا يستطيعون ان يحصلوا علي احتياجاتهم، فكيف بالفقراء والمهمشين والذين يتجاوز تعدادهم 95% من شعبنا. ان الغلاء الان لطاحن، وان الدولار سوف يرتفع سعره يوماً بعد يوم، وسياتي وقت لا يكون هناك دولار، ويمكن ان يصل الدولار اسعاراً فلكيه يجعل من المستحيل للانسان السوداني ان يسافر او يتعالج او ان يستورد شيئاً من خارج الحدود. ان الثورة قادمة قادمة لا محالة، حرضنا اليها ام لم نحرض عليها، انها ثورة الجياع قادمة، ثورة المهمشين قادمة، ثورة الشعب السوداني الجريح الذي فُقدت كرامته قادمة، ثورة النساء الذين اُذلت كرامتهم قادمة، ثورة الشعب السوداني قادمة، لا بد جميعاً ان نكون جزءاً من هذه الثورة، نكون وقوداً لهذه الثورة، نكون قيادات لهذه الثورة، نكون محرضين وفاعلين في هذه الثورة. ان الثورة قادمة، هذا نظام يجب ان يُحاصر من كل الجوانب. يجب ان يُحارب لانه اساء للاسلام، يجب ان يُساءل لانه اساء لكرامة الانسان، يجب ان يُساءل لانه اهان كرامة النساء، يجب ان يُهان لانه سرق اموال الامة، يجب ان يُهان لانه اشاع الغلاء علي شعبنا وجعل الحياة في بلدنا جحيماً لا يُطاق.
ايها الاخوه الاعزاء :-
اننا الان في هذه المرحله لا امام لنا ولا سبيل لنا ان نتحدث عن حكومة قومية. ولا سبيل لنا ان نتحدث عن حكومة انتقاليه. أي حكومة قومية؟ حكومة قومية في ظل نظام الانقاذ؟ برئاسة رجالات الانقاذ؟ اي حكومة هذه؟ هذه الحكومة القومية انما تعني تعيين وزراء تحت ادارة الانقاذ، موظفين ياتمرون بامر الانقاذ، نحن الان لا نريد حكومات قومية، ولا نريد حكومات انتقاليه، نريد ان نزيل هذا النظام، نريد ان نقضي علي هذا النظام، نريد ان نقيم نظاماً ديمقراطياً بديلاً يعبر عن الارادة الشعبية من الجنينة الي بورسودان ومن نمولي الي حلفا، هذه الحكومة التي نريد ان نقيمها ولا يمكن ان نقيمها الا بعد ازالة هذا النظام، لا تتحدثوا ايها الاخوة الاعزاء، ايها الاخوة الشرفاء، عن حكومات انتقاليه، ولا تتحدثوا ايها الاخوة الشرفاء عن حكومات قومية، تحدثوا عن ازالة هذا النظام، تحدثوا عن النظام البديل، ايها الاخوة، نحن الان لسنا في مرحلة اللجاجة، ولسنا في مرحلة حوار بيزنطي لا يغني ولا يسمن جوع، ان قضيتنا واضحه، معركتنا واضحه، علينا ان نعمل لهدف واحد هو اسقاط هذا النظام. نحن الان لسنا جمعيات ادبيه، ولسنا تنظيمات عقائديه، ولسنا كيانات تناقش مسائل نظريه، نحن الان علينا ان نبني قواعدنا للانقضاض علي هذا النظام.
ايها الاخوة :-
ان هذا النظام قد افسد كل مرافق الحياة، افسد القضاء، افسد القوات النظاميه، افسد الخدمة المدنية، افسد الحياة السياسة، عمل علي تمزيق القوي السياسية، عمل علي اشاعة الفساد في كل اوصال امتنا وكل قطاعات شعبنا، هذا نظام ان استمر فهو كالطاعون لا يبقي ولا يذر. لذلك اٌن الاوان ان نسارع في الانقضاض عليه وازالته. نريد ان نقيم نظاماً قضائياً عادلاً مستقلاً يُقيم الحق والعدل دونما انتماء ودونما محاباة. نريد قوات نظامية تحمي الوطن ولا تحمي الافراد ولا تحمي الاحزاب. نريد لهذه القوة المسلحه كلها ان تعمل في حماية السودان وحماية حدوده وعزته وكرامته.
ايها الاخوة :-
ان من اولي اهداف الجبهة الوطنية العريضة هو اعادة بناء السودان الجديد. اعادة بناء السودان الجديد الذي يحس كل منا انه جزء منه، ويفخر كل منا انه جزء منه. ومن هذا المنطلق فاني اوجه ندائي للحركه الشعبية قطاع الشمال، هي جزء منا ونحن جزء منها، ان كانوا ينادون من اجل سودان يتساوي فيه الجميع، فما قامت الجبهة الوطنية العريضة الا لذلك، لا مكان لنا ولا مجال لنا ولا مصلحة لاحد منا ان نعمل متفرقين، علينا ان نعمل في قيادة واحده وفي تنظيم واحد من اجل تخطيط واحد للحصول علي نتيجة محدده واحده. ان الفرقة الان ليست في مصلحة الوطن، وتعدد المنابر في هذا الوقت ليس في مصلحة الامة. انني ادعو الحركة الشعبية قطاع الشمال تحديداً في ان تكون جزءاً لا يتجزء من هذه الجبهة العريضة. انني ايها الاخوة، ادعو كل منظمات المجتمع المدني في السودان التي ظلت ترصد اخطاء وسوءات وجرائم هذا النظام ان تكون جزءاً من هذه الجبهة العريضة. علينا جميعاً ان نوحد جهودنا من اجل اسقاط وازالة هذا النظام.
ايها الاخوة :-
اوجه ندائي للنقابات، كل النقابات، النقابات التي كان لها دور اساسي في العمل الوطني وفي مسيرة العمل الديمقراطي في بلادنا، عليها ان تتحرك من اجل اسقاط هذا النظام، ومن اجل تحقيق البديل الديمقراطي الذي يحقق تطلعات الامة ويعيد للنقابات حيادها واستقلاليتها ويعيد للنقابات وجودها كما كانت.
ايها الاخوة :-
اخاطب الطلاب، هم رأس الرمح، هم ضمير الامة، هم قادة المستقبل، هم وقود الحاضر، اناديهم واناشدهم في كل الجامعات، في كل الجامعات في شمال البلاد وفي وسط البلاد وفي غرب البلاد وفي شرق البلاد وفي كل مكان، اناديهم في ان يقيموا ندواتهم من اجل عمل الجبهة الوطنية ومن اجل التحريض علي اسقاط هذا النظام، ان الطلاب كانوا علي الدوام هم اساس الثورات، كانوا اساس الثورة في اكتوبر 64، كانوا اساس الثورة في 85، وانهم قطعاً سيكونون اساس الثورة، الثورة لدك هذا النظام الذي فاق الانظمة السابقة سوءاً وجرماً. ايها الاخوة ايها الطلاب ابنائي، انتم مطالبون قبل غيركم ان تعملوا من اجل ازالة هذا النظام والاطاحة بهذا النظام، وان تكونوا جزءاً اصيلاً في هذه الجبهة. هذه الجبهة ليست ملكاً لاحد، وليست ملكاً لكيان، وليست ملكاً لقائد، وانما هي جبهة للشعب السوداني كله، كل من يعمل فيها فهو رئيسها، وكل من يقاتل تحت رايتها هو المسئول عنها، انها ليست جبهة فرد ولا جبهة جهة ولا جبهة كيان، انها جبهة الامة السودانية، وانتم الان في طليعة العمل النضالي تحت راية هذه الجبهة.
ايها الشباب الذين شردتم، ايها الشباب الذين لا تجدون عملاً، ايها الشباب الذين شُردتم واهينت كرامتكم، الذين بعثر حاضركم وتشتت مستقبلكم، عليكم الان ان تنتفضوا من اجل ازالة هذا النظام، نحن انما نمهد لكم الطريق، انما الطريق طريقكم والمستقبل مستقبلكم وانتم الذين ستخوضون المعركه ومنذ الان. من يخوض المعركه الان هو من يحدد مصير الامة لاحقاً. انني اناشد الشباب في كل مكان، ان يلتفوا جميعاً حول هذه الجبهة من اجل هدف واحد هو اسقاط هذا النظام وعدم التحاور مع هذا النظام واقامة البديل الديمقراطي الذي يتساوي فيه الجميع دونما تمييز عنصري او ديني او ثقافي او لغوي.
ايها الاخوة :-
انني اناشد النساء، النساء في كل مكان، النساء الذين مُزقت كرامتهم واهدرت كرامتهم. هذا النظام الذي يهين المراة في كل يوم وفي كل مكان وفي كل ساعة ويتبجح بان ذلك يتم باسم الدين والدين منهم براء. انادي النساء في كل مكان، داخل السودان وخارج السودان، ان يهبوا وان يلتفوا حول هذه الجبهة، من اجل العمل علي اسقاط هذا النظام، انكم قيادات هذا البلد، انكم امهات ابنائنا، انكم امهات شبابنا، انكم الذين ان قلتم لا قال ابناؤكم مثلكم لا، انكم ان قلتم لا قال الشعب من ورائكم لا. قانتم قدوتنا وانتم عزتنا وانتم فخارنا وانتم ملجأنا، فمن اهانكم اهاننا، ومن اعتدي عليكم فقد اعتدي علينا.
ايها الاخوة :-
انني اناشد الاخوة في شرق السودان، مؤتمر البجا وغير مؤتمر البجا، كل الاخوة في شرق السودان، هذا الاقليم الذي عاني في كل العهود، وفي ظل هذا النظام عاني اكثر من غيره من الاقاليم، عليكم الان ان تلتفوا حول الجبهة العريضة من اجل اسقاط هذا النظام، من اجل تحقيق التنمية والرفاهية والعزة لكل اهل السودان الذين يزرعون ولا يحصدون، الذين يعملون الليل والنهار ويعانون الفقر والجوع وامراض السل وغير ذلك من امراض، هذا الاقليم الذي عاني من الجهل ومن الفقر ومن العوز اٌن الان ان يكون شرق السودان ليس بوابة السودان فحسب وانما يكون في صدارة الامة السودانية. اناشد كل فرد في شرق السودان ان ينضم لهذه الجبهة من اجل بداية التحرير لامتنا باسقاط هذا النظام.
ايها الاخوة :-
انني اناشد اخوتنا في جبال النوبة، ان يصطفوا جميعاً خلف هذه الجبهة، اننا معهم اينما كانوا واينما وقفوا نعمل معهم، لا اقول انا بل تقول الجبهة الوطنية العريضة التي ما جاءت الا من اجل كل انسان سوداني.
ايها الاخوة :-
اناشد اخوتنا في النيل الازرق، وفي منطقة الانقسنا علي وجه التحديد، ان يرفعوا ايديهم عن تاييد هذا النظام، وان يقفوا ضد هذا النظام وان يتعاونوا من اجل اسقاط هذا النظام، هذا سبيلهم من اجل التنمية ومن اجل العزة ومن اجل الكرامة.
اناشد اخوتنا في اقصي الشمال الذين يعانون الويلات، يعانون الفقر، يعانون التشرد، يعانون الظلم من كل اركان هذا النظام، عليهم ان يصطفوا حول هذه الجبهة، وان يقف اهل الشمال جميعاً خلف هذه الجبهة للاطاحة بهذا النظام.
ايها الاخوة في العاصمة القومية، التي كانت دائماً مهد الثورات ومهد الانتفاضات ومهد النضالات، اين انتم الان من هذا الظلم الذي يعتريكم؟ اين انتم من هذا الغلاء الذي يعتصركم؟ اين انتم من هذا الهوان الذي يطبقه عليكم هذا النظام؟ اين انتم من هؤلاء الذين يتاجرون باسم الدين والدين منهم براء؟ عليكم يا اخوتي في العاصمة القومية، في امدرمان، في الخرطوم، في بحري، وفي اطراف امدرمان، في الثورات وفي امبدات وفي كل مكان، في بحري في الحاج يوسف وفي كل مكان، في الخرطوم في الكلاكلات في بري في كل مناطق الخرطوم، اخاطبكم جميعاً واناشدكم ان تصطفوا حول هذه الجبهة العريضة من اجل اسقاط هذا النظام. لم يعد امامنا متسع من الوقت، وليس لدينا فسحة من الزمن، الان الامور تسير نحو الهاوية وبسرعة، فان تحركنا اليوم اوقفنا ضرراً وان تحركنا غداً فالضرر سيزيد وان تحركنا بعد اسبوع فالضرر سيتضاعف. علينا الان ان نتحرك الان وليس غداً، هذا نظام ينبغي ان يذهب، هذه ارادة الامة السودانية الغالبة الغلابة، لا يمكن لنظام اياً كانت اجهزته الامنية واياً كان سلاحه ان يهزم ارادة الشعب، ارادة الشعب الغالبة الغلابة التي لو تحركت لفر رجالات هذا النظام الجبناء في يوم واحد، تركوا لكم الطريق خالياً، فهم لا يصمدون امام رغبة الشعب الواضحة.
في نهاية حديثي لا بد ان اخاطب اخوتنا في جنوب السودان. نحن ندرك الدوافع التي دفعتكم في ان تقرروا الانفصال، وهو في تقديري ليس انفصالاً عن الشمال بقدر ما هو انفصال عن المؤتمر الوطني بسياساته وباقصائه وبتوجهاته. نحن وانتم اعداء للمؤتمر الوطني، هو عدو لكم وعدو للشعب السوداني في الشمال ايضاً. كنا نتمني ونتوقع ان نضع ايدينا في ايدكم لكي نطيح بهذا النظام ولكنكم في هذه المرحلة لاسباب موضوعية نقدرها ونفهمها اثرتم ان تكونوا بعيداً عن هذا الصراع بان تكونوا دولتكم, هنيئاً لكم بهذه الدولة التي سوف نؤيدها وندعمها ولكن لنا ايضاً نداءات لكم. نحن نعمل علي اعادة هذه الوحده، عاجلاً وليس اجلاً، في اسرع وقت ممكن بعد ان نطيح بهذا النظام، وبعد ان نضع النموذج للسودان الحر الذي يتساوي فيه الجميع، في ذلك الوقت نقول لكم اهلاً بكم وسهلاً. لقد كانت بيننا وبينكم علاقات منذ نحو 180 عاماً. لن نتجاهل هذه العلاقات ولن نتجاوز تلك العلاقات، انتم جزء منا ونحن جزء منكم، دخلنا بينكم في مصاهرات واراء وافكار، امزجتنا توحدت، مواقفنا توحدت، كل شئ بيننا مشترك موحد، ولكنكم ترفضون المؤتمر الوطني ونحن كذلك نرفضه. ومن ثم فان دعوتنا في الجبهة الوطنية العريضة اننا سوف نعمل وبكل قوة وبكل صلابة من اجل اعادة وحدة السودان مرة اخري. ايدينا في ايديكم، من اجل ان نعيد وحدة السودان ومن اجل ان نحقق العزة والكرامة ليس لفئة في السودان فحسب، وانما لكل سوداني اياً كان.
هذا نداء اوجهه للجميع واني علي يقين من ان الشعب السوداني الذي عُرف بوطنيته العالية وهمته الكبيرة وباحساسه الوطني الكبير، اني علي يقين ان هذا الشعب السوداني سوف ينتفض من اجل ازالة هذا الظلم وهذا الجبروت الذي جثم علي صدرنا 21 عاماً كاملة، صبرنا 21 عاماً كاملة، ان كنا قد فعلنا ذلك لاسباب هنا او هناك، فليس لنا بعد اليوم عذر نحتمي به او نقدمه للاجيال القادمة. ان التاريخ سوف يلعننا ان لم نتجمع ونتوحد من اجل ازالة هذا النظام. هذه رسالتي لكم، اقدمها لكم ونحن نحتفل احتفالاً حزيناً بعيد الاستقلال، الذي كان ينبغي ان نتفاخر به تمجيداً لنضالات شعبنا، ولكنه هو احتفالنا الاخير باستقلالنا ولعله اشبه بالعشاء الاخير للسيد المسيح عليه السلام.
ايها الاخوه :-
انني عندما ادعوكم الي الثورة ضد هذا النظام، اعلم ان هناك من سوف يحاول من يعتدي علي مسيراتكم وعلي مواقفكم، ولكني اُحذر، ان من يعتدي عليكم فسوف نرد له الصاع صاعين. نحن قادرون علي ان نفعل ذلك، ولكنا لا نريد ان نقاتل الا عبر الشعب السوداني. ولكن من يريد ان يجهض ارادة الشعب السوداني فنحن قادرون وعازمون علي ان نصفع كل من يعتدي علينا ولنا القدرة علي ذلك ان شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.