اعتبرت حكومة جنوب السودان إتفاق وقف إطلاق النار الذى وقعته فى أحد فنادق جوبا مع مجموعة تمثل الجنرال المتمرد جورج أطور بمثابة الخطوة الأخيرة لترتيب البيت الجنوبى وهدية لشعب الجنوب قبيل الإستفتاء المقرر الأحد المقبل ،وكان الجنرال أطور قد أعلن تمرده فى أبريل الماضى إحتجاجا على نتائج الإنتخابات بالجنوب وقام بخوض مواجهات عسكرية ضد قوات الجيش الشعبى لتحرير السودان ، ومثل أحد أبرز التحديات الأمنية التى تواجه حكومة الجنوب التى تتهم الخرطوم بدعمه . وقال الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب الذى حضر توقيع وقف إطلاق النار فى تصريحات خاصة :إن هذه الخطوة جاءت من أجل ترتيب البيت الجنوبى ،لأن بقاء أى قوة مسلحة خارج سلطة الحكومة كان يمكن أن يهدد الإستفتاء المقبل ،حتى لوكانت فى مناطق محدودة . وأكد أن حكومة الجنوب تريد تحقيق الإجماع فى الجنوب لذا أصدر رئيسها سلفاكير ميارديت عفوا عاما عن كل من حمل السلاح ،وأضاف :أن عملية العفو هذه كانت تتطلب إجراءات أخرى مثل وقف إطلاق النار الذى تم توقيعه أمس،وأوضح أن قرار العفو العام شمل ضباط ومجموعة جورج أطور وأنهم يمكن أن يعودوا للجيش الشعبى برتبهم ،وأنه ستكون هناك لجنة عسكرية مشتركة لإستيعاب قوات أطور وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك جانبا سياسيا للإتفاق لإستيعاب قوات أطور فى الحكومة الإنتقالية المقررة فى الجنوب بعد الإستفتاء قال مشار :هذا متروك للحوار بين أطور الذى سيأتى إلى جوبا قريبا ،ويلتقى رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ،مؤكدا عزم حكومة الجنوب مواصلة الحوار معه وقال مشار :إنه لم تعد هناك حركات مسلحة أخرى داخل الجنوب إلا حركات غير جنوبية ،مشيرا إلى جيش الرب الأوغندى المتواجد فى ولايتى غرب الإستوائية وغرب بحر الغزال ،وقال :إن الجيش الشعبى أى جيش الجنوب اتخذ إجراءات ضخمة من أجل التصدى لجيش الرب وأى مهددات أخرى . وبشأن تأثير الأوضاع فى دارفور على الإستفتاء بالجنوب قال مشار :لقد أغلقنا حدود الجنوب مع دارفور ،ولذا نعتقد أن أثر الحرب فى دارفور على الإستفتاء سيكون قليلا ،وحول الأنباء التى ذكرت أن حكومة الجنوب ستقوم بطرد الحركات المسلحة بدارفور الجنوب ،كانوا هنا عام 2007 عندما دعتهم حكومة الجنوب فى مبادرة سلمية منها لتوحيد أجندتهم التفاوضية من أجل تسهيل تفاوضهم مع الخرطوم ولدفع مفاوضات الدوحة ،وأضاف :نجحنا بالفعل فى توحيدهم فى خمس حركات ،ولكنهم انشطروا بعد ذلك ،وهم لم يكونوا يوما مستقرين فى جوبا . وردا على سؤال حول ما إذا كانوا سيطردون مينى أركوميناوى كبير مساعدى الرئيس البشير ورئيس السلطة الإنتقالية سابقا الذى يتواجد فى جوبا حاليا قال مشار : (إنه مايزال جزء من الحكومة القومية ولم يبلغونا أنه تمرد) . وقد جرت مراسم التوقيع على الاتفاق الاطارى لوقف اطلاق النار بين الجيش والشعبى وقوات الجنرال جورج أطور فى أجواء احتفالية بأحد قاعات الفنادق الحديثة بجوبا بحضور القيادات العسكرية من الجانبين مع غياب أطور والذى سيلتقى برئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت خلال أيأم وتجلت مظاهر الفرح بالاتفاق بحضور مطرب جنوبى قام بأداء بعض الاغنيات الجنوبية . واللافت ان ابراهام تون ممثل الجنرال أطور فى التوقيع على الاتفاقية قد القى كلمته باللغة العربية التى تمت ترجتمها الى اللغة الانجليزية على عكس المشاركين الآخرين الذين كانوا يتحدثون بالانجليزية مؤكدا أ ن الاتفاق يعكس قدرة الجنوبيين على حل مشكلاتهم عبر الحوارفيما بينهم وانهاء مأساة المواطنين من خلال التغلب على النعرات القبلية وهو ما يؤكد أن الجنوبيين يمتلكون القدرة على حكم أنفسهم مشيرا الى أن هذه الاتفاقية تؤكد أنه لم يعد مجال لتبادل المخاوف والشكوك فالجميع الان بات تحت اطار راية واحدة .