محمد النعيم أبوزيد [email protected] بعد أن أصبح الهدف واحداَ الفجر الجديد وسلاح الكلمة والصورة بتوقيع “ميثاق الفجر الجديد” الذي شاركت فيه الجبهة الثورية بذراعيها الحركة الشعبية وحركات دارفور، وقوى الإجماع الوطني ممثلة في حركة حق والمؤتمر الشعبي والحركة الإتحادية والأمة القومي، والحركات الشبابية والتي تضم حركة قرفنا وتنظيم لا لقهر النساء، وغيرها من القوى السياسية والاسلامية الحقيقية تم ميلاد جبهة إنقاذ ما تبقى من السودان من التقسيم والتفتيت وسياسات التجويع. وبهذا نستطيع أن نقول: بأن القوى السياسية والحركات المسلحة قد دفنت بهذا الميثاق مخططات تقسيم وتفتيت ما تبقى من السودان، وفندت زييف ما يثار حولها من إتهامات سعيها لتقطييع البلاد وهلاك العباد. ولعلنا نقول: إن ميلاد هذه الجبهة العريضة التي تضم غالبية القوى الحية في السودان تأتي إستجابة لنداءات غالبية أهل السودان الذين يتضورون جوعاّ وعطشاَ، ويلاقون حتفهم مرضاَ ورمياَ بالرصاص وقصف الطائرات ورمي الراجمات وتحت التعذيب في المعتقلات، وتأتي استجابة للصرخة القوية التي جاءت في كتاب زوال أرض السودان الذي حظرته السلطات في الخرطوم من المشاركة في معرض الكتاب الأخير لما يتضمنه من إشارات للخطر القادم من وراء اتفاق نيفاشا المشئوم، يرى النظام أن لا يطّلع عليها الشعب لأنها تفضح مفاوضيه الأقوياء ببيوت الأشباح وحرق النساء بالنار وحلق شعرهنّ، ومنها ما جاء من تحريض للكاتب بقوله: (إن الأوضاع في السودان أكبر وأخطر مما نتصور، ولا تحتمل التأخير والتسويف والتلاعب بعامل كسب الوقت، ولا تحتمل الانتظار للإجابة على الأسئلة الغبية من يقود البلاد بعد التغيير؟ لأن الأرض تتآكل وتتناقص مع فجر كل يوم جديد، والشعب على شفا هاوية بسبب الرصاص الطائش والقصف الجوي الماحق، والضائقة المعيشية الخانقة، والإنحدار بسرعة الصاروخ نحو الهاوية، ولن يعود السودان إلى سابق عهده إلا بتضحيات كبيرة وعظيمة يسكب فيها الدم والعرق، وهذا يهون إن كان في القلب ذرة من حب لتراب الوطن)، والحمد لله في السودان قلوب حيه تنبض بحب ترابه مهما كان حجم التضحيات ووقع التعذيب المميت. ويبقى القول لقادة الفجر الجديد: إن المعركة القادمة يجب أن يكون سلاحها الأول الكلمة والصورة المعبرة التي تفضح جرائم وانتهاكات النظام في كل مناطق السودان بجانب الأسلحة الأخرى السلمية منها والعسكرية، فهي الركيزة المتينة لبناء حائط صلد وقوي من الشعب السوداني وبقية شعوب المجتمع الدولي وداعم لقادة الفجر الجديد في مساعيهم لبناء سودان حر وديمقراطي جديد، سوى كانت هذه الكلمة عبر قنوات فضائية أو حتى من خلال جهاز الموبايل البسيط، ليقف الشعب والعالم على حقيقة المأساة التي يعيشها شعب السودان، لقد شعر العالم كله بحجم الكارثة التي يرتكبها بشار الأسد في حق شعبه وتعاطف معه بسبب الصورة التي يبثها الثوار عبر القنوات الفضائية ووسائل الاتصال الحديثة، في حين أن ما جرى ويجري في السودان أبشع ملايين المرات مما وقع في الكثير من مناطق العالم وهزت الضمير العالمي، وحكى عنها من شهود العيان الكثيرين ممن زاروا معسكرات اللاجئيين ووثقتها مضابط الأممالمتحدة ب (400) الف قتيل في دارفور وحدها، وقد يكون مثلهم أو أقل في جبال النوبة والنيل الازرق، من دون جرائم بيوت الأشباح التي فضحتها الصور الفظيعة والمقززة للأستاذة سمية هندوسة والكلمات القاطعة للمؤرخ الأستاذ الصحفي الكبير صديق البادي وغيرهم من الصحفيين والمفكرين ونساء وشباب وكهول السودان، على أن تبدأ هذه الخطوة بتوحيد لغة البيان العسكري والخطاب السياسي بكود يتفق عليه، مثل بيان عسكري أو خطاب سياسي من الجبهة الثورية أو من جبهة الفجر الجديد، بدلاَ من فصيل فلان أو علان أو حزب طالوت وجالوت، بعد أن أصبح الهدف واحد وهو تحرير السودان من عصابة المتأسلمين التي لا تعرف الرحمة ولا رب الرحمة في بيوتها لصغير أو كبير في إمرأة أو شيخاَ رفع رأسه ليطالب بحقه في الحياة حراَ كما ولدته أمه.