لعناية زملاء المهنة بعد رحيل زين الناس لعناية زملاء المهنة بعد رحيل زين الناس للمبدعين حق علينا في حياتهم وما بعد مماتهم يا قادة الفكر أنا لله وأنا إليه راجعون، لقد فجعت وحزنت أشد الحزن وأنا أقرأ خبر وفاة الكاتب الصحفي والشاعر الغنائي الكبير زين العابدين أحمد محمد على صفحات المواقع الإليكترونية، مثلما أصبت بالصدمة وأنا أطالع على الصحف قبل رحيله بأسابيع قليلة المرثاة الحزينة والرائعة في حقه في عمود الأستاذ مصطفي أبو العزائم بجريدة آخر لحظة وهو يكتب عن اللحظات الأخيرة لوداعة بالخرطوم، فمن قرأتِ لتلك الزاوية الحزينة المشحونة بالألم والمرارة والعجز انتابني إحساس مبهم وغامض وحزن دفين بقرب الوداع والرحيل لأستاذنا الكبير زين العابدين، كان زين العابدين الضوء الجميل والسراج المنير الذي ينير الطريق لجميع معارفه وأحبائه وأبناء جلدته من زوار القاهرة، والدليل الصادق والروح الأمين لكل من وطأت أقدامه قاهرة المعز في أي شأن كان، عرفته شهماَ وكريماَ وعطوفاَ ومحباَ لكل سوداني، لا تلمس في محياه النبيل الباسم دوماَ إلا الصدق وبراءة الأطفال، ولا تسمع منه إلا كلمات الحب والوفاء لإنسان السودان ولتراب الوطن الذي يتمزق بغباء ساسته، ولا يتضايق ويتبرم ويمتلئ غضباَ إلا عندما يتناهى إلى سمعه إنباء عن احتجاز زميل مهنة أو انتهاك لمهنة الصحافة مع فجر كل يوم جديد، ولا أغالي وأجافي الحقيقة إن قلت: إن شهامته وأفكاره النيرة وعلاقاته الواسعة ومواقفه الإنسانية الرائعة كانت وراء عودة الروح والحياة وشفاء الكثيرين من السودانيين، وإطلاق سراح عدد كبير من زملاء المهنة من زنازين الأمن المصري بلاظوغلي، ونجاح العديد من الأعمال والتحقيقات الصحفية الرائعة التي تم أجرائها بالقاهرة، وصدور عدد كبير من الاصدرات السودانية لكتاب شتى، ومنها مؤلفاتي الأخيرة (تفتيت السودان .. الحقيقة، الخيال، والمسئولية) و(زوال أرض السودان .. الخطر القادم)، فمن خلاله كغيري تعرفت بالناشر المصري، لا تجد في شقته أو منزله في المهندسين الذي يشبه إلى حد كبير منازل أهلنا في السودان بحوشه المتواضع، إلا علامات وإشارات أهل الفكر والفن والإبداع، من أوراق منتشرة في كل زاوية، وجهاز كمبيوتر يسافر بك إلى أي مكان، وكرما وعطاءَ لا يعرفه إلا أهل السودان، ولا ترى في شقته الأرضية إلا فوضى شواذ الآفاق والشعراء والعظماء، وكرم وعطاء أهل السودان غير المحدود بسقف الإمكانيات، رحل زين العابدين بشحمه ولحمه عن الدنيا الفانية، وعزائنا أن روحه المملوءة بالخير وحب الناس بين يدي غفور رحيم، ورب كريم رحمته وسعت كل شئ، رحل زين الناس قبل أن تتحول كلمات أبو العزائم عن المبدعين إلى حقيقة معاشه على الأرض، كأنما أراد بذلك أن يقول لأهل الإبداع والفكر والفن والسياسة: (إنك ميت وهم ميتون) إلا أن للمبدعين حق علينا يجب مراعاته في حياتهم وما بعد مماتهم يا قادة الفكر ويا أهل السياسة. نسأ ل الله أن يتغمده برحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأنا لله وأنا إليه راجعون. الكاتب الصحفي محمد النعيم أبو زيد [email protected] القاهرة