سكت الرباب قبال يقول غنواتو بي شوق يهمسا لما النغم الكان بدغدغ فينا إحساس وإتنسى علمنا أشواق العصافير للمغارب والمساء ياحليلو عاد حسو الحنين مابقول همسة شفايف والعيون لغة الاصابع الراعشة ساعة يلمسا فقدت ليالي الشوق نجيماً زين صفاها وآنسا أحبابي كيف سآلين عليك قالوا الرباب ياناس قسى خلانا لي نار القسى واخوفي من طول الطريق أمشيهو كيف بين المغارب والمساء سكت الرباب سكت الرباب ورحل فنان الشباب، الرجل الجميل محمود عبد العزيز، ونعى الناعي من الأردن رحيل أجمل العصافير ، بعد صراع طويل مع المرض، حيث بدأت قصته مع المرض الطويل منذ منتصف العام الماضي ، إلا أنه دخل في غيبوبة الأسبوع الماضي لينقل على متن طائرة خاصة إلى المملكة الأدرنية الهاشمية، ويعلن الأطباء موته “اكلينيكياً” ليتم نقل الخبر الرسمي برحيل الروح عن الجسد صباح اليوم . ومحمود عبد العزيز المولود في (16 أكتوبر 1967 – 14 يناير 2013)، يعد واحد من أكثر المطربين السودانيين اثارة للجدل، ومن أكثرهم تأثيراً على الشباب، لقد أحب التمثيل ، وكان يضع من مقاعد المنزل مسرحاً ليمثل عليه مع أقرانه في عام 1974 ، وبعد أن أكمل مرحلة التعليم قبل المدرسي وأنتقل إلى مدرسة الحرية الابتدائية ، ذهب الطفل الصغير إلى التلفزيون للمشاركة في برنامج إلاطفال و شارك في مسرحية “امي العزيز ” ولفت الأنطار إليه وبدأت الإرهاصات الأولى بمولد فنان له شأن، ثم بدأ مشواره الفني الصاخب في عام 1987، ولفت الانتباه بدفئ صوته، وهدوئه، وتقدم بصورة مذهلة نحو النجومية، وتعرض محمود خلال حكم الإنقاذ إلى ضغوطات كثيرة، وسجن مرات عديدة، ورفض مساومات النظام له للتغني للدفاع الشعبي والجهاد مقابل إطلاق سراحه، كما تم جلده بواسطة محاكم تفتيش النظام العام بصورة مذلة قصد بها اذلال الشباب باعتباره رمزا فنيا ومعشوقا للملايين، وكان أشهر الأحداث في عام 2009 ، بمدينة الفاشر في شمال دارفور بعد أن حيا ثوار دارفور وقضيتهم فور صعوده خشبة المسرح، كما انضم الفقيد للحركة الشعبية لتحرير السودان، إلا أن الرجل تعرض لأزمة صحية وضغوطات جمة وتهديدات بالسجن وتوريطه في قضايا ، جعلته يغني مرة في حفل للنظام ، وهو في أضعف حالاته النفسية. ويعتبر مراقبون أن ذلك لم يكن خصما على مواقف الفنان الكبير، والانسان صاحب القلب المفعم بحب الناس، والخير، بل أن النظام أستغل وضعه النفسي وحالته الصحية المتدهورة، كما يتاجر به الآن بعد رحيله بارسال طائرة خاصة من جهاز الأمن لاحضار جثمانه، دون أن يساهم في علاجه على حسب شهادة أسرته. رحم الله الفنان الانسان محمود عبد العزيز والذي غني للمهمشين وللشباب . (حريات) تتقدم بخالص العزاء لاسرته الصغيرة وآله ومحبية ومعجبية بكافة انحاء السودان . وانا لله وانا اليه راجعون .