تنتاب بعض المسؤولين بين الفينه والأخرى لوثه مفاجئه أشبه ما تكون بيقظة العقل الباطنى فيبدأ المسؤول فى الهذيان ويكشف عبر اللاوعى عن الحس والشعور الذى يمور فى دواخله وتتلقف هذه الهضربه وسائل الإعلام لتخرج علينا محتفيه بهذه الهلاويس وتسميها تصريحات ! وطوال الأيام القليله التى إنصرمت وجدت الصحف السودانيه ضالتها فى (تصريحات) مباغته مصدرها الأخ وزير العدل فسودة بها عيشة المواطن وثنايا صفحاتها مروجه للفسيخ على إنه شربات ! . (فكرة) أخونا دوسه تتمحور حول إلزام الدستوريين بكتابة إقرارات الذمه التى تبين ما فى حوزة المستوزر من أموال سائله أو (صلبه) وما يستتبع ذلك لا حقاً من مقارنه بما سيؤول إليه الحال مستقبلاً ، والمقارنه هذه التى يزمع مولانا دوسه الكمون لها سيجد فى الوقت الراهن إن قاس (المال) بودعه سيلقى الودع واسع ! وبعد مضى فتره وجيزه للغايه سيلقى الفرق شاسع ! ومع ذلك ومع تقديرنا الخاص أيضاً لجهود الأخ وزير العدل التى إنصبت فى هذا المجال إلا إننا نستميح سيادته عذراً فى القول بإن هذا الكلام ( مسخره ) ! فلا الساده الوزراء الأفاضل يا مولانا ولا التنفيذيين ولا حتى المدراء العامين ولا مدراء الإدارات أو الأقسام ، لديهم أدنى رغبه فى القيام بذلك ! أقول رغبه لأن الأمبراطوريات الماليه الضخمه وحجم النفوذ القوى ، وشبكة العلاقات البينيه المعقده التى تمكن هؤلاء من تكوينها خلال سنوات إستوزارهم وطول مكوثهم فى مناصبهم قد شكلت لهم حصانه ذاتيه ودرع واقى يقيهم شر أي مساءله هم فى النهايه لا يكترثون لها ولا يأبهون . ، دوسة هنا يذكرنا بدون كيشوت الذى يصارع طواحين الهواء أو بالأحرى هو يشبه (سيزيف) صاحب الصخره ، ولكى لا نطلق القول جزافاً فإن الرجل دوسه نفسه قد عاد ليؤكد إن مجمل البيانات التى إلتزم بها البعض لا تتجاوز وفى أحسن الحالات ما مجموعه بضع مئات أوفت وإستجابة من جملة عدد سبعة ألف شخص من شاغلى المناصب الدستويه وكبار النافذين فى الدوله ، إن مظاهر الثراء الشاخصه فى وضح النهار والبنيان الذى تطاول والمركبات الخاصه من نوع الجيب همر واللكزس والكروزرات التى تجوب شوارع العاصمه الخرطوم والولايات كل هذه الإشياء الماثله للعيان لاتوصف ولايمكن أن يُطلق عليها مسمى الثراء الحرام أوالمشبوه لأنها وبلا أدنى شك هى الحرام ذات نفسه …. إذ لا يًعقل أن ينطلق أحدهم من خانة (الرمتالى) ومن على ظهر دابه وفى ظرف سنوات قلائل ليمتطى أخفم أنواع السيلرت ويركب (الأسانسير) أو المِصعد للوصول الى شقته الخاصه ويصنف نفسه ضمن القوم (الجبارين) ! لصوص المال العام وناهبى قوت الشعب المسكين وجلايه سحناتهم تدل عليهم وهم ليسوا فى حاجه لكتابة إقرار ذمة لأنهم لا ذمه لهم ! إن فاقد الشيء يا مولانا لا يعطيه ، وإقرارات هؤلاء القوم لا تهم أحدأً ولا يأبه لها أحد لأنها عباره عن حبر على ورق ، الإنقاذ وطوال سنى حكمها فرخت الملايين من اللصوص وناهبى المال العام وأكلى أموال الناس بالباطل ، الإنقاذ يا مولانا قضت مسبقاً على ذمم الناس وأفشت بينهم كل الموبقات وأغمضت عينيها عمداً عن كل سوء مغترف بغية خلط الحابل بالنابل وعملت منذ البدايه على تدمير الأخلاق والقيم لكى يتسنى لها المكوث دهوراً على سدة السلطه و السيطره على الثروه وغرسها السيء الذى رعته أينع الأن وأثمر ، والنجاح الذى أحرزته فى هذا المضمار ، مضمار الفساد والرشوه والمحسوبيه ونهب المال العام كفل لها بإرتياح أن تُصف كواحده من أكثر الدول فى الكره الأرضيه قاطبه فساداً وفشلاً فهل تعتقد يا مولانا إن جهودك هذه ستعيد الأمور لنصابها و(تستعدل) الدوله ؟ لا أعتقد ثم إنك لن تمضى قيد أنمله فى تطبيق هذا المنهج الذى تزعمه ذلك لسبب بسيط للغايه وهو إن غيرك كان (أشطر!!) بيد أننا لا نملك أن نثنيك عما أنت مقدم عليه من إجراءت فهذا هو واجبك وهذا هو عملك الذى بموجبه تنال أجرك و تقتات منه وعيالك فإن نجحت وحالفك التوفيق الذى هو هنا كالنقاء والخل الوفى تكون قد أتيت أمراً جللاُ وإن أخفقت وهذا هو الأرجح فإن القيامه لن تقوم غداً وسيبقى وسيظل الحال المائل هذا على ميلانه الى أن يقضى الله أمراً كان مفعولا ، .