رجال نحيلوا الاجساد ضعاف الاجسام كما لو انهكوا بسبب الجوع و العطاش بعد مسيرة طويلة في الصحراء . تبدو محافر عيونهم الغائرة في محاجرهم ” يفتقرون الى الهويات الشخصية، بداوا يتسارعون الخروج عبر الممرات العمودية الضيقة وعيونهم ترمش وهم يواجهون أشعة الشمس” ليست ثمة في شعورهم بالخوف او الفزع من مخاطر ما حولهم . كان مشهد انساني مؤثر تنقله وسائل الاعلام المرئية في جوهانسبورغ و بريتوريا في مارس 2005 ف عن حالة ما يسمونه محليا (عمال مناجم الذهب غير الشرعيين ) ببلدة ويلكوم “الذين قضوا شهورا تحت الارض في وقت كانت فيه الظروف قاسية ، بحيث انه عندما يموت احدهم بسبب الاستنزاف أو الغازات السامة تترك جثته ببساطة في الممر مع ملاحظة تشير الى اسمه واسم قريب له” في مارس 2005ف على اثر اضراب عام شنه عمال مناجم الذهب الشرعيين في جنوب افريقيا تكشفت حالة ماسوية لم تكن في الحسبان . وقد نقلها من ويلكوم الصحفي كريغ تيمبرغ مراسل واشنطون بوست ؛ و نقلتها صحيفة الشرق الاوسط بدورها الى العربية. في التاريخ ذاته. دونما تسوية لملف الثروة في جنوب افريقيا ضمن جولة مفاوضات “نحو جنوب افريقيا ديمقراطية ” تظهر توقعات العظيمة وني مانديلا مرة تلو المرة ؛ وتتكشف ببطئ عن الخطا الثاني للعظيم نيلسون مانديلا في تسويته لقضية السود في البلاد بالطريقة التي وصفتها وقتها الافريكانية زوجته وني “بالصفقة الهزيلة باسم الاغلبية السوداء ” . كان اتفاق انهاء نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا اجلت وتجاوزت والغت وعفت عن بعض القضايا الجوهيرية ؛ مثل قضية الثروة تناستها بينما اوكلت الى لجان كونها رجال دين من اجل حسم مسالة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان من نظام الابرتهايد .والغت التعويضات والخسائر. واجلت الحسم في قضية الهوية الوطنية . عاش العمال السود وقود طويلة لنظام العبودية وهم يغذونها بالمال من داخل كهوف السلاسل الجبلية الطويلة في جنوب افريقيا بحثا وجمعا للفحم و عروق الارض ودموع الشمس؛ انه الذهب التي جعلت من دولة الاقلية العنصرية غنية وسط عالم يموج بالفقر والحرمان . وبالاخفاق في ملف تسوية الثروة في البلاد استمر معانات الاغالبية السوداء فيما بعد تسوية ملف السلطة فقط ببريتوريا -شقيقة الخرطوم – وهي النقطة التي يجب عدم اغفالها في مفاوضات التسوية لحل ازمة دولة ابرتهايد الجلابية في السودان في الغرب والشرق كما الجنوبوالاقليم التالية. لا تجد تلك الوجوه البائسة على الدوام و الحالة الماسوية لشعوب بائسة وهي في ارضها الازلية الا في السودان ؛ وبالخصوص شعبنا في اقليم اشرق. وعلى الاكثر فان سكان الارض امن الشعوب الاصيلة الذين هم البجا يجدون فقط فرصة لخدمات كحماليين في الميناء في بلدهم . ومثلهم شغيلة الجنقوجورو عمال مشاريع الحكومية الزراعة في الشرق والوسط ؛ وكلها لتغذية دويلة الاقلية الجلابية صنو نظام جنوب افريقيا السابق ؛ ووضع اخفاقات ملف الثروة . عتالة الميناء من البجا باجسادهم النحيفة وعيونهم الغائرة يروون قصة هذا النمط المهين من حرمان الانسان من حقوقه الاساسية وهو في ارضه الاصلية؛ انهم يروون في اغانيهم واشعارهم التي يرددونها بلغتهم و لغة البداويت وهم يواصلون العمل . وهم مستمرون في الحياة باجر رخيص في حمل البضاعة المستوردة لصالح دولة البلاويت البيضاء (هناك فرق بين البداويت والبلاويت الاولى لغة والاخيرة تعني الجلابي) . وعلى حالهم يردد الفلاحين من شغيلة الجنقوجور في القضارف اغانيهم واشعارهم الحزينة الحاكية عن وضههم .في مواسم حصاد الدخن والسمسم وفي حقبة الكتكو . ولكل فترة زراعية اغانيها المعبر عن عبودية القرن الحادي والعشرين في وحرمان الانسان لاخية الانسان . وبالرغم من ان الجبال المتاخمة للبحر الملح غنية جوفها بعروق الارض ودموع الشمس ؛ الا ان الشعوب الاصيلة في المنطقة يجدون صعوبة كبيرة في العمل حتى بطريقة مشروعة ناهيك من ان يتجرا منهم رجل او امرأة من الاقتراب من اماكن تعدين الذهب في مناجم ارياب المملوكة لاقلية الجلابة وشركائهم في الشركة الفرنسية المنقبة . كثير ما يثار عن شرق السودان احاديث عن التغول المصري في الارضي واحتلالها لمينائي حلايب وشلاتين البريتينعلى المثلث الحدودي . ومعلومات اخرى مقلقة تثار بين الحين والاخر بعد وضع الجيش الاثيوبي منطقة (فشقة )في الحدود شرقا تحت سيطرتها وقد عملت على مصادرة آلآف الافدنة من الاراضي الزراعية الخصبة المملوكة للسودان وطرد ملاكها من الفلاحين . وكذالك يثار الحديث عن السكوت السوداني على بقاء ارترييا في بلدة قرورة . مثير للقلق في حالتي اثيوبيا وارتريا التي نشترك معها نحن شعوب وامم كوش في التاريخ والاصل الانساني والتداخل الاثني الى حد لا تشكل الحدود بيننا مسالة مهمة الا في حالة واحدة اذ بلغ التهديد حياة البشر من شعوبنا ؛ وانه يمكن في تلك الحالات ايجاد تسوية سلمية مع الدولتين ؛ باستثناء مصر ذات العقلية الهكسوسية والنزعة الاستعمارية في افريقيا ؛ وكانت تلك الدوافع وراء تحريك وحداتها العسكرية والسيطرة على المثلث . الذي يثير القلق فعليا ؛ ليس وقوع مناطق حدودية تحت سيطرة جيوش خارجية ؛ بل وقوع الشرق كله تحت احتلال داخلي اكثر فظاعة وقسوة ؛ واستمرار وضع لا يعرف الرحمة او الانسانية تحت مبرر حكم وطني غوغائي لا يتيح الفرصة لتفهم ذلك الحطر على الانسان. وقد نشرنا سابقا كيف تمكنت العائلات البلوتية من لدن الاستعمار الانكلو مصري من السيطرة على ارضي الشعوبة الاصيلة في مقاطعات كسلاوبورتسودان وطوكر والقصارف ؛ وغدت اليوم تعيش بالشكل الذي يمكن وصفه بالتحديد تشبه حالة المزارعين البيض في الاراضية الزراعية في زمبامبوي واستيلائهم على في زمن الاستعمار على املاك الشعوب الاصيلة والسكان الاصليين من السود. بعد نضال تمكنت قومية الهدندوة اليوم من انتزاع مناصفة ادارة الجهاز السياسي لمقاطعة البحر الاحمر مع مع البلاويت المستوطنين . ولكن تفردت البلاويت وحصريا من قومية (الشاجية) الفرع الشمالي الثاني المتحكم بالبلاد بالجهاز الاداري والوظيفي بولايتي كسلاوالقضارف حصريا واسواق التجارة . بعد ان تخلت القومية طواعية لرصيفتها اللدودة (الجعلية) السيطرة على جهاز ولايتي النيل الابيض وسنار حصريا واسواق التجارة . هذه السيطرة اظهرت بجلاء انعدام الرحمة والانسانية في اخلاق الدولة العنصرية في الخرطوم . والدولة هو الغطاء السياسي والقانوني الضامن لمجموعات البلاويت في الشرق في امتلاك البساتين في كسلا والاراضي الزراعية في القضارف ؛ وملكية حصرية لحق العمل والتوظيف في الميناء الكبير في بورتسودان ؛ وهم ملاك و سكان الاحياء الغنية في المدن الثلاث ؛ والمستمتعون بالخدمات القليلة بحجمهم . بينما الشعب الاصلي محروم . في وقت يستمتعون – وهم اقلية متنفذة بامر الاستعمار الداخلي – بمتابعة الحياة البئيسة لشعب البجا الذي يقارب تعداده نحو مليوني نسمة وهو يعيش في احياء الصفيح في بورتسودانوكسلا ؛ ويواجهون الموت المنظم من الفقر و مرض السل والجوع المصنوع وضوائق الطبيعة في كل ريف الاقليم الشرقي. يستمتع اقلية الجلابة في القضارف بالاوضاع الساحق لشعب الفلاحين القضارفة ومواصلة حرمانهم بامر الدولة من حقوقهم الاساسية في الحياة. في صراع البقاء من اجل المياه .و بعد مرور 55 سنة على خروجها من بلادنا مصر (عربية في هذه المرة) وبتخطيط جهاز مخابراتها -بلا شك ليست كاحد دولتي الحبشة بجوار اقليم الشرق فمصر حليفة و حاضنة نظام الحكم الجلابي في الخرطوم – تفكر جادة في نشر قواتها المتكسدة على طول الساحل السوداني المتاخم للبحر الاحمر ؛ و حين تصل مدينة سواكن ستحاول اعادة امجاد مصر التركية القرن التاسع عشر ؛ملغية كل احتمالات الحقوق و الاخطار التي تقع ضررها على الانسان والحياة كما لغت سلفا حقوق ومكتسبات الامم الزنجية في الجزئ الشمالي الشرقي من القارة الافريقية ببقائها ؛ وهددت حياة شعب البجا في المثلث باحتلالها . ويرى العقل الاستراتيجي في مصر العربية بتوغل جيشها داخل تخوم الحدود الشرقية للسودان سوف تتمكن من داخل ارضي اقليم الشرق من وضع اراضي اثيوبيا -عدوتها في نزاع حوض النيل- تحت مرمى نيران مدفعية جيوشها الثقيلة في حرب المياه القادمة ؛ فمن نهر فمن جنوب مدخل عطبرة في السودان تتمكن المدفية التقيلة من قصف سد تكيزي الاثيوبي قرب بحيرة تانا على روافد النهر الازرق . في افريل من العام 2010 عبر موسى محمد رجل نحيف متوسط الطول على هيئة عمال المناجم المسترقين في ويلكوم او الحمالين البجا في الميناء – عبر الحدود المتنازع عليها ووصل مثلث حلايب الخاضعة لسيطرة الجيش المصري ؛ وكان شعبه من البجا سكان المثلث ؛ يواجهون الاضطهاد والقمع من السلطات في مصر وباستمرار ؛ ووضعت السلطات زعمء عشائر البجا في السجون حين يباداو يحدثون عن حقوقهم في بلدهم . لم يكن لدي موسى محمد الذي يشغل منصب دون صلاحيات بقصر غردون الرئاسي تحت عنوان “مساعد الرئيس”- لم يكن له اي خطة حيال الامر في زيارته ؛ ولم يكن لديه ما يقدمه لشعب المثلث سواء الاكتفاء بتبادل النظرات الحائرة الحزينة من مقل غائرة بين طرفي دولتين استعماريتين فوق ارضهم اراضي ابائهم الابدية وتحدثوا بلغتهم الافريقية الام بمعاني يفهمونها ولا يعرفها المحتلون . موسى محمد لا يزال يمارس حيرته في الامر كله ؛ فبعد دخوله قصر غردون قبل اربعة سنوات من اليوم مع صديق اعرابي له التقاه صدفة في اسمرة حيث وقعا معا اتفاقا تحت اسم اتفاق “شرق السودان ” مع قصر غردون بحضرة البنجوس الجلابي مصطفى ممثلا عن نظام الابرتهايد. بعد 48 شهرا اضطر موسى محمد ان يواصل الحياة الخيداع مع نفسه ومع شعبه مرة اخرى وفي جولة جديدة طار خارج البلد بحثا عن طعام ودواء وكساء لشعبه . وبعد تخلقنه البنجوس مصطفى الى آفة حقيقية شرق السودان ؛و برفق صديقه الاعرابي مرة اخرى ؛ وبدعوة من الاعراب اقارب البدوي صديقه طار موسى محمد الى مشيخة الكويت البدوية على خليج فارس في الاول من ديسمبر المنصرم ؛ كان غرض الزيارة حضور مؤتمر باللغة العربية ليس فيه سوا الكلام من اجل شرق السودان وشعبه في الشرق الذي لا يفهم العربية ولا لخاويصها. كانت امم وشعوب حائرة الاعين محتارة الافئدة لحالة شعب الشرق السوداني قد تفضلت بعقد مؤتمر يمنح الشرق -و في ظل دولة الجلابي -كلاما جميلا مضطربا سميى ” بمؤتمر تنمية شرق السودان ” . وقد القى البنجوس الآفة-وكعادته فصيحا – خطاب استرايجي طويل و جميل ؛ تضمن فيه حلما وانسانية ومسئولية مصطنعة . واردف موسى محمد بتلاوة الورقة التي كتبت له على عجل في قصر غردون قبل مغادرتهم ؛ وهو يعلم انه حين يعود من المنصة الى مقعده بقاعة المؤتمر سيفكر في صحة ما ادلى به وخطورة الوعد الذي تلاه باسم نظام الجلابة في قصر غردون وهو يتولى منصب بلا سلطات يسار دكتاتور القصر . لم يتمكن نظام الابرتهايد الجلابي من الايفاء بالتزامه البالغ 600 مليون دولار كما وعد بها الشرقيين من البجا والاعراب الاسيويين في اكتوبر 2006 ف في اسمرة على لسان البنجوس كرصيد لصندوق لقب دلعا وقتها “بصندوق اعمار الشرق” ؛ كيف يصدق عقلا بشريا ان النظام سيفي بدفع مبلغ مليار ونصف مليار دولار وعدا جديدا في العاصمة الكويت على لسان المساعد موسى محمد ؟ بل ما يثير الشعور اكثر بالحيرة والغضب المستفز لهذا النمط الجرئ من النفاق في دنيا البشر ان نظام اليمين الجلابي الحاكم و بعد اربعة سنوات بلغ مرصد الصندوق 30 مليون دولار فقط ؛ من الميزانية التي وعد بها ونسبتها 600 مليون دولار . هي جولة نفاقية جديدة في 3 ديسمبر 2010 ف في الكويت اذ يعيد اليمين الجلابي وعده بكل قوة عين انه سيدفع مليار ونصف المليار دولار من مبلغ اصله 4.2 مليار دولار تلك التي وعدت بها المشيخة البدوية باخلاق كريمة ؛ وبعض دول وجهات مانحة بغرض اعمار اقليم شرق السودان الذي يموت اكلينكيا من الفقر والتخلف والجوع في جوف دويلة القطيع العابرين ارضنا و امام بصر العالم وسمعه . انها تجارة الكلام ؛ في دولة تتعاهد ولا يعنيها ان تفي بعهودها ولا وازع ضميري يؤنبها في النكوص . وتعد وتخلف وعودها بكل تلك البساطة و التلقائية التي يشعل بها الجنرال ذو العين الواحدة (غوش ) سيكارته الخضراء . وغوش بالمناسبة بلوتي ينتمي لعائلة تنحدر اصولها من قومية (الشيجية) ولد وتربة في اقليم الشرق ضمن مجموعة البلاويت الذين صاروا متنفذين بالدولة العرقية ؛ لا يهمها الانسان الذي لا ينمتي الي تلك الاعراق الجلابية الشمالية . ان تجارة الكلام والنكوص بالعهود والمواثيق مع قادة امم وشعوب السودان هو منهج واسلوب في التعامل والتعاطي مع الحياة بدولة الجلابي ؛ وليستمر للدولة طول عمر وبقاء (ابيل الير ” جنوب السودان: التمادي في نقض المواثيق والعهود” كتاب قيم لاحد اللزنج من الاقاليم الجنوبية يصف فيها تجربة شعوبهم واممهم مع دولة الجلابة في الخرطوم ) . ليس على صديقنا موسى محمد سوى الامعان كرتين في حيرته و استغرابه من لسانه هو الذي صنعه في القصر مؤخرا ؛ اكتسب صديقنا مهارات و جزء من لغة القصر النفاقية بعد حضوره حصص مع البلاويت مدتها اربعة سنوات. موسى محمد وهو يفارق رفيقته السيدة امنة ضرار في ضجة مسموعة العام 2008 ف؛ كان محتارا في الردود الوقحة التي اعطيت له في قصر غردون على أسلة مشروعة عن مصير رصيد “صندوق اعمار الشرق “ الموعود به ساعة الاتفاق مع البنجوس مصطفى في اسمرة ؟ وكان موسى محمد قد وصل به الرهق مبلغا من مشاهدة مسلسل محزن في منظر نازحي شعب الطوكر منذ 13 عاما حول كسلا ؛ و الفقر والجوع في هيا . وانتشار السل وامراض الصدر . وقلة المياه الصالحة للشرب في القضارف والحر وانعدام الكهرباء في بورتسودان . وتواصل انتشار المسكيت في كسلا . والموت غير المعروف اسبابه في الجبال .وقواته و جيش جبهة الشرق لم يستلموا مرتباتهم ويضجون. هذا وامامه منظر لشعبه المتمدد طويلا على مساكن الصفيح المثيرة للشفقة عالميا حول مدن هي فوق ارضهم التاريخية يستمتع فيها قوم اخريين . قال قصر غردون ردا له على مصاريف صندوق اعمار الشرق ؛انها ذهبت كنفقات و تكاليف منصرفات للسادة قادة ” جبهة شرق السودان ” في السيارات المكيفة المؤجرة ؛ في الفنادق الفارهة حيث استقبلوا فيها . في مصاريفهم الشخصية ولاسرهم . والكثير ذهب في ثمن الجبنة التي يحبها موسى كما هي تقاليد شعبه. اقليم شرق السودان ارض تبلغ مساحتها 336 ألف كيلومتر مربع؛ ويبلغ عدد سكانه نحو خمس ملايين نسمة (باحصائيات الدولة الرسمية) . وهو الاقليم الوحيد الذي يملك منفذا مطلا على البحر ويمتلك اكثر من ميناء صالح ؛ سواكنوبورتسودان وهوشير . و تصدر دولة الجلابة من الاخير نفط شعب الجنوب لقتل شعوب الغرب . اقليم شرق السودان به ثروات طبيعية ضخمة جدا لم تستغل ؛ او تسغتل بعضها بكميات ضئيلة مثل الذهب والبترول الغاز والنحاس والفضة. تحتوي على أفضل الأماكن لتصنيع الاسمنت. واقليم شرق السودان وعلى امتداد مقاطعاتها الثلاث تنبسط ملايين الافدنة من أخصب الأراضي الزراعية التي تصلح لزراعة الذرة و الخضراوات والبرتقال والسمسم والكركدي والقمح والقطن ؛ ويمتلك الاقليم ايدي عاملة جيدة ومدربة ؛ مما يؤهل المنطقة للاسهام في المامن الغذائي لسودان و منطقة القرن والقارة الافريقية. كما ان الاقليم يؤي ملايين من رؤوس الحيونات من الابل والابقار والاغنام وبها مراعي واسعة وخصبة . اقليم شرق السودان الذي في حاجة الى 12 مليار دولار اليوم بتقديرات مركز دراسات السودان للنهوض والانماء العاجل ينقصه شيئ واحد فقط هو التحرر والاستقلال الذي يضمن لشعبه حكم نفسه بنفسه واستغلال ثرواته لفوائده دون وصايا. والحرية والاستقلال هي الاغلى والانفس من القيم في هذه الحياة لاي شعب ؛ وبدونهما لا يتمكن اي شعب من استغلال ثرواته والاستفادة منها فقط بل لن يضمن الحياة والعيش الكريم . وحتى لا يصيبنا اللعنات من مشاهدة العيون الغائرة في محافرة الاحياء المسترقين من الجنقجورو وشيغلة الميناء وسكان الصفيح فان على السيد موسى محمد و قادة شعبنا بشرق السودان التوجه مباشرة للمطالبة بحق تقرير المصير والعودة الى الجبال مرة اخرى من اجل تحقيق الاستقلال الكامل لاقليم شرق السودان من دولة الابرتهايد الجلابي . فتلك هي الضمانة الوحيدة لشعبنا لمواصلة الحياة بعزة وكرامة ؛ ووقف عجلة الفناء المستمر ثقافيا وعرقيا ؛ ووقف الاطماع المستمرة لبعض الدول المجاورة . منعم سليمان 5 جانوير 2011