قال مسؤول من جنوب السودان يوم الاثنين ان شمال السودان وجنوبه سيحسمان أمر منطقة أبيي المتنازع عليها لكن قبيلة المسيرية العربية تخاطر باثارة غضب دولة جنوب السودان المستقلة المستقبلية في حال استمرارها في القتال. وتسببت اشتباكات استمرت ثلاثة ايام في أبيي الملتهبة بين المسيرية وجنوبيين في تعكير صفو اليوم الاول من استفتاء على استقلال جنوب السودان يوم الاحد والذي يتوقع أن يؤدي لاقامة دولة جديدة في التاسع من يوليو تموز تتويجا لاتفاق سلام بين الشمال والجنوب ابرم في عام 2005. وقال لوكا بيونق المسؤول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان الحاكمة في الجنوب لرويترز ان المسيرية يستغلها بعض أعضاء حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان وستدفع ثمنا غاليا في نهاية المطاف. وقال بيونق الذي يشغل منصب وزير شؤون الرئاسة بحكومة الجنوب “حقيقة أنا قلق فعلا بشأن المسيرية لانه يجرى استغلالهم…ستحل (مشكلة) ابيي وغدا ستكون هناك دولة جديدة… وسيتحول الوجه السيء نحوهم.” وأضاف “سيأتى وقت تقول فيه حكومة جنوب السودان (للمسيرية)..لقد صرتم مشكلة حقيقية بالنسبة لنا واذا حدث ذلك ستكون ارزاقهم على المحك.” وتعتمد قبيلة المسيرية التي تنتمي للشمال على اتفاق قائم منذ فترة طويلة مع التجمعات الجنوبية للتحرك بمواشي القبيلة خلال موسم الجفاف لاستغلال المياه في الجنوب. وعبأت الخرطوم القبيلة خلال الحرب الاهلية بالبلاد كميليشيا تقاتل بالوكالة. وطبقا لاتفاق 2005 منحت أبيي وضعا خاصا وكان من المفترض أن يجرى بها استفتاء لتحديد ما اذا كانت ستنضم الى الجنوب أم الى الشمال. ولم يجر الاستفتاء بعدما فشل الجانبان في الاتفاق على من يحق له التصويت لذا من المرجح أن تسوى قضية أبيي في اطار اتفاق أشمل بعد الاستفتاء حول كيفية فصل الدولتين. وقال بيونق “تخيلوا المعاناة–في اليوم الذي كان ينبغي أن يصوتوا فيه بخصوص مستقبلهم يتعرض الناس في أبيي للقتل بدلا من ذلك…التوقيت سياسي تماما.” واتهم المسيرية “بالتهور”. وتقول المسيرية ان الحركة الشعبية لتحرير السودان بدأتها بالهجوم. وقتل في الاشتباكات ما لا يقل عن 36 شخصا من الجانبين. وقال بيونق ان الجنسية الجنوبية ستعرض على من قاتلوا مع الحركة الشعبية لتحرير السودان لكنهم يعيشون في الشمال. واستبعد الرئيس السوداني عمر حسن البشير امكانية منح الجنوبيين الجنسية المزدوجة في الشمال قائلا انهم سيعزلون من الوظائف العامة مما ادى الى هجرة جماعية من الشمال للجنوب. وقال بيونق ان أبناء الجنوب ممن خدموا في الاجهزة الحكومية المدنية في الشمال سيحصلون على الجنسية تلقائيا من الدولة الجديدة في جنوب السودان. وأضاف “سيتعين عليهم ترك وظائفهم …لابد من التنسيق مع الجنوب لان الجنوب يحتاج لهولاء الاشخاص.” وخاض شمال السودان وجنوبه حربا أهلية متقطعة منذ عام 1955 حول قضايا منها العرق والايديولوجية والدين والنفط.