قال زعيم جنوبي يوم الاربعاء ان جنوب السودان مستعد لعرض اجراءات مالية على الشمال لتخفيف وطأة الانفصال اذا وافق على السماح للجنوب بضم منطقة ابيي المنتجة للنفط. ويتنازع الشمال والجنوب أبيي الواقعة في وسط السودان وسيجرى فيها استفتاء على الانضمام الى الجنوب او البقاء ضمن الشمال. ويجرى ذلك الاستفتاء في التاسع من يناير كانون الثاني 2011 وهو نفس اليوم الذي يجرى فيه استفتاء في الجنوب على الاستقلال عن الشمال. لكن الشمال والجنوب لم يتمكنا من الاتفاق على من يجب السماح له بالتصويت في استفتاء ابيي الامر الذي أثار الشكوك في امكان اجرائه ودفع الوسطاء الى التقدم بحلول بديلة. وابلغ لوكا بيونج وزير شؤون مجلس الوزراء في الحكومة الاتئلافية التي شكلت بموجب اتفاق السلام لعام 2005 رويترز ان الجنوب قبل اقتراحا امريكيا بأن يضم أبيي بموجب مرسوم رئاسي اذا لم يمض الاستفتاء قدما. ولتعويض الشمال عن الموافقة على تسوية سلمية تقوم على هذه الاسس سيوافق الجنوب على ترتيب اجراءات مالية. وقال ان ذلك قد يكون في شكل قرض دون فائدة للشمال لتغطية نصف الخسائر التي ستنجم عن فقد ايرادات النفط اذا انفصل الجنوب. كما سينشئ الجنوب صندوقا للتنمية من ايرادات ابيي النفطية لبدو قبيلة المسيرية الذين ينتقلون جنوبا في ابيي بضعة شهور في العام للرعي. كما ستمنح قبيلة المسيرية حقوق الجنسية اذا لم يجر استفتاء ابيي. وقال بيونج وهو قيادي في الحركة الشعبية لتحرير السودان "ابيي يمكن ان تكون نقطة اشتعال تقضي على السلام.. هذا من اجل السلام. الامر اكبر من مجرد ابيي." وقال ان مثل هذه التسوية لا يمكن ان تحدث الا اذا استحال اجراء استفتاء ابيي وانه ينبغي ان تعلن هذه التسوية قبل استفتاء الجنوب في التاسع من يناير كانون الثاني وان تنفذ قبل التاسع من يوليو تموز حين تنتهي عملية السلام رسميا. ويقول حزب المؤتمر الوطني الحاكم في شمال السودان ان المسيرية يجب ان يكون لها حقوق كاملة في التصويت في ابيي الى جانب قبيلة دنكا نجوق التي تزرع الارض طوال العام والسكان الاخرين. وترفض الحركة الشعبية لتحرير السودان ذلك. وقال بيونج ان واشنطن تخشى ان يؤدي نزاع أبيي الى تجدد الحرب ولذلك اقترحت هذه التسوية. واضاف "هم تقدموا بهذا الاقتراح - اصدار مرسوم رئاسي لاعادة ابيي الى الجنوب وان يكون للمسيرية جنسية مزدوجة - ونحن قبلناه." وبموجب اتفاق السلام الشامل لعام 2005 تحصل حكومة الجنوب شبه المستقل على 50 في المئة من ايرادات النفط المستخرج من الحقول الجنوبية والذي يمثل اغلب انتاج السودان البالغ 470 الف برميل يوميا. لكن اذا انفصل الجنوب فستريد الحصول على جميع ايرادات هذه الحقول. ويتوقع اغلب المحللين ان يقرر الجنوب الانفصال لكن عدم وجود اتفاق بشأن ابيي والجنسية واقتسام عوائد النفط والحدود بين الشمال والجنوب اثار مخاوف بخصوص امكان تجدد الصراع