* رغم ان الامر تكرر كثيراً الا ان الواقع يفرض علينا ان نشير اليه مجدداً، جمهور المريخ او فلنقل اعداد كبيرة من انصار الاحمر الذين يتواجدون في مدرجات الاستاد لمتابعة مباريات الفريق غير مقتنعين بنظرية كرة القدم الشهيرة التي تؤكد انه لا يوجد فريق في العالم يمكن ان يلعب نفس المباراة بذات المستوى الفني طيلة 90 دقيقة. * اثناء خروج اللاعبين بين شوطي المواجهة ضد الموردة اسمع بعض مشجعي المريخ لاعبي الفريق ما يسوء لحظة خروجهم من ارضية الملعب الى غرفة الملابس بسبب النتيجة السلبية التي انتهى عليها الشوط الاول بخسارة الفريق بهدف اسامة التعايشة، الهتافات وبعضها مسئ (طقش) آذان لاعبي الفريق وبالتأكيد ترك آثاراً سلبية على البعض منهم. * لا يجيد جمهور المريخ فضيلة (الصبر) ودائماً هو متعجل لاحراز النتائج، ولا يرضى على الاطلاق ان يخطئ اي لاعب خلال المباراة، ولو اخطأ اي لاعب فان الهتافات ضده سوف تستمر لدقائق أخرى حتى وان (نقطها) ذلك اللاعب وقدم افضل المستويات الفنية. * ما بين الشوطين تدارك الالماني كروجر اخطاء النصف الاول ومنح اللاعبين توجيهات معينة نفذوها فكان ان عاد الفريق الى المباراة واضاف ثلاثة اهداف اخرى مقدماً مستوى فنياً باهرا أدهش به نفس الجمهور وجعل الاكف تدمي بالتصفيق اعجاباً بما قاموا به خلال النصف الثاني. * لو لم يكن على دكة البدلاء مدير فني بدرجة خبير نفسي يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين في هذه الاوقات لنجحت الموردة في تلقين المريخ درساً لن تنساه جماهير النادي، ولكن كروجر نجح بغرفة الملابس في احتواء اللاعبين نفسياً وجعلهم يتجاوزوا الهتافات الجماهيرية ضدهم بسرعة ويعودوا الى الملعب من اجل تقديم كرة قدم حقيقية متجاوزين اخطاء الحصة الاولى. * نذكر الجمهور هنا بما قدمه اللاعب مصعب عمر مع منتخبنا الوطني في بطولة الامم الافريقية للمحليين والتي كان الايسر احد افضل نجومها على الاطلاق، ولكن مع الايام وفي ظل استعجال جماهير المريخ بدأ اللاعب يفقد ثقته بنفسه الى ان فقدها بصورة نهائية وبدأ وجود اللاعب على ارضية المستطيل الاخضر يشكل عبئاً اضافياً على الفريق. * الاساءة لن تبدل الحال (المائل) الى الافضل، والتشجيع قد يعود اللاعبين الى التماسك والدخول في اجواء المباريات، تلك حقيقة مهمة يتوجب على جماهير المريخ ان تدركها وتعمل بها، كما نتمنى ان يعرف جمهور المريخ ان النادي فقد عدداً من العناصر المتميزة من الناحية الفنية بسبب الهتافات الجماهيرية ضدهم والتي تسببت في افقادهم الثقة بالنفس. * كرة القدم في النهاية لعبة.. لا يجب ان تتجاوز كل العناصر المشكلة لها حدود المنطق، الاساءة فيها مرفوضة بصورة كلية، ومن لا يملك القدرة على المتابعة والتشجيع على المدرجات عليه ان يلزم المنزل ويشاهد المباراة على التلفاز ويسئ هناك على (مزاج مزاجه)، لان المريخ حينها لن يكون متضرراً. عبدالله كمال