زووم ابوعاقلة اماسا واقعية مجلس الهلال..! لم تكن تشكيلة مجلس الهلال الجديدة مكونة من عناصر قادمة من كوكب آخر، أو بشر خارقون عن العادة، ولكنهم كانوا أناساً إتخذوا الواقعية منهجاً للتفكير في الشأن الرياضي، وفي وقت إفتقدت الرياضة لكل ما له علاقة بالواقعية، وباتت تعتمد على الشطح والنطح والكذب والتدليس والغش، فبدأ الملفات بالأكبر ثم الكبير، وفي فترة وجيزة أزالت كابوس ديون ومتأخرات اللاعبين والمدربين الأجانب السابقين من كامبوس البرازيلي وحتى سنكارا وبامبا ومجموعة من اللاعبين الفاشلين الذين تعاقد معهم المجلس السابق وغادروا كما جاءوا نظيفين من أنجاز تمتلي بطونهم وجيوبهم بالدولارات السودانية في الوقت الذي نرى فيه الإقتصاد الوطني في أمس الحاجة لها. المهم أن الحاج عطا المنان وصحبه قد بدأوا بالقضايا الكبيرة، وبجانب هذه الديون فتحوا قضية شعار الهلال وملكيته الفكرية التي آلت قبل سنوات لشخص آخر بدأ يمارس إبتزازاً غريباً على النادي الكبير، وكذلك تطرقوا إلى أمر الإستاد الذي بات أشبه ما يكون بحظيرة مهملة في وسط المدينة، ورفعوا الكارت الأحمر في وجه هذا التردي وببرنامج واضح ومعلن ومؤتمر صحفي شهده الجميع في السلام روتانا، وقد إخترت هذا الموضوع للتناول لأنه يبشر بنجاحات كبيرة في حال إعتنقت الإدارات التالية نفس المنهج وبعدت عن أشكال التعتيم الذي تمارسه في قضايا الناديين الكبيرين، فالأخ عطا المنان لم يتحاشى الحديث عن بعض مشكلات الهلال من أجل ألا تتلقفه الأقلام المريخية وتسخر بها على الهلال، وإنما تناوله بعقلية كبيرة وبأفق ممتد، على أساس أنها مشكلة حقيقية لابد أن يواجهها حتى يقضي عليها، وهي طريقة مناقضة لطريقة جمال الوالي في المريخ، وهو يترك المشكلات الكبيرة حتى تتعتق وتفوح رائحتها وتنفجر. الشيء الوحيد الذي يحق للمريخاب أن يفتخروا به، ولكن على استحياء أيضاً أن كل الأجانب الذين لعبوا في الفريق وغادروا ذهبوا بإنطباع جيد عن جمال الوالي، وأقول على استحياء، لأن غالبية الأسماء التي غادرت المريخ من الأجانب كانت تعتقد أنها تعرضت لظروف معنوية عصيبة بسبب تعامل الإداريين الصغار، أو الوسطاء بينهم وبين جمال الوالي، وقد كانوا يعتقدون أن مشكلاتهم تكون محلولة فقط عندما توضع أمام الرئيس، دونه وبقية كل الإداريين في النادي، وبالفعل كانت كل أحاديث المدح والإشادة تذهب إلى شخص الوالي وليس المريخ.. وهنا نقطة مهمة يجب على الناديين أن يمنحانها البعد الذي تستحق. أنا لا أعمد إلى مقارنة بين رئيسي القمة، مع أن ذلك من حقنا، على نفس النسق الذي قارنا به بين الأمين البرير ورجحنا كفة جمال الوالي، ولكن الأهم هنا هو المنهج الواقعي في إدارة الأندية الجماهيرية، وعدم الإنسياق والركون إلى الموجات الإعلامية والجماهيرية التي تستند على فكر، وتقوم فقط على مبدأ المغايظة بين الندين، ففي ذلك مضيعة للوقت والمال، وإهدار للمقدرات وهو ما يجعلني أشبه وضع إعلام الناديين بمن يهتم بتنظيف واجهة بيته ويجمع الأوساخ ويخزنها داخله ليقال أن بيت فلان نظيف.