رأي حر صلاح الاحمدى حالة استقطاب لم تنته ازمة المجالس المعينة التى اندلعت اخيرا ولا اعتقد انها يمكن ان تنتهى خاصة بعد واقعة تجديد روابط المعارضة التى نامت غافلة لاكثر من عشرين عاما فهى ليس اكثر من انفجار الصراع الدائر دخل الجماعات . وهى فى النهاية ليست مجرد خلافات فردية او حالة فقد للاعصاب كما صورها البعض لكنها حالة تجسيد لما جرى وما يجرى فى الدوائر الادارية فى السنوات الاخيرة .واعنى حالة تقسيم المعارضة وتحديد انتماءاتها ليس انتماءات سياسية اوفكرية كما يجرى على مستوى السودان كله ولكن ولكن بانتماءات لقوى السياسية المتصارعة رياضيا . واستطيع ان اقول –دون ادنى مبالغة –ان هذا بدا بقرار اتخذه اهل الرياضة بعد عجزهم عن تسير ادارات المجالس فى فترة كانت صعبة المارس التى جعلها لا تنتمى للفكر الرياضى او راى او اتجاه .ولكنها تنتمى للقوة الحاكمة والنظام القائم وهى بهذه الصورة مملوكة له ولا تعبر عن سواه ولا تدافع سوى عن مصالحه .الواقع ان هذا كله يحدث بدرجة فيها تفاوت كبير لتفاوت الاشخاص المهنيين فى المعتاد فى مجالس الادارات الرياضية من تحول من المعارضة الى بوق للسلطة .ومن سعى ليلعب دورا حقيقيا رغم الوضع الذى نفسه فيه باحداث نوع من التوازن ثم بدا الغزو فى الاتجاه المعتاد صحافة رياضية تنتمى للكيان من منطلق التغير والعودة الى القديم الذى لم ولن يعود لان مواكبة العمل ا لرياضى الادارى بالاندية الرياضية الذى له فى المقام الاول اتجاه سياسي لعب دور المعارضة فترة فى اتجاه خلافها المزمن فارتفع سقف وحدة الاستقطاب ما بين مدافع عن الادارات الحديثة المسيسة وما بين مهاجم لافرد التمكين من اهل الرياضة الذين ليس لهم انتماءات .وتحولت مهنة الادارة كلعب للكرة يتقاذفها الفريقان حتى حمى الوطيس وازدادت الحماسة عند الادارى الكومبارس ووعى بان الدولة هى التى تعين روساء الاندية ومجالس الادارات حسب الكيفية التى تريدها . نافذة ان الدفاع عن المعارضة قد وصل اقصى مداه ايضا بل اصبحنا نشهد تقريعات فى هذا الصراع حتى دخل الصحف المنتمية للكيان نجد صراع داخل اجنحة الكيان نفسه .بينما الاتجاه الاخر شاب الامر مصالح لبعض التيارات وصفقات البعض منها ودفاع عن بعض وهجوم على البعض الاخر .انها لعبة بكل المقاييس يحتار فيها من لا يملك خريطة القوى وطبيعة صراعها والى من ينتمى هذا والى من ينحاز ذاك .انها لعبة مصالح اولا واخيرا ولا صلة لها بالادارة الرياضية من قريب او بعيد وقد ضاعت المهنة الادارية التى تخدم الرياضة فى الصراع ما بين فيض من الاكاذيب والاقصاء للحقائق وفيض من التهلل والتهويل وصنع الزعامات من جهة اخرى .هكذا تطور الاشتباك الى اشتباك اشخاص فشهدت الساحة الصحفية تطاولا على زملاء فى صحف اخرى ليس على اروقة الصحف بل فى الصحف نفسها .واصبحنا نرى تصفية الحسابات فى مقالاة تكتب لنيل من اشخاص باعينهم فى سياق صراع على مواقف ومصالح وليس افكار او اراءاو اتجاهات رياضية من شانها الترفيع بالوضع الادارى بالاندية الرياضية . نافذة اخيرة فالاصل فى الامور وامتدادها الى هذه الدرجة اننا نقترب من لحظة فاصلة فى تاريخ الرياضة لحظة سيحسم فيها مستقبلها بشكل او اخر اصحاب المال ولغة الفرد .لحظة ستشهد اعادة تقسيم الادوار واعادة توزيع المغانم واعادة توزيع المناصب,واذا كان الامر فى البداية والنهاية صراع مصالح الا انه قد كشف عن مدى فداحة بقاء الخريطة الادارية على ما هى وتقسيمها ما بين ادارات تتبع للدولة وادارات تتبع لمصالحها هى . واستقطاب المهن الادارية فى النشاط الادارى فى الاندية الرياضية بين مؤيد ومعارض .ان الوضع غير الطبيعى لا ينتج فى النهاية سوى نتيجة طبيعية ان تلجى المعارضة لحالة استقطاب ؟