ضد التيار. هيثم كابو "رَدَحي" الساقطات .. * قبل حوالي شهرين كنا نحذر عبر هذه المساحة من خطورة ما يأتينا من فيديوهات فاضحة عبر (الواتس آب) من خلال مقال دامع بعنوان (احترس أمامك كاميرا)..!! * قلنا يومها إن (الكاميرا) باتت سلاحاً فتاكاً يهدد كثيرا من الأسر في زمن (جرأة التصوير وسوء الإستخدام وسرعة التحميل)..!! * نعم، لكل اختراع فوائده التي لا تحصى على البشرية، إلا أن سوء النوايا ورداءة الاستخدام تقود إلى (زيادة) نسبة المخاوف في زمن (تتقلص) فيه رقعة الأخلاق..!! * و(طاعون العصر) يتمثل في إنفتاح شهية المجتمع للتوثيق (فوتوغراف وفيديو) لكل لحظة حتى ولو كانت (موغلة في الخصوصية) وغير مصدق لها (شرعياً وأخلاقياً واجتماعياً وقانونياً)..!! * ومئات الفيديوهات (المخلة بالآداب) لشابات ونساء سودانيات تنتشر بسرعة الضوء الذي خرجت أشعته من العين لتسد فضاء (الواتس آب) وبعض مواقع التواصل الاجتماعي، فبعد التصوير في (لحظة طيش) للفرجة الخاصة سرعان ما يتسرب الفيديو والصور ويتم تبادلها كرسائل..!! * و(رسائل الساقطات الصوتية) هي موضة هذه الأيام.. فتاتان تدور بينهما حرب قذرة بألفاظ نابية وكل منهما تنشر رسالة (تفاهاتها) على الملأ مع تدخلات بعض العناصر من هنا وهناك.. "ردحي" لا يمكن كتابة حرف واحد منه هو مضمون ذاك "النبذ الفاضح".. رسائلهما التي حطمت أرقاما قياسية في التداول على (الواتس آب) تتضمن ذكر أسماء أسرهما وأقاربهما "ومن تجمعهم بهما علاقات" بما لا يسر، وحتى الأموات للأسف الشديد طالتهم "النبيشة" وشملهم "كشف الحال".. * حروف عارية وكلمات مبتذلة ولغة قاع وسقوط شنيع والشخصيات التي تم ذكرها في ذلك "الردحي" أصبحت نجوما يتداول الناس أسماءها هذه الأيام..!! * المأساة يصعب رسمها بالحروف هنا.. والإشارات وحدها قد لا تضعك أمام حقيقة الفاجعة.. إحداهما تتحدث في شتيمتها للأخرى عن علاقتها ببعض الصبية السودانيين (منزوعي الرجولة) بدبي، فيخرج لنا ممثل لتلك الفئة المنبوذة ببيان صوتي نسمع فيه ما يجعل السماء تنطبق على الأرض ويتطاول ذاك الملعون في "مسخرته المايعة" على الدين والأنبياء وكثير من الشباب يتحلق جماعات ليستمع للرسالة الصوتية والضحكات تسد فضاء الأمكنة.. (ويا لها من وقائع مؤلمة مرة، وما نسمعه ينبغي أن يجعلنا نبكي حال مجتمعنا ألف مرة)..!! * أحد الشواذ ينسب نفسه إلى مدينة وسطية ويخرج في رسالة صوتية للدفاع عن (مياعة صبية دبي) في مسخرة يندى لها الجبين.. شابة أخرى تتوسط بعض "فاقدات الحياء" وتنضم لحرب "داحس والغبراء" وتقدم لنا محاضرة في "قلة الأدب".. والسيناريو لا يزال يتواصل ومجتمعنا يخلع أردية الاحترام في شارع المكاشفة العام..!! * قد لا تكون "منابيذ الساقطات" جديدة على الناس في بعض الأمكنة، ومفردات العهر ربما سمعتها بعض الآذان لما عرف به هذا النوع من النساء من سلاطة وعري لسان.. ولكن الخطورة تكمن في أن (الواتس آب) والطفرة التقنية صنعت لهؤلاء الشواذ منابر مسموعة وكبيرة الانتشار، مما سينعكس سلباً على أجيال وصبية ومراهقات في أعمار حساسة لا سيما وأن هذا المسلسل الساقط يحظى بنسبة متابعة قد لا تتوفر لأكثر قنواتنا مشاهدة وصحفنا توزيعا ومبيعا..!! * مهدد اجتماعي جديد اسمه "رسائل الرذيلة الصوتية" ينبغي أن يتم التصدي له بحسم وحزم.. السكوت على مثل هذه الأشياء سيحولها إلى أدوات تصفية حسابات وإغتيال شخصيات، كما أن الذين يتباهون بما تحمله رسائلهم – إن كانوا داخل البلاد او خارجها- ينبغي لشرطة ونيابة أمن المجتمع والإدارة العامة للجوازات وسفاراتنا بالخارج أن تضع لهم حدا، ويا آسفي وحسرتي على شباب بلدي..!! أنفاس متقطعة * انتشار مثل هذه الرسائل والاهتمام بها يلهي بعض الشباب الواعي عن مناقشة قضايا الفساد والمهددات التي تشكل عائقاً أمام إنصلاح حال البلاد..!! * كثيرون يفضلون الصمت وعدم الحديث عن مثل هذه القضايا رغم خطورتها البالغة وتأثيرها الكبير، مع أن الصمت يغري هؤلاء لمزيد من الإنحلال والسقوط والتدمير..!! * صدق الإيرلنديون عندما قالوا: "لإزالة الوحل لا بد من الخوض فيه"..!! * السقوط يتمدد ويزدهر.. والمجتمع يتلوى ويحتضر..!! نفس أخير * وإذا أصيب القوم في أخلاقهم فأقم عليهم مأتماً وعويلا..!!