ضد التيار هيثم كابو النيل الأزرق وزاد "وجدي" ..(2-2)..! * قلنا أمس أن الغضبة العارمة التي اعترت مدير الفضائية السودانية و(رئيس مجلس إدارة قناة النيل الأزرق) محمد حاتم سليمان لشراء رجل الأعمال السوداني وجدي ميرغني لأسهم الشيخ صالح الكامل في قناة النيل الأزرق البالغ نسبتها 54% ليس لها ما يبررها، وحديثه عن عدم مشاورته لا قيمة له طالما أن شيخ صالح عرض علي التلفزيون شراء حصته فلم يجد منهم رغبة جادة، فطرح أسهمه في السوق فتقدم رجل معروف بقدرته المالية وأكمل الصفقة ليمتلك أكثر من نصف قيمة الفضائية ..!! * إذا لم يُخطِر الشيخ صالح الكامل تلفزيون السودان بالمُشترِي وهويته، ولم يكن راغباً في الإفصاح عن الصفقة قبل إكمالها، ولدى محمد حاتم تحفظ يجب أن يقوله لشريكه القديم إن وجد عنده إنتباهة وإصغاء، وليعلم أن المشتري (الذي دفع دم قلبه) همه الأن إعادة الصياغة والوقوف علي التفاصيل حتى ينطلق العمل، ولا وقت له ليهدره في الخواطر و(الجقلبة والزعل)..!! * تبقي التساؤلات المهمة : لماذا يرفض محمد حاتم (الشريك الوطني) ويُصِّدر مشاعر عدائية تصل مرحلة الإفصاح عن عدم الإقتناع بالصفقة وإظهار عدم رغبة في التعاون مع أُناس أشتروا الأسهم المعروضة للبيع بحر مالهم ؟؟ ..وهل وجود (شريك وطني) مستقر بالخرطوم وقريب من تفاصيل القناة سيحد من نفوذه ويٌقلل من سطوته، ويا ترى هل سيقبل (الشريك الجديد) المالك لأكثر من نصف الأسهم بجلوس محمد حاتم على كرسي (رئيس مجلس الأدارة) خاصة وأن كثيراً ما تردد من قبل حديث مفاده أن الشيخ صالح الكامل هو رئيس مجلس أدارة القناة منذ إنشائها ،و(مدير تلفزيون السودان بوصفه شريكاً) رئيس تنفيذي بحكم وجوده قريباً من المؤسسة ..؟؟ * يتحرك محمد حاتم الأن بمذكراته ويبعث للمسؤولين والنافذين في حزبه برجاءاته آملاً في عودة الحال لما كان عليه، وهذا أمر بات مستحيلاً فالحديث الان لأوراق الملكية والمستندات الثبوتية ..!! * سيطرة قادم جديد على النيل الأزرق ستحجم نفوذ وقبضة محمد حاتم الذي سيخسر (بقرة حلوب)، وكل من تهمه مصلحة القناة حقاً سيبارك مقدم (الشريك الوطني الجديد) لأن الخطوة تعد بمثابة طوق نجاة لقناة بدلاً من السير في الطريق الذي يجعلها تصبح مؤسسة بعد أن أضحت مجرد (نقاطة) لمحمد حاتم يسعي بما تدره من أموال ناتجة عن مشاهدتها العالية لإخفاء بعض تشوهات فشله الأداري في تلفزيون السودان بعد رحلة حافلة بالإخفاق والتدهور وملئية بالعيوب والثقوب ..!! * نصيحتنا للأخ وجدي ميرغني (المالك الجديد) أن يسعي لتطوير القناة وتحويلها لمؤسسة، ولا أعتقد أن من ضخ (أموالاً مقدرة) في هذه الصفقة سيبخل بالصرف على رفع مستوى التأهيل، وتحسين بيئة العمل، وزيادة أجور العاملين بالقناة في ظل الأوضاع الأقتصادية الصعبة فضعف المرتبات جعلها تفقد الكثيرين ممن فضلوا الهجرة لقناة الشروق – قبل ضائقتها المالية الأخيرة – وغيرها من القنوات والمؤسسات ..!! * الخطوة الأولي التي ينبغي تنفيذها بحسم بغية إجراء إصلاحات جذرية تتمثل في وقف إستنزاف القناة، والكف عن تحويل دخلها لإيراد مٌجنب والتعامل معها كحصالة دون الصرف عليها إن لم يكن بدعمها فعلى أقل تقدير بتركها في الوقت الراهن تسعى للنمو بمدخلاتها ..! * تحتاج القناة لمتطلبات عمل أساسية وزيادة لعدد الكاميرات وأجهزة الإضاءة و(المكسرات) ووحدات المونتاج ومختلف الأليات، وغيرها من (عدة الشغل) الأساسية التي تمثل المحرك الأساسي لكل قناة فضائية ..!! * لا أحد يصدق أن بقناة النيل الأزرق استديو واحداً (يتيماً) قام بتأسيسه الشيخ صالح الكامل عند إنطلاقة بث القناة قبل سنوات طوال يتم من داخله تقديم كل البرامج، ولا يزال الأستديو المغلوب على أمره يبحث عن أخ ورفيق طيلة تلك السنوات ولكن للأسف دون جدوى ..! * التسويق يمثل عصب نجاح كل قناة، وحجم الإعلانات دليل واضح على أرتفاع نسبة المشاهدة، وأعتقد أن دخول (شريك ما شفقان على التلقيط) سيرفع من قيمة الإعلان ويمنح أدارة التسويق فرصة تطوير العمل وتقديم أساليب ترويجية جديدة بأفكار مغايرة تُدِر علي القناة دخلاً أكبر وتجعلها في وضع أفضل ..! * القناة تحتاج لغربلة و(نفضة برامجية) وتقديم الأفكار علي برامج التسويق الباهتة التي لا تحقق عائداً ذا قيمة، وتحول القناة الي شاشة باهتة وعقيمة ..!! * أعتقد أن أقناع حسن فضل المولى بالإستمرار مديراً للقناة بتراكمه الخبروي الكبير وحسه الفضائي العالي النبرة وعلاقاته الممتدة وإرتباطه الوجداني بالمحطة في ظل المتغيرات الجديدة سيمنحه فرصة تقديم أفضل ما عنده، لا سيما وأن الرجل أبدع في ظل ظروف صعبة ووضع طارد ..!! * أخيراً : نأمل أن يقدم محمد حاتم مصلحة الإعلام السوداني والبلد والقناة على ذاته الفانية ..و(بلاش إزعاج وفرفرة وعكننة مزاج) ..!! نفس أخير جوا يساعدو في دفن ابو دس (الجنازة) ..!!