العتب مرفوع هيثم كابو أطرد (الأوهام) يا (برنس) وأصحى "1″..! * ..ومشكلة صديقنا هيثم مصطفى أن كل من حوله يسعى لمصلحته الا هو .. يصب المقربون منه النُصح في أذنيه بكثير قسوة حتى يُبلل الخجل رأسه بيد أن عناده يقوده الى الهاوية ليحترق ما تبقي من أطار صورة النجم الكروي المدهش الذي ملأ الدنيا وشغل الناس ..!! * كانت علاقتي بهيثم إبان فترة وجوده بالهلال متأزمة لدرجة المقاطعة فحتى المصافحة لم يكن لها مكان .. هاجمته بضراوة فقد كان رأس الرمح عند الوصايفة وبعد ذهابه عنهم (إنقطع رأسنا) ولم نجد في صفوف الهلال من يستحق النقد الدائم سوى خليفة (ويا لها من ماساة حقيقية ومفارقة لطيفة) ..!! * لا أنكر أبداً أني كنت قاسياً وحاداً في نقدي لهيثم إبان فترة وجوده بالهلال، وكانت إستراتيجيتي تتطلب الهجوم علي الكابتن الذي جعلوه أسطورة وأختزلوا الفريق في أسمه، ومجدوا مسيرته أكثر من رحلة النادي، وعرفوا السنوات التي قضاها معهم أكثر من معرفتهم لتاريخ تأسيس ناديهم ..تنكروا لمن سبقوه من أسماء ،وجنّوا على أنداده، وحاربوا بالوكالة والأصالة كل أداري حاول ردعه، ولم يكتفوا بذلك بل أنهم نسبوا الإنتصارات له وطال التهميش كل لاعب زامله،وحتى الأغنيات باتت حصرية عليه لدرجة أنه يوم مهر توقيعه في كشوفات المريخ لم تجد قناة قوون أغنية واحدة تبثها للهلال دون أن يكون لقب (سيدا) مفتتح لها او محشوراً بين أبياتها او مزيناً مقطعها الأخير ..!! * نجحت حملة الهجوم علي هيثم وقتها فهناك من يحبونه أكثر من ناديهم، ويمجدونه بصورة أكبر من الكيان الذي ينتمون اليه لدرجة أن أعداداً كبيرة من حزب (الهلالاب الهيثماب) إنسلخوا عن تشجيع الهلال وأنضموا لصفوف الصفوة، غير اولئك الذين (حرنوا وحردوا) والحكاوي في هذا الشأن كثيرة ومضحكة وغريبة ومثيرة ..!! * أطلقت عليه لقب (سيبا) الذي بات (الأسم الثابت) لصديقنا الرشيد علي عمر بعد توقيع هيثم في كشوفات المريخ .. القطيعة التي كانت بيننا لم تمنعني من مساندة فكرة تسجيله بالمريخ، فمن أجل الأحمر هاجمناه بشراسة ولأجل الأحمر رحبنا بفكرة قدومه لديار الصفوة ..!! * الأصدقاء الأحباء د.علي كوباني وشقيقه الأصغر صديق كوباني وابو هريرة حسين أقاموا (جلسة صفاء) بيني وهيثم بعد يومين من إرتدائه للفانلة الحمراء ..قناعتي أن الأمر وقتها لم يكن يحتاج لجلسة فتوقيع هيثم في كشوفات المريخ يعني فتح صفحة جديدة بل والتصدي للدفاع عنه ضد حملة أعلام الهلال وأدارته ودائرة الكرة التي كان يقودها خالد بخيت آنذاك، فالفتى أصبح لاعباً في صفوف المريخ وتقاليد الزعيم تقول بالحرف حسب ما رسم لها الحاج عبد الرحمن شاخور ورفاقه أن الدفاع عن لاعب المريخ ضد الهجمات الخارجية البربرية يمثل فرض عين إذا قام به البعض لا يسقط عن الأخرين ..!! * ذهبت لجلسة الصفاء التي لم نقف فيها عند ما مضى كثيراً وسرعان ما قفزنا للحاضر وتحدثنا عن المستقبل .. قضينا ثلاثة أرباع ظهيرة ذلك اليوم ودخل علينا العصر بمنزل (أولاد كوباني) ب(الخرطوم تلاته) دون أن نشعر بالزمن الذي تسرب من بين أصابعنا .. كانت الساعات الطوال تمضي كالدقائق العابرة ،والدقائق تلاحق بعضها البعض كالثواني، بينما لم تجد شوكة الثواني لنفسها في خارطة المواقيت وضعاً من الإعراب فهجرت الدوران ليصبح مصيرها التلاشي والذوبان .. قفشات أختصاصي الطب الشرعي د. علي الكوباني دائماً ما (تحقن) حديثه الملئ بالعبر وتراكم الخبرات وعصارة السنين ورحيق التجارب وفي البال مداعبات صديقنا كمال ترباس الذي قال ذات ممازحة سابقة : (انا ما بعترف بكوباني كدكتور ولو قام بتشريح جثث الدنيا وما فيها لأنو مافي دكتور ما بطعن حُقنة) .. وحقن كوباني وأمصاله في نبوغه العلمي الذي يندر أن تجد له مثيلاً .. جلسة عامرة بأريحية و (جنتلة) وطيب خاطر ابوهريرة حسين (زول الحارة وأخو الأخوان والصابر في كل المصائب والمحن) .. وهاهو (سيد البيت) الذي لم تغلق أبوابه يوماً صديق كوباني يتحرك كالنحلة جيئة وذهاباً يداعب هذا ويلاطف ذاك ويشغله (طارق علي الباب) أحياناً ومهاتف أحيانا أخري عن المشاركة في بعض المواضيع المطروحة في الصالون إلا أنه ما أن يسمع أسم المريخ حتي يختصر مهاتفه بأدبٍ كي يكون له في النقاش نصيب ، فرجل الأعمال الشاب صديق كوباني إجتماعي من طراز فريد وأبواب قلبه مفتوحة للجميع إلا أنه (مريخابي متعصب) يتحرك في ملفات الصفوة يمنة ويسري من خلف الكواليس دون أن يعلم أحداً بالأدوار التي يلعبها ، ويكفي ما قاله نجم المريخ علاءالدين فييرا الذي أشار الي أن صديق هو (الرجل الخفي) في ملف تسجيله للمريخ وعودته للبيت الكبير ..!! * إنطباعي الأول عن هيثم مصطفى وقتها أنه لاعب صاحب شخصية فذة ويمتلك قدرة فائقة علي الإفصاح والتوضيح والسرد والتحليل والإقناع (مع أني أشعر به الان قد فقد البوصلة لدرجة أنه سيبقى ستة أشهر بمنزله بالمنشية بعيداً عن الميادين التي أحبها وسيدفع ثمن عناده بإنتظار ما تسفر عنه الشهور القادمة مع أن ما تبقى من عمره الكروي ليس فيه من متسع للعناد والعصيان و"الحردان" ..)..! * أكثر ما أعجبني في هيثم مصطفي يومها إجادته ل(فن الإصغاء) في زمن (المقاطعة والثرثرة)، فما أن تدخل مجلساً إلا ويحاصرك عشرات الأشخاص من الذين لاهم لهم سوي إدعاء الحديث المشترك معك بينما يريدون فقط سماع أصواتهم دون أن يمنحوك فرصة لقول وجهة نظرك .. وعلماء النفس يشيرون الي أن إجادة الإصغاء واحدة من علامات الثقة بالنفس، ومن هو بقامة هيثم مصطفي حتماً يملك مقومات وآليات الثقة فالفتي مُشبع بالتجارب والمحكات والدروس والأزمات (ولكنه للأسف عدو نفسه وتفاصيل هذه الحلقات ستؤكد تلك الحقيقة تماماً )..!! * نعم.. الجمهور أحبه بوله وعشقه بتفانٍ وصار أنشودة الملاعب وروح المدرجات .. تمريراته الساحرة جعلته يدخل القلوب غازياً مقتحماً دون أن يقف برهة للطرق علي أبواب الإستئذان .. يتمتع بكارزيما عالية وقبول لا نظير له .. ذهن متقد .. حضور طاغ .. قدرة فذة علي ادارة دفة الأحداث ..مقدرة فائقة على صناعة الأهداف داخل الملعب وخارجه مع التمتع بإرادة صلبة وجهاز مناعة فولاذي يعرف كيف يتجاوز الأزمات ويمتص الصدمات (مع أن الشرح والتفصيل في قضيته هذه المرة يبين كيف أنه أخطأ الحسابات ولم يُحسن القراءات ..!!). * توثقت علاقتي مع هيثم من بعد ذلك وجمعتنا جلسات أُنس في مواضيع مختلفة إختلط فيها الخاص بالعام، وحتى في مشكلته (المختلقة) الأخيرة تحدثنا لقرابة الثلاث ساعات في تفاصيل التفاصيل، وللأسف كنت أتمنى أن أجده على حق لأقف بجانبه ولكن ما وضح لي جلياً أن الأمر لا يعدو سوى أن يكون مجرد توهم مصنوع لمشكلة لا وجود لها على الإطلاق، كما أن هيثم أكبر من أن يحرق تاريخه بهذه الصورة التي ستجعله محل سخرية وتهكم، وغداً نحكي بتفصيل أكثر ومعلومات لا يعرفها الكثيرون ونترك الحكم لكم . * هيثم مصطفى قرر الإحتراق في أواخر العمر ..وغداً نقول ما يمليه علينا (الضمير المريخي) فإن كان تقديرنا الخاص لهيثم كبير فأن تقديرنا للمريخ أكبر ، وإن كان الود المتبادل الذي بيننا أمر جميل فأن قول الحق أجمل ..!! نقش أخير * أطرد (الأوهام) يا برنس واصحى !!