[email protected] وجد كابو ضالته في حديث كابتن خالد بخيت الأخير ليوظفه في دفاعه المستميت هذه الأيام عن لاعب المريخ الجديد هيثم مصطفى. بدأ كابو مقاله الذي حاول من خلاله تفنيد حوار خالد بخيت لإحدى صحفنا الرياضية بعبارة ضحكت كثيراً وأنا أطالعها، حيث كتب " كل من تحسبه بالأمس (مُعلماً) يأتي الزمان ويكشف زيفه فتبحث له عن (مُعلم) يدرسه أبجديات التعليم و الخلق القويم..!! فإن نسيت يا كابو ما ظللت تكتبه حتى وقت قريب عن هيثم قبل تسجيله للمريخ فنحن ما نسينا، وسأوافي القارئ العزيز ببعض مما سطره قلمك لاحقاً في هذا المقال. لا خلاف حول أن شهادة الزور التي ذكر خالد في حواره أنه أدلى بها في وقت سابق حتى ينقذ هيثم من الشطب بعد إساءاته للمدرب أنور جسام أمر غير مقبول سواء ًمن خالد أم غيره، وأنه ماكان لخالد أن يتصرف بتلك الطريقة وأن يشهد كذباً لانقاذ هيثم. لكن الشيء المؤكد ومن واقع معرفتنا بسلوكيات هيثم مصطفى أنه قد أساء للمدرب أنور جسام، مثلما أساء للكثيرين غيره . فغطرسة هيثم وتجبره والمكانة الزائفة التي أوصلها له إعلاميون من امثال كابو نفسه ما كانت بحاجة لحديث من خالد بخيت حتى يقف الناس على حقيقيتها، فمعظم أصحاب الأقلام الزرقاء كانوا على علم بالكثير جداً من سلوكيات هيثم غير الحميدة، لكنهم كانوا يجبنون من الخوض في ذلك. وقد تابعنا في الأسابيع والأشهر القليلة الماضية الكثير من المقالات والتقارير التي أخرجت الكثير مما كان مخفياً عن جماهير الهلال التي انخدعت في هيثم طويلاً. إذاً صمت خالد بخيت في الفترة الماضية وعدم خوضه في تفاصيل مشاكل هيثم مفهوم وذلك لاعتبارين اثنين. الأول هو أن خالداً مسئول بجهاز الكرة في النادي الذي كان يلعب له هيثم ومن غير المنطقي أن ينشر غسيل ناديه هكذا حتى يفرح كابو وأمثاله. والثاني أن هذا الإعلام المضلل الكاذب الذي أوجد لهيثم تلك المكانة المزيفة وغير الحقيقية لم يفسح لخالد أو غيره مجالاً لأن يتحدث بأي حقائق يعرفها، لأن الأهلة ما كانوا سيصدقونه، طالما أن الإعلام يكذب عليهم كل يوم ويصور لهم هيثم كملاك. فكيف يصدق الناس نقداً لهيثم الذي كان ( المدرب واللاعب والإداري والصوفي والقائد). لكن ما فات على كابو - الذي ظن أنه امتلك كل أدوات هزيمة خالد بخيت وتكذيبه والدفاع عن هيثم يما يقنع الجميع- ما فات عليه أن ما كان يمارسه إعلام الهلال من تضليل وتهويل وتطبيل فارغ لا أساس له من الصحة هو ما يقوم به كابو نفسه حالياً، ولكي تتضح أمامكم الصورة سأضع بين أيديكم نموذجين فقط لما كتبه كابو قبل وبعد تسجيل هيثم للمريخ. قبل تسجيل هيثم للمريخ كتب كابو ما يلي: " تشبيه سيبا بالمصارع الأسطورة جون سينا يقلل من قيمة رياضة المصارعة الحرة لأن أهداف مصارعة سينا معلومة و أسباب مصارعة سيبا ملغومة ..!!...سينا معشوق الصغار و سيبا لم تفلح معه محاولات الكبار ..!!.. راهن سيبا على الضغط الجماهيري ناسياً تقدمه في السن الأمر الذي جعله تحت رحمة صراع ذو حدين ..!!أليس في الهلال كبيراً ذا مهابة يدخل الحلبة الزرقاء فيقول للجميع : أرضاً صراع." وقد لا يصدق القارئ أن كابو هذا هو نفسه الذي كتب بعد تسجيل هيثم في المريخ ما يلي: " قلنا أن موهبته كالمطر منحة لا تستجلب وكالنهر هبة لا تصنع ..هو والإبداع أشبه بقطرتين من عطر مختلف امتزجا ببعضهما البعض فصار من الصعب على أكثر الأنوف حساسية التمييز بين العطر والعطر..... قلنا إن الجمهور أحبه بوله وعشقه بتفانٍ وصار أنشودة الملاعب وروح المدرجات.. تمريراته الساحرة جعلته يدخل القلوب غازياً مقتحماً دون أن يقف برهة للطرق على أبواب الاستئذان .. يتمتع بكارزيما عالية وقبول لا نظير له .. ذهن متقد .. حضور طاغ .. قدرة فذة على إدارة دفة الأحداث .. مقدرة فائقة على صناعة الأهداف داخل الملعب وخارجه مع إرادة صلبة وجهاز مناعة فولاذي يعرف كيف يتجاوز الأزمات ويمتص الصدمات." المثير للسخرية أن كابو الذي دخل في سجال مع زميله محمد عبد الماجد بسبب هذا التناقض، دافع عن نفسه في أحد مقالاته بالقول أنه انتقد هيثم في مواقف وهو الآن يشيد به في مواقف مختلفة!! ولك عزيز القارئ أن تتخيل وتحكم لنفسك. أما من جانبي فأسأل الصحفي كابو: هل يمكن أن تنقص من عمر هيثم بعض السنوات حتى يعود من ( سيبا) إلى ( سيدا) لنفهم بعد ذلك أن نقدك كان في مواقف محددة وإن إشادتك به الآن تأتي ضمن سياق مواقف مختلفة؟! أليس أنت القائل بأن هيثم طعن في السن وأن عليه أن يحترم ذلك؟! مالكم كيف تحكمون؟! ولماذا تتوقع من خالد بخيت أن يقدم نموذجاً مختلفاً إن كنتم أنتم يا معشر الصحفيين غير قادرين على أن تكتبوا للناس وفقاً لمبادئ محددة لا تقبل التجزئه؟! أختلف مع خالد وبشدة حول شهادة الزور وحول منحه هيثم بعض حوافز المباريات التي لم يشارك فيها، لكنك يا كابو ليس مؤهلاً لنقد الفتى أو الدفاع عن هيثم لأنك كنت أول المسيئين لهيثم والمستهزئين به. أخطأ خالد عندما منح هيثم بعضاً من تلك الحوافز، لكن لعلمك يا كابو فإن إعادة هيثم لتلك الحوافز ولأشخاص بخلاف خالد الذي سلمها له، التي حاولت تصوريها كقيمة أخلاقية كبيرة ، قد تعني لغيرك المكر والدهاء ومحاولات استدرار عطف الآخرين وهو ما دأب عليه هيثم في مواقف لا تحصى ولا تعد.. وإلا فلماذا تسلمها من خالد أصلاً حتى يتكبد مشقة البحث عن آخرين ليعيدها لهم؟! كثيراً ما تظاهر هيثم بصفات جميلة عبر تصرفات محددة، لكنه في واقع الأمر كان يقصد العكس تماماً. ولعلك والآخرين يذكرون جيداً ذلك اليوم الذي وقف فيه من دكة البدلاء ليرفع يديه لجماهير الهلال خلال إحدى المباريات الأفريقية لتخرج علينا الصحف المضللة في صبيحة اليوم التالي بأن القائد ناشد الجماهير بدعم الفريق، في حين أنه كان يقصد تأجيج المشاعر وتحقيق مجد شخصي ولو على حساب الهلال! هذا هو هيثم يا هيثم كابو وأنت أول العارفين لكنك تمارس ما اعتاد زملاء لك في الصحافة الزرقاء ممارسته في أوقات سابقة وتحاول استغلال اسم هيثم لتوسيع قاعدة قراء عمودك الرياضي فيما يبدو. وصفت كلام خالد بخيت ب ( الفطير) وفات عليك بأن أي مرافعة دفاع لك عن هيثم ستكون قمة الفطير لأنك ظللت تهاجمه وبكل القسوة حتى وقت قريب ومن غير المعقول أن تفترض في ذاكرة القارئ كل هذا الضعف. قلت أن هيثم تحديث بشجاعة عندما كان لاعباً بالهلال وكان يدرك أن حديثه الصريح ذاك يمكن أن يؤدي لشطبه من النادي وأن خالداً لم يملك القدرة للرد عليه آنذاك، لكن ما تغض الطرف عنه هو أن هيثماً قال ما قاله لتلك الصحيفة لأنه فعلاً أراد الشطب من الهلال. وقد تكشفت بعد ذلك الكثير من الحقائق أولها أن الفتى رفيع الأخلاق حسب زعمك قد توصل لاتفاق واضح مع رئيس ناديكم الأحمر منذ فترة بإنهاء مسيرته هناك ولذلك كان يصر على تصعيد الأمور مع مجلس إدارة ناديه وجهازه الفني. ولعلمك يا كابو فإن أي هلالي يملك عقلاً راجحاً لابد أنه أدرك حقيقة أنه لو كانت هناك مؤامرة أم لم تكن فإن هيثم الذي يفكر على طريقة الانضمام للمريخ كان سيفعل ذلك إن عاجلاً أم آجلاً طالما هذا فهمه للأمور. ولو أنه يملك عقلاً راجحاً وذهناً متقداً كما وصفته في مقالك الذي احتفيت فيه بحضوره لإحدى الجلسات المريخية لما أنهى تاريخه الطويل في الهلال بالانضمام للمريخ حتى لو وزنوه ذهباً. لهذا فقد أضحكتني كثيراً عباراتك عن الخلق القويم والمدارس التي يمكن أن تعلموا فيها خالد بخيت، لأن من يفعلون ذلك لا يسجلون لاعباً كان آخر ما جهر به إساءات بالغة في حق رئيس ناديه ومدربه وبكل تلك البجاحة وكأنه المدرس الذي يفترض أن يسمع له الجميع. لكنها لم تكن غريبة، فقد سبق أن أساء الحضري لرئيس نادي المريخ وقال بالحرف الواحد أنه لم يكن يحلم بالسلام عليه، فكان أن كوفئ الحضري وزيد راتبه حتى يتنازل عن عليائه ويعود للمريخ من جديد، وقد كان! أفبعد كل هذا تريدنا أن نقتنع بأن دافعك من وراء هذا المقال هو الدفاع عن الأخلاق الحميدة! كما أضحكتني أكثر عبارتك " لن يمنح هيثم مصطفي معلم شهادات الزور شرف الرد عليه فالبرنس يرد داخل المستطيل الأخضر." وهنا لا بد من سؤال: هل كانت دار الفريق حسن عبد الله عيسى أو دار الدكتور الكوباني جزءاً من ذلك المستطيل الأخضر الذي يرد فيه البرنس؟! ثم أن البرنس وسيدا.. هذه ألقاب أطلقها على مشطوب الهلال جمهور الأزرق ويفترض أن تبحثوا له عن ألقاب جديدة. ولا يفوتني أن أذكرك طالما أنك تحدثت عن الأخلاق القويمة بحادثة إعتداء لاعبي المريخ أكرم وعلاء على شاب سوداني خارج أحد ملاهي دبي. وقد صفقت يداً بيد عندما طالعت تصريحاً لأحد إداريي المريخ يقول فيه أنهم سيتعاملون بصرامة مع اللاعبين وأن العقوبة قد تصل لحد الاحتفاظ بجوازيهما ومنعهما من السفر إلا بعد الحصول على إذن من المجلس! يعني المسئول ( غير المسئول) بدلاً من أن يحدثنا عما سيفعلونه تجاه هذا التصرف القبيح للاعبين قفز للمستقبل قبل أن تحل المشكلة الحالية. لاعبان يساهران في ناد ليلي متجاهلان تماماً اسميهما المعروفين وبعد ذلك يتعاركا مع شاب سوداني في الشارع العام ويصل الأمر بهما لمراكز الشرطة في بلد غير بلدنا، وبعد كل ذلك يتدخل أنصار النادي الأحمر هناك ورابطة مشجعيه لحل المسألة ودياً ولو بدفع أي مبلغ مالي، وفي ذات الوقت يقول سكرتير النادي أنها أمور شخصية ويجيء كابو ليحدثنا عن أخلاق المعلمين! انه فعلاً زمن المهازل هذا الذي نعيشه في سودان اليوم. //////////////