وهج الحروف ياسر عائس الصدارة..التطور او الفناء!! تقول القاعدة العلمية ان ما لا يتورط بفعل الطبيعة يفنى ..حتى الخلايا غير القابلة للتفاعل مع محيطها تكون مؤهلة للفناء التام والغياب وهو ذات ما ينطبق على تنظيم الصدارة أحد أعرق واقوى وارسخ التنظيمات الهلالية التي أسست على ارضية قوية ومتينة قوامها الفكرة والانتماء والتطور والارتقاء على قاعدة من الحب والقابلية للتعاطي مع الشأن الهلالي ووفق اسس ومعايير دقيقة لاختيار العناصر من بعد تمحيص وتدقيق واختبار. كانت الصدارة ملء السمع والبصر لأنها ضمت اسماء لامعة ووجوها نضرة وعقولا نيرة تأسست على يديها فكرة البناء القاعدي وفق عقد مفاهيمي وقيمي وتنظيمي اهتم بانتخاب عدد قليل من الناس ولكن الانتقاء كان بمعايرة خاصة ولهذا استمالت الصدارة الناخبين في الانتخابات التي جرت بمنافسة حادة من تنظيم الجميع. اهتمت الصدارة في بداية تكوينها بالانتشار الافقي ووقتها كانت الساحة الهلالية محصورة العدد وليست موارة بما احدثها سباق الارباب على الرئاسة وما افرزه لاحقا من ترهل قاد الممارسة الانتخابية لتكون سوقا للنخاسة. لكن التطور الطبيعي للاشياء يفرض على الصدارة الاهتمام بالتطور الراسي أيضا في ظل تطور العلم واتساع المعرفة وبزوغ جيل جديد من المتسلحين بالعلم على قاعدة انتشار التعليم الجامعي الذي فك احتكار المعرفة ولهذا كان ينبغي الاسترشاد بهدى الخريجين والتركيز على التواجد في معقل الاستنارة والوعي والتعاطي مع الواقع الجديد وليس التكلس والانكفاء على الذات وتوهم استدامة حب الاهلة للصدارة بالاستناد على ماضيها القديم. لم تتطور الصدارة في السنوات الاخيرة وذهبت مع الريح كما تقول القاعدة لأن رئيسها وحكيم الهلال السيد طه علي البشير اختار الابتعاد بعد ان زهد في التنافس على المناصب. اضمر الحكيم في نفسه شيئ من حتى لأنه رأى او اعتقد بتدخل السلطة في الانتخابات الاولى التي خاضتها الصدارة ضد الاصالة وكان واضحا رغبة السلطة في قدوم الارباب. الصدارة ظنت وهما انها لا تزال بذات هياكلها القديمة قادرة على التأثير في المشهد الهلالي رغم انها تسببت في تفكيك الوحدة الهلالية وفتح الباب امام المتطلعين بالاستقالة التي تقدم بها مجلس الحكيم بوعد من الوزير احمد حسب الرسول اعادة ترقيع المجلس وتعيينه مجددا. لكن الارباب وباذرعه الطويلة قلب الطاولة على الحكيم فادارت له السلطة ظهرها وتنكرت لوعدها فكانت بداية سقوط تنظيم الصدارة وانفتاح الافق امام خصوم الصدارة الذين نقلوا صراعاتهم الشخصية والتارية والاقتصادية للهلال واتخذوا ساحته مسرحا للاحتراب. تعاطي الصدارة مع الانتخابات والحراك الهلالي ضعيف وباهت ولا يرقى لمستوى الحدث بل يمثل خصما من رصيد التنظيم الذي ظل رائدا لا يكذب اهله. لا نريد اغلاق التنظيم على فرد واحد ورهن ارادة وافكار اهل الصدارة بين يدي قبول ورفض الحكيم الذي اعلن على الملأ ومنذ سنوات زهده ورفضه العودة للعمل التنفيذي واكتفاءه بما قدمه للهلال من خلال الرئاسة. لكن الحكيم وكرئيس لتنظيم الصدارة مطالب بتحريك الجمود واعادة تسمية الهياكل ودعوة المؤتمر العام لاتخاذ القرار المناسب حول الهلال او على الاقل تسمية رئيس جديد للتنظيم اذا قرر الحكيم التخلي عن المنصب. اما اذا قرر المؤتمر الابقاء على الحكيم وبقية الاسماء في المكتب القيادي وتسمية مرشحين لخوض الانتخابات فهذا هو المطلوب. ليس مقبولا ان تتحرك تنظيمات منافسة وتنشأ تنظيمات جديدة وتقوم على اشلاء الصدارة ويظل التنظيم الاقدم والارسخ والاعلى كعبا قاعدا متخلفا لا يهش ولا ينش. انتهت الانتخابات التي جاءت بمجلس البرير باعلان رسمي من الصدارة دعمها للبرير ولكن الصدارة صمتت طوال فترتي عطا المنان رغم ان الشارع يقول انها تدعم استمرارية عطا المنان سراً. كما ان الصدارة كتنظيم لم تقاتل لتسمية عناصر لها في لجنة التسيير الثانية وتفرجت على ابعاد نائب رئيس التنظيم الاخ الكوارتي وهو يرأس بعثة الهلال بالقاهرة. ليس عيبا ان تتلاقى طروحات الصدارة مع افكار عطا المنان وليس غريبا ان تتحالف معه اذا قرر خوض الانتخابات لكن العيب كل العيب ان تنتظم الساحة الهلالية جملة من الاحداث وتنشأ العديد من الاحلاف والتنظيمات الجديدة فيما تلعب الصدارة دور المتفرج بامتياز. من الضرورة بمكان على آخر قيادة منتخبة من تنظيم الصدارة ان تدعو لاجتماع طارئ لمناقشة موقف التنظيم من الانتخابات القادمة او حتى على الاقل رد الامر للجمعية العمومية للتنظيم لاتخاذ القرار المناسب. لابراء ذمة المكتب القيادي للصدارة وحتى لا يتهم بوأد الفكرة الجميلة وقتل التنظيم الرائد نتمنى ان تتداعى الجهة المعنية لاتخاذ القرار المناسب لله والتاريخ والوطن والهلال وحتى ترد الامانة لاهلها. الوضع الراهن لا يليق بتنظيم الصدارة الذي إن لم يتجدد ويتطور سيفنى وعندها سنبكي بدموع الدم ونفتقد حقا زعيم امة الهلال وعراب الصدارة الخالد الطيب عبد الله. تمور الارض تحت الاقدام وتتحرك الاسماء على كافة الصعد وتنظيم الصدارة يغط كما اهل الكهف في نوم عميق. حتى لو قرر التنظيم مقاطعة الانتخابات وعدم المشاركة في مهازل الحشد والاستقطاب فهو في النهاية رأي جدير بالاحترام. نعلم ان التوقيت متأخر جدا لاتخاذ اي قرار ولكن ان تأتي متأخرا افضل من الا تأتي. ولو كان الصدارة في وضعه الطبيعي لحرك جمود العضوية ونافس على التجديد واستبق التيارات الأخرى لأنه اعرف بدهاليز وسراديب الانتخابات ويتمتع بخبرات كبيرة في هذا المجال. هل ننعي الصدارة..ام ننعي الزعيم الطيب عبد الله بعد سنوات من وفاته؟؟.