زووم ابوعاقلة اماسا ذكرياتنا المريرة مع فيتالو البوروندي..!! فاز المريخ على بنادير الصومالي برباعية وحصل على أول ثلاث نقاط في بطولة سيكافا (بول كاغامي) الجارية حالياً في رواندا، ويتعين على فرسانه الفوز على حامل اللقب (فيتالو) يوم الجمعة لضمان التأهل إلى الدور التالي وتفادي الوقوع في حفرة تأريخية بعدم بلوغ الدور الثاني للمرة الأولى في تأريخ مشاركات الفريق، ونحن لا نركز على دخوله بفرصتين طبعاً بقدر ما نريد أن نذكر أنصار الفريق بأنه الفريق الذي تسبب لنا بأمر هزيمة تذوقتناها منذ أن فتحت أعيننا وعشقنا المريخ، وأرجو ألا ينسى المريخاب ذلك، كما أرجو أن يذاكر الوفد الإداري مع اللاعبين صفحات من تأريخ المريخ حتى يدركوا أن مقابلة (فيتالو) بعد (23) سنة ليست بالمناسبة العادية..! عقب فوز المريخ بكأس مانديلا كنا تواقين لتكرار التجربة، ومتحمسين جداً لرؤية المريخ يتوج بلقب آخر محمول جواً يجعله عضواً كبيراً ضمن رابطة الأندية الفائزة بألقاب البطولات الأفريقية، ولأن الفوز ببطولة أخرى كانت لتخرج المريخ من الجدل النمرودي الذي يتحدث عنه خصومه وأن ذلك الإنجاز كان صدفة لن تتكرر.. وأذكر ضمن ما أذكر أننا كنا نثق في كل النجوم الذين في كشف الفريق، ونراهن على أن أي منهم مؤهل للعب في أي دوري عربي، عندما كان المشطوب من الأندية السودانية يستطيع أن يبني مجداً مؤثلاً في بقية الدوريات العربية، وخاصة الخليجية.. وهو ما كان يعني أن الفريق مؤهل لتكرار الفوز بالألقاب الأفريقية.. وأتحدث هنا عن السنوات التي أعقبت الفوز بمانديلا وتشبع اللاعبين والجمهور والإعلام بروح البطولات.. وفي العام 1990 ودع الفريق البطولة ذاتها بأقدام لاعبي الترجي التونسي، وفي العام التالي وهو عام 1991.. مضى الفريق بثبات حتى الدور نصف النهائي والتقى بهذا الفريق الذي ظل كابوساً في مخيلتي منذ ذلك الوقت، وكان قريباً للغاية من الوصول للنهائي الثاني في ثلاث سنوات، وبعد أن فاز بأم درمان بهدف عيسى صباح الخير، تقدم مرتين برأسيتي زيكو في بوجمبوراً، ولكنه لعب ضد أكثر من 13 لاعباً ارتدوا شعار الفريق البوروندي بعد انضمام الحكم لتشكيلة الفريق، ثم كان الجمهور الذي توزحش داخل الإستاد بشكل مرعب لاعباً إضافياً للفريق.. ومع ذلك انتهى الزمن الأصلي للمباراة بفوزهم بثلاثية مقابل هدفين للمريخ، ولكن الحكم رفض إطلاق صافرة النهاية إلا بعد أن أن تكفل أحد اللاعبين بدفع حامد بريمه وإبعاده عن مرماه قبل أن يتولى آخر إحراز هدف من كرة كانت قد تجاوزت خط التماس قبل أن تشكل هجمة على المريخ.. وكانت النتيجة النهائية 4/2 حملت الرواندي لمواجهة الزمالك في نهائي كأس الكؤوس 1991، وبالتالي حرم المريخ من مجد وتأريخ كان سيكتب له لولا ظلم التحكيم الأفريقي.. وفي كثير من السنوات التي أعقبت ذلك كانت الفرق السودانية دائماً ضحية للتحكيم الأفريقي المرتشي.. حتى ولو كانت مؤهلة للفوز باللقب.. فقد كان مسؤولينا يمارسون كرة قدم في غاية النزاهة والنظافة. أريد أن أربط تلك المأساة بمباراة المريخ يوم الجمعة أمام نفس الفريق.. لأنني أتمنى أن نفوز عليه بعدد وافر من الأهداف متى قابلناه حتى نشفي غليلنا من ذلك الظلم التأريخي الذي تعرضنا له من قبل. حواشي أخشى أن تمر المباراة ونخسرها دون أن نذكر هذه الحادثة.. ففيها وقود حيوي ومهم ودافع قوي للفوز والعبور..! بخيت خميس نجم بمواصفات المريخ.. ولكنه جلس على دكة البدلاء وما كان يستحق ذلك الجلوس.. ولكن.. رب ضارة نافعة… فذلك سيقدمه على نار هادئة إلى عالم النجومية، ولكن على جماهير المريخ أن تتأكد من الآن وتؤمن بأنها لن تجد في الملاعب السودانية لاعباً في هذه الوظيفة بإمكانيات روبيرتو كارلوس أو مالديني.. وعليها التوقف عن محاسبة اللاعبين ب(10%) من نقاط الضعف مع تجاهل (90%) من الإيجابيات..! أعني أن بخيت خميس لاعب موهوب وصغير السن نوعاً ما.. وعلينا منحه فرصة للعب والتطور في أجواء هادئة بعيداً عن الشحن وحالة الرعب والضغط التي يعيشها نجوم الفريق دائماً. حتى فترة رئاسة محمد إلياس محجوب كان على عضو مجلس المريخ الذي يريد رئاسة أي بعثة خارجية للفريق أن يضع مبلغ (5) آلأاف دولار على طاولة إجتماعات المجلس حتى يعلن إسمه رئيساً للبعثة.. وهذا المبلغ كان ينفق كنثريات.. ولكننا عشنا وشفنا البعض يصارع على رئاسة بعثات الفريق من أجل الإستمتاع بالنثريات التي يحصل عليها مع مخصصات أخرى قد تساويه مع اللاعبين أو تفضله عليهم..! في السابق.. كان المجلس إذا أعلن مشروعاً فيه استقطاب للدعم لمصلحة النادي يبدأ بأعضائه قبل إعلان ذلك على الجمهور.. ولكننا رأينا في الفترة الأخيرة أنهم يقاطعون مشروعات مثل المقصورة الماسية.. مع أن هنالك استنفار للأقطاب البعيدين عن المجلس ولجانه المساعدة للحصول على المقاعد.. لذلك لم نر من مجلس الإدارة غير إسم واحد ضمن قائمة الماسية.. إذا استثنينا جمال الوالي الذي حصل على مقعدين أحدهم بإسمه والآخر بإسم مربي الأجيال حسن محمد عبد الله..! بالمفاهيم البسيطة والسطحية.. تنظر إلى (حذاءك) وأنت تسير في الطريق فتراه مغبراً، وأنت تقصد مكاناً يتطلب العناية بالمظهر تقصد ماسحي الأحذية.. وعندما ينتهي الصبي من عمله و(يلمع) الحذاء.. تدخل يدك في جيبه وتعطيه المقابل..! إنهم ينشدون (التلميع) بالمجان في مجلس إدارة أكبر ناد في القطر..!! عجبي…!!