راي رياضي ابراهيم عوض من اين جاء هؤلاء؟ حدث ما توقعه العقلاءوخسر منتخبنا الوطني لكرة القدم على ارضه ووسط جمهوره من ضيفه الجنوب افريقي بثلاثية نظيفة في مستهل مشوار المنتخبينفي تصفيات امم افريقيا 2015 بالمغرب. الفوارقالعناصرية والفنية، اضافة الى الاعداد الجيد والتخطيط السليم، رجحوا كفة الاولاد ، على اولادنا، ومنحوا الضيوف فوزا كبيرا ومستحقا تصدروا به المجموعة الثانية. لم يكن بالامكان افضل مما كان،فالطريقة التي تم بها تجميع اللاعبين واعداد المنتخب، لمباراة امس الاول، ما كان لها ان تحقق أي نتيجة حتى ولو كان المنافس من بلاد الواق الواق. استنفذ الفريق كل حيله، وتوقف اللاعبون عن الركض وانهارت المنظومة بعد مرور اقل من ربع ساعة من الشوط الثاني، لان عملية الاعداد والبناء لم تكن سليمة. استقبلت شباكنا هدفين في اقل من عشرة دقائق منالبديل رقم 10، وتمت الناقصة بالهدف الثالث، وكانبامكانالجنوب افريقي تسجيلاهداف اكثر لو كان حريصا على ذلك. الهدف الاول كشف عن ضعف قدراتالمدافعين، وسوء التنظيم، بدليل ان اللاعب الذي سجله غمز الكرة بسهولة في الزاوية اليمنى لمرمى المعز رغم وجود اربعة مدافعينحوله. اما الثاني فيفترض ان يكون قد وضع حدا لمسيرة كل المدافعين الذين شاركوا في مهزلة الجمعة، اذا لا يعقل ان يتسلم المهاجم الكرة ويتقدم بها اكثر من خطوة ويصوب دون ان يعترض سكته أحد. لا ادري كيف تعامل مازدا مع المباراة بتلك الطريقة البدائية رغم علمه ان منتخب جنوب افريقيا يعد من افضل الفرق الافريقية في الوقت الحالي واكثرها اعدادا. انجر مازدا خلف الشعارات البراقة التي اطلقتها صحف الخرطوم في يوم المباراة، والتي كانت تمجد لاعبيه وتصفهم بالاسود والصقور وهلم جرا. لم يضع المدرب الخبير في حساباته الفوارقالفنية الكبيرة التي تفصل بين المنتخب الذي يدربه والذي سيلاقيه ، فكان من الطبيعي ان يخسر بثلاثية بيضاء. لو تعامل مازدا بعقلانية مع الجنوب افريقي، لما خسر بتلك النتيجة الكبيرة رغم الفوارق التي ذكرناها،حيث كان يمكن ان يخرج على الاقل بالتعادل السلبي. الانهيار الذي حدث في الشوط الثاني جاء نتيجةللمجهود الكبير الذي بذله اللاعبون في الشوط الاول، والذي بدوره تسبب في انخفاض لياقتهم البدنية في الثاني. لم ينل مازدا بلح الشام في الشوط الاول الذي نزل فيه بثقله من اجل احراز نتيجة ايجابية، ولم يطال عنب اليمن في الشوط الثاني بعد انهيار اللياقة البدنية فخسر بثلاثية. اللعب بتوازن، وتوزيع جهد اللاعبين بين الشوطين، ومنح الفريق الضيف حق قدره، كان هو السبيل الوحيد لتلافي النتيجة الكارثية التي حلت بنا في تلك الليلة. آخر الكلام يتحمل المدرب مازدا جزء من مسؤولية الخسارة امام جنوب افريقيالانه لم يضع الخطة المناسبة للمباراة ، لكن قادة الاتحاد يتحملون الجزء الاكبر، لانهم اهملوا المنتخب وانشغلوا عنه. لواعد هذا المنتخب بالطريقة المثلى،ووفرت له كل المعينات، ووجد الاهتمام الكاف من رئيس الاتحاد ونائبه وسكرتيره وامين خزينته لما تعرض لتلك الخسارة المؤلمة. تفرغ قادة الاتحاد للسفر، وتنظيم الرحلات السياحية عبر قارات العالم ، وحينما كانوا يتواجدون في السودان، لم يكن لهم أي هم غير خدمة ناديهمالمفضل،ورئيسه المحبوب. اختاروه للمشاركة في سيكافا ثلاث مرات في اقل من عام، من اجلانيحصل على لقب خارجي حتى ولو كان على طريقة البطولة التي نظمتها رواندا مؤخرا. لم يتحمل امين الخزينة البقاء في السودان فغادر الى كيجالي من اجل تقديم التسهيلات اللازمة لفريقه المفضل، وظل الرئيس على اتصال دائم بكل افراد البعثة وكذلك السكرتير. نسأل معتصم ومجدي واسامة، هل كلف احدكم نفسه الاتصال باي لاعب من المنتخب قبل مباراة جنوب افريقيا، كما كان يحدث مع الفريق المفضل ، وما هي المساهمات التي قدمتموها من اجل رفع معنويات الفريق. تبرير الخسارةمن جنوب افريقيا بقلة الدعم وعدم اهتمام الدولة امر غير مقبول، فالذي لا يستطيع ان يقوم بمهامه ومسؤولياته ينبغي عليه ان يقدم استقالتهيوتوارى عن الانظار. لكننا لا نتوقع من قادة الاتحادالموصومين بالبرود ان يستقيلوا او يغادروا ، لان الذيلم تحرك فيهفضيحة سحب نقاط مباراة زامبيا ساكنا،لا يمكن ان يستقيل لمجردالخسارة في الميدان. وداعية : من اين جاء هؤلاء؟.