العتب مرفوع تعيش إنت ويدوم خيرك ..!! * صافح صوته آذان المستمعين في مطلع ستينيات القرن المنصرم فشكل أضافة نوعية للمشهد الغنائي والساحة الفنية .. نبرات ثاقبة مميزة لحنجرة كاملة الهيبة والشخصية .. عرفه أهل كسلا مرددا لروائع عثمان حسين وإبراهيم عوض ومحمد وردي، ولكن الطموح الذي كان يملأ جوانحه آنذاك يشير لكل صاحب عين فاحصة أن هذا الفتى الأسمر لن يقبل بالجلوس على (كرسي الترديد) كثيراً وسيسعى جاهداً للإعلان عن نفسه وقول كلمته ووضع بصمته ..!! * أيقن (أبن منطقته) ورفيق رحلته الأولى الشاعر المرهف إسحاق الحلنقي أن هذا الصوت المسكون موهبة وتطريب وشجن سيكون له شأن عظيم، لينطلق (بلبل الشرق) إبراهيم حسين عبر حزمة من الأعمال الخاصة (ساعة الغروب، غيابك طال، والريدة جات متأخرة) ليردد الجميع من خلفه : رحلتو بعيد نسيتو الريد والحنان والإلفة الجميلة والسعد اللي كان لكن فرقتنا أقدار الزمان في الليل يا حبيبي نورك وأنت ضاوي حليلك وأنت جنبي بالزي السماوي وجرح الفرقة الأيام تداوي ..!! * جاء إبراهيم حسين باحثاً عن موطئ قدم بالخرطوم في وقت كان من الصعب فيه أن تكون (مستمعا) ناهيك من أن تصبح (فنانا) .. التنافس على أشده .. الرصانة سمة ثابتة في كل عمل يقدم عبر المسرح أو الإذاعة والتلفزيون .. الاذان (تفلتر) الأغاني و(تغربل) الألحان، ولا مكان لنصف موهوب، ومن الصعب قبول (عمل ممجوج) .. أثبت (ابو خليل) ذاته، وحجز لنفسه مقعدا وثيرا فأصبح لأسمه (رنين) ولألحانه (صدى) ولأغنياته (معجبين)، وسرعان ما باتت أعماله تبث بإنتظام عبر الإذاعة والتلفزيون فعرف الناس (ليه يا شمعة سهرانة والشجون) ..!! * لم يتردد إبراهيم حسين في إعلان إنتمائه الأحمر منذ سنوات طويلة، وظل وفيا للمريخ ومرتبطا به، فحب الزعيم يجري في دمه ويسيطر عليه في سكناته وحركاته، لتجمعه علاقة خاصة بالزعيم لدرجة أن أنتصارات المريخ باتت لا تكتمل فرحتها إلا بترديد : نجمة نجمة الليل نعدو والسنين يا حليلنا عدوا وانت ما عارف عيونك لما تسرح وين بودو ..!! * أبتلى المولى سبحانه وتعالى (بلبل الشرق) بالمرض في السنوات الماضية .. إنسحب إبراهيم حسين عن المشهد مجبرا إلا أن روائعه ظلت حاضرة تحفظ أسمه ومكانته وثرائه وتؤكد علو كعب مشواره وبديع عطائه ..!! * لم تنقطع علاقة أهل المريخ ب(صاحب نجمة نجمة)، كمان أن قلب (البلبل الشرقاوي) ظل متعلقا بالزعيم، لذا لم يكن غريباً على الصفوة واتحاد المهن الموسيقية أن يحتفلوا مساء أمس الأول بإبراهيم في أروع حفل وأنبل تكريم ..!! * أعداد كبيرة من الصفوة ومحبي إبراهيم حسين حرصوا على حضور الحفل .. مجلس الأدارة بأكمله كان هناك تقدمه رئيس النادي جمال الوالي .. مشاركات فنية واسعة من كبار الفنانين قبل شبابهم عكست مكانة (بلبل الشرق) عند أهل الفن .. د.عبد القادر سالم كعادته كان الدينمو المحرك يستقبل الضيوف ويتحرك نحو المسرح ويشارك مغنيا ويداعب هذا ويسامر ذاك .. د. محمد سيف رئيس اتحاد المهن الموسيقية قاد الفرقة الموسيقية عازفا على ألة العود وبادر بتكريم الوالي في ظل أفراح المريخ الجوية .. عمر إحساس غنى من روائع المحتفى به والغى كافة إرتباطاته وظل حضوراً بالحفل منذ إنطلاقته وحتى أغنية الختام الجماعية .. سيف الجامعة وعصام محمد نور أختارا الغناء لبلبل الشرق كدويتو في لفتة ساحرة .. عاطف السماني أدهش الحاضرين بنجمة نجمة والفنان الشاب محمد عيسى أحد منسقي الحفل أعاد غناءها تلبية لرغبة الوالي .. مشاركات عديدة شهدها الحفل من هشام درماس وإنصاف فتحي وعفراء عبد الرضي ومعتز جوطة ومرتضى حسن وصلاح، وكل الحضور من الفنانين رددوا أغنية الختام مع نجل إبراهيم حسين، وبالرغم من إسدال الستار على الحفل وإنتهاء زمنه إلا أن إنصاف مدني سارعت بالحضور لدار نادي المريخ لتقول للمحتفى به (شكراً يا جميل ..والكبير كبير) ..!! * عزيزي إبراهيم حسين : متعك الله بالصحة والعافية انت وكل من أعطى بحب من أبناء جيلك .. و(تعيش إنت ويدوم خيرك) ..!! نقوش متفرقة * أنه مريخ الجويات يا عزيزي جمال فرفور الذي يعرف أهله قيمة العطاء، ويجسدون كل معاني العرفان والوفاء، فشكراً للمريخ ولإبراهيم حسين صاحب الإرادة الصلبة الذي لا يزال يصارع المرض بعزيمة وصبر وكبرياء ..!! * إفتقدنا فرفور بنادي الجويات يوم أمس الأول نسبة لإرتباطه بإحياء حفل بعروس الرمال ..!! * المريخ عالم جميل ..!! نقش أخير * تعيش إنت ويدوم خيرك تعيش والدنيا ما تضيرك لو جارت عليك أيام تعال لعيونا بتشيلك هيثم كابو