راي رياضي ابراهيم عوض الفارق بين جمال والكاردينال فرط فريق الهلال كالعادة فينهائي كأس السودان، وفقد فرصة استرداد اللقب بعد ان تلقى هزيمة موجعة من نده المريخ أمس الاول بثلاثة اهداف مقابل هدف. ان فشل الفريق الازرق المستمرفي مسابقة كأس السودان، وتميز المريخ فيها وفوزه بلقبها بشكل شبه دائم، ينبغي ان تتم دراسته من اهل الهلال ، حتى لا تصبح هذه المسألة عقدة. لكن يحسب للهلال ان كعبه ظلعاليا في الدوري، البطولة الرئيسة والاهم، والدليل على ذلك انه يتفوق على المريخ بعدد مرات الفوز في المباريات المباشرة وفي عدد مرات الفوز باللقب، بارقام مهولة. لم نحزن لخسارة أمس الاول، وفقدان لقب كأس السودان ، رغم ان الهلال قدم مباراة رفيعة في شوطها الاول وجزء من الثاني، لقناعتنا ان مقومات تحقيق الانتصار لم تكن متوفرة بالكامل. اعتقد لاعبو الهلال ان المباراة ستنتهي بالهدف المبكر الذي سجله بكري المدينة براسه في شباك حارس المريخ المتالق جمال سالم، فلم يسعوا الى زيادته، الى ان فاجأهم المريخ بهدف التعادل. وحتى ضربة الجزاء التي كسبها الفريق في بداية الشوط الثاني اهدرها سيسه ، لينعكس ذلك سلبا على اداء الفريق، الذي بدأ ينهار الى ان تلقت شباكه هدفين كانا قابلين لزيادة. افتقد الهلال للقائد الذي يوجه ويرفع المعنويات داخل الملعب، والى المدرب الذي يقرأ المباراة ويصحح الاخطاء ، والى الادارة التي تفرغ اغلب اعضائها الى تهديد المريخ بالتصريحات الجوفاء قبل المباراة. كما كان لغياب رئيس النادي اشرف الكاردينال عن الساحة وسفره المتكرر للخارج، وبعده عن اللاعبين، واختفاء نائبه، وضعف حيلة الامين العام دور في تلك الهزيمة المرة. حرص رئيس المريخ جمال الوالي الذي كان خارج البلاد في مهمة عملية الى قطع رحلته والعودة الى الخرطوم قبل موعد المباراة بيوم، والتوجه فورا من المطار الى معسكر اللاعبين. وعلى النقيض من ذلك لم يستشعر رئيس الهلال اشرف الكاردينال باهمية وجوده مع اللاعبين، وهم يستعدون لمنازلة المريخ في نهائي البطولة الثانية، فقرر متابعة المباراة من قناة قوون من مقر اقامته بالخارج. ساهمت زيارة الوالي الى معسكر المريخ من المطار، قبل ان يذهب الى منزله في ارتفاع الروح المعنوية للاعبيه، وجهازهم الفني، ولمسنا ذلك بعد هدف بكري المدينة الذي ولج شباكهم. تحرر المريخ من الطريقة الدفاعية التي كان يلعب بها ، قبل ان ياتي هدف بكري، وتحول الى الهجوم، ولمسنا ان هناك رغبة من لاعبيه في تعديل النتيجة وهذا ما حدث خلال دقائق. في الهلال حدث العكس تماما ، فبمجرد ان سجل المريخ هدفه الثاني اصيب اللاعبون بالاحباط وفقدوا القدرة على التركيز والرغبة في التعديل ، وزاد الطين بله عندما احرز راجي الهدف الثالث. تفرغ لاعبو الهلال بعد ذلك للعب الخشن، ومحاولة ايذاء لاعبي المريخ، وكاد بكري المدينة ان يقلع عين المصري ايمن سعيد في لعبة كانت تستحق بطاقة حمراء ، لكن يبدو ان الحكم لم يشاهده. وبمناسبة الحكم ، نعتقد بانه ادار المباراة بصورة طيبة، ولم يقع في اخطاء كارثية كما هي عادة حكام القمة باستثناء، تفويت حالة طرد بكري، لكن مساعده اخطأ بعدم احتساب تسلل ضفر قبل ان يحرز هدف التعادل. نبارك للمريخ الفوز بكأس السودان ونقول هاردلك للهلال. آخر الكلام الحديث عن خسارة نهائي كاس السودان سيكون مضيعة للوقت، وينبغي على مجلس ادارة الهلال ان يطوي هذا الملفويعمل من الآن فصاعدا على تهيئة الفريق لمباراتيه المتبقيتين في الدوري. سيلعب الهلال مع الاهلي عطبرة اولا قبل ان يختم مشواره امام المريخ في الثلاثين من اكتوبر الجاري، واي نتيجة غير الفوز في المباراتين ستعني ضياع لقب الدوري. صحيح ان الهلال يتفوق على المريخ بنقطة، ويملك فرصة الحصول على اللقب في حالة فوزه على الاهلي، والتعادل في مباراة القمة، لكن ذلك لن يرضي جماهير الهلال. لقب الدوري ان لم يأتي مقرونا بالفوز على المريخ ، لن يكون له طعم او مذاق ، لان الجماهير الهلالية ترغب في رد اعتبارها من هزيمة الاحد ، وتختم الموسم باحلي موال. الخسارة من المريخ ينبغي ان لا تشغلنا عن الاداء المتميز الذي قدمه بعض نجوم الهلال في المباراة، وفي مقدمتهم الظهير الايسر معاوية فداسي الذي اكد انه لاعب كبير ويعتمد عليه. اذا واصل رئيس الهلال الطائر اشرف الكاردينال الغياب عن الساحة، وترك الامر لناس عماد، فاننا لا نتوقع ان يتغير اي شيء، وقد يكرر المريخ فوزه نهاية الشهر. من الاخطاء التي وقعت فيها ادارة الهلال، عدم حسمها لملف التدريب، رغم ان الفرصة كانت امامها لاختيار مدرب مؤهل لقيادة الفريق، قبل ان تتورط مع مبارك سلمان. وفق المريخ في التعاقد مع الحارس اليوغندي جمال سالم والذي نعتقد بانه اصبح يمثل قوة ضاربة في المريخ، ولولاه لما فاز الفريق بكأس سيكافا او احتفظ بكأس السودان. وداعية : اصحا يا كاردينال.