الصدى عمر الجندي السبت ملحمة الكبار.. والأحد دافوري الصغار لازال صدى تفوق الأحمر الوهاج على الترجي التونسي هو حدث الأحداث ويتم تداوله يومياً وبكل تفاصيله على القنوات الفضائية والمنتديات والواتساب. المريخ أنار الطرق وقدم الدرس لكل الفرق بأن عهد الأسماء الكبيرة قد ولّى. ويصبح الكبير بعطائه داخل المستطيل الأخضر. بالأمس فرض المريخ أسلوبه على الترجي وظهر لاعبو بني سويقة يركضون كالحصين الهرمة التي أعياها الزمن. بينما كان لاعبو المريخ كالأسود منتشرين في كل أرجاء الملعب. بل كانت المباراة أشبه بالصياد الذي يطارد الفريسة التي أدمنت السقوط أرضاً ورفعت الراية البيضاء. وضح بما لايدع مجالاً للشك وبإجماع الخبراء أن مباراة السبت بين المريخ والترجي هي ملحمة الكبار. أما لقاء الأمس بين سانغا والهلال فهو دافوري الصغار. فريق في أرضه ووسط جمهوره طوال تسعين دقيقة لم يسدد أي كرة خطرة. استغرب كيف استطاع هذا الفريق اقصاء القطن الكاميروني. وفرق بين المباراتين شاهدت جزءً من مباراة الأمس وأصابني النعاس والرتابة والخمول. بينما في مباراة الترجي ظلت الاعصاب مشدودة والعيون جاحظة حتى آخر المباراة. حقيقة وبالعربي الدراجي انتو بتجيبوا الفرق دي من وين يا ناس الهلال؟ صدى ثان لم يستطع الاهلة حتى اليوم إخفاء غضبهم الشديد والغل في دواخلهم بسبب اختيار اللاعب بكري المدينة لفريق المريخ وتفضيله على الهلال. المدينة أضحى أكبر اسم مرعب لدفاعات أفريقيا وحراس المرمى. اذا لم يسجل فهو صانع الفرح. لو وجد بكري المدينة مثل دفاعات الحمام الميت التي تواجه الهلال لأصبح هداف البطولة الافريقية قبل الدخول للمجموعات. وكلما استمر المدينة في تألقه كلما ازدادت مساحات الكراهية تجاهه لدى بني الازرق. سر يا مدينة فوق عديلك.. فقد اخترت طريقك ومضمون مصيرك. من أدرك نعيم المريخ لن يعود مرة أخرى إلى جحيم الهلال. آخر الأصداء طعم الفوز على الترجي غير. مافعله رفاق الباشا يستحق كل التقدير. بكري المدينة، كالعادة أوجع توانسة السودان قبل أهل تونس. يعجز الوصف وتتوقف الحروف لايجاد الكلمات المناسبة لما يفعله زلزال الملاعب عندما يحتاجه الكيان. يا ترجي.. ماقلنا ليك المريخ فريق عنيد من أولو مارضيت كلامنا وجيت براك واهو ده الغلب استحملو. ولاهذي ولا تلك، ولا الدنيا بما فيها تساوي هدف في الترجي ورقصته الخرطوم. أي المشارق لم نغازل شمسها وأي الفرق لم نغازل شباكها ونميط عن زيف الغموض خمارها وأي الاندية لم نزلزل بالثبات وقارها. وكأنما الشاعر علي عبد القيوم عندما نظم أبيات القصيدة وضع الهدف هو المريخ الذي أجاب على كل تساؤلاته. ونحن فوق عزنا.. الترجي ما يهمنا. المريخ شوفوا كيف يلعب والزعيم هيبة في الملعب. أحمر الوهاج شوفوا لمن هاج.. كسر الدنيا.. أمشي يا زول أوع تتكهرب. ختاماً يأتي الكل للقلب وتبقى أنت من دونهم يا مريخ السعد كل الكل في القلب.