مامون أبو شيبة قلم في الساحة غارزيتو وسكة الخطر * عندما تعاقد المريخ مع المدرب الفرانكو ايطالي غارزيتو كانت هناك الكثير من التحفظات حوله، بعد تجربته مع الهلال على أساس أنه مدرب مشاكل خاصة بعد مشاركته في المؤامرة الإدارية على قائد الهلال السابق هيثم مصطفى.. إضافة إلى علاء الدين يوسف ولاعبين آخرين في الهلال. * وشخصياً كنت أرى ضرورة أن يعمل معه الوطنيان برهان ومحسن سيد بصلاحيات كبيرة، فأي مدرب جديد ينبغي أن يعمل في البداية بصلاحيات محدودة ترتكز على رسم الخطط واختيار طرق اللعب، وترك اختيار اللاعبين للمدرب العام الوطني.. ثم يجلس المدرب الأجنبي متفرجاً لفترة لا تقل عن 6 شهور ليقف على قدرات اللاعبين ومدى إجادتهم على تنفيذ طرق اللعب وكذلك يقف على قدرات البدلاء.. وبعدها يمكنه تولي مسئولية الإشراف بالكامل وتقليل صلاحيات المدرب العام الوطني.. * التباري مع الفرق المحلية في الدوري يحتاج لمعرفة الخصوم ونقاط قوتهم وضعفهم والأجواء المحيطة بالتنافس، وعليه لابد أن يمنح المدرب الأجنبي الجديد صلاحيات كبيرة لمساعديه الوطنيين لأنهم أدرى بالخصوم، ويمكن للخواجة فقط وضع الخطط وطرق اللعب وعلى ضوء المعلومات التي يستقيها من المدرب العام الوطني. * لهذا غضبنا بشدة عندما قرر غارزيتو إقصاء المدرب العام برهان خلال منتصف فترة الإعداد في بداية الموسم، لأن ذلك يعني إنه سيخوض بدايات الموسم التنافسي دون معرفة بخصومه وقبل أن يتعرف على قدرات لاعبي المريخ وهذا سيعرض الفريق للخسائر في بدايات الموسم.. وأي هزيمة ولو واحدة من الممكن أن تفقد الفريق بطولة أو تقصيه من التنافس الأفريقي مبكراً.. * وعلى الرغم من وجود محسن سيد حدث ما توقعناه، بداية بذلك التعادل المخيب مع أهلي الخرطوم ثم الهزيمة أمام مريخ الفاشر داخل استاد المريخ وكذلك الهزيمة أمام أهلي شندي الذي فقد الكثير من قوته.. إضافة للهزيمة المحبطة أمام عزام في تنزانيا والتي أوشكت أن تطيح المريخ من الدور التمهيدي، فقد كان المريخ مهدداً بالخروج في أي لحظة في مباراة الإياب إذا قدر لعزام خطف هدف واحد فقط.. وبحمد الله كانت مباراة الحسم في أمدرمان وليس في تنزانيا.. بعكس ما حدث في الموسم السابق أمام كمبالا سيتي. * الهزائم التي تعرض لها المريخ في بدايات الموسم ربما ما كانت ستحدث إذا حافظ غارزيتو على استمرارية برهان ومنحه مع محسن سيد صلاحيات اختيار التشكيلة والتبديلات.. وإلى حين أن يقف على قدرات جميع لاعبي المريخ.. فإذا فعل غارزيتو ذلك لربما كان المريخ متصدراً الدوري اليوم بفارق كبير عن نده الهلال قد يصل إلى 6 نقاط.. * بعد أن بدأ غارزيتو يعرف إمكانيات جميع لاعبيه تحسن مستوى المريخ وحقق انتصارات متتالية في الأسابيع الأخيرة للدوري كما تجاوز المراحل الصعبة في البطولة الأفريقية حتى وصل لمرحلة مجموعات دوري الأبطال.. * منذ أن صعد المريخ لمرحلة المجموعات الأفريقية، وصل أهل المريخ إلى إجماع كبير على كفاءة المدرب غارزيتو.. ولو لم يركب غارزيتو رأسه ويبعد برهان قبل انطلاقة الموسم لربما كانت الحصيلة أروع في الدوري الممتاز ولما حدثت تلك الهزائم في بدايات الدوري، ولما كان الفريق مهدداً بالخروج من الدور التمهيدي في البطولة الأفريقية. * بعد الوصول لمرحلة المجموعات وبعد أن تم منح غارزيتو صلاحيات كاملة بنسبة 100% في عملية الإحلال والإبدال.. وبعد أن شعر غارزيتو بسيطرته على كل شيء في المريخ، بدأت تظهر أشياء غريبة نخشى أن تكون نابعة من ديكتاتورية وغرور ومطامع هذا المدرب.. * أولاً الخلاف مع مدرب الحراس الجزائري حكيم سبع وإقصاءه بالفعل، يعتبر أسوأ شيء حدث مؤخراً، خاصة بعد أن فرضت القرعة الأفريقية على المريخ مواجهة ثلاثة أندية جزائرية.. مما جعل الأنظار كلها تتجه نحو السبع ليكون أهم عنصر في الجهاز الفني يشخص ويحلل الفرق الجزائرية الثلاثة ويضعها كتاباً مفتوحاً أمام غارزيتو.. هذا بجانب التنوير عن بيئة الإقامة في الجزائر والأماكن المناسبة لإقامة معسكرات قصيرة هناك.. * وقبل ذلك وضح إن المدرب الجزائري يملك دهاء وخبرة التصرف عندما يتعرض الفريق لخطر التحكيم.. وما فعله في تونس عندما حاول الحكم الجنوب أفريقي إغتيال المريخ أمام الترجي كان تصرفاً ذكياً من السبع الذي ثار ووتر الأجواء بمهاجمة التحكيم وخرج مطروداً، ولكنه نجح في إشعار الحكم بالخجل والخوف ليتوقف الحكم عن ألاعيبه لمساعدة الترجي!! * وأذكر من قبل فعل مدرب المريخ حسام البدري تصرفاً شبيهاً في بطولة سيكافا فهاجم الحكم بشدة وتم طرده ورفض الخروج من الملعب.. مما أغضب البعثة الإدارية للمريخ.. وعقب المباراة ضحك حسام البدري وقال ما قام به تكتيك خاص للتأثير النفسي على الحكم حتى لا يواصل الإنحياز للخصم، وقال إنه أصلاً كان سيخرج من الملعب ولكن بعد أن يؤثر بشدة على الحكم!! * الأجهزة الفنية من عرب شمال أفريقيا يعرفون أساليب التأثير النفسي على الحكام في المباريات.. وبالتالي هم أشطر مننا في هذه الأساليب السايكلوجية في الملعب.. ولاعبو مصر هم الأشطر في التأثيرات النفسية داخل الملعب. * إبعاد الجزائري حكيم سبع في هذا الوقت تصرف غير ذكي من غارزيتو، ويقال إن السبع تعاقد مع مولودية العلمة، وهذا بلا شك يشكل خطراً كبيراً على المريخ!! * وتردد أيضاً إن غارزيتو بصدد إبعاد محسن سيد.. وإنه يريد إحضار مدرب حراس فرنسي (الأرجح أن يكون من أسرته).. ويريد أيضاً إلغاء معسكر تونس وتحويله إلى فرنسا!! وده كله غلط في غلط.. وعلى غارزيتو أن يعلم إن الوالي لا زال بصدد الرحيل ولن يكون جنينة دولارات كما كان في سنواته الأولى!! * أما بخصوص اللاعبين الذين يريد انتدابهم عن طريق وكيله فقد وصلوا بالفعل.. وللأسف وضح إن غارزيتو لم يكن متابعاً لأحوال هؤلاء اللاعبين الذين رسب ثلاثة منهم في الكشف الطبي.. * وضح إن المهاجم التشادي ايزيكيل ولاعب المحور السنغالي بيروني با مصابان بالتهاب الكبد الوبائي.. أما المالي الياسو فهو لاعب معروف لنا ونعرف كل شيئ عن مسيرته.. فهل غارزيتو ما عارف حاجة عنه؟! * الياسو مدافع مالي ممتاز جداً لعب سنوات لفريق المصري البورسعيدي كلاعب أساسي ويتميز بإحراز الأهداف وإجادة تنفيذ ركلات الجزاء فقد سجل الكثير من ركلات الجزاء مع المصري، ولهذا رصدته الأندية السعودية.. * انتقل الياسو معاراً لنادي العروبة السعودي منتصف العام 2013 وتألق معه ولكنه أصيب بقطع في الرباط الصليبي لتتوقف مسيرته مع العروبة وخضع لجراحة في الركبة، وتخلى عنه النادي السعودي ليعود للمصري منتصف العام الفائت 2014 وفي شهر نوفمبر الفائت تعرض لإصابة ثانية في الركبة فشحت مشاركاته وهبط مستواه حتى قرر المصري الاستغناء عنه في يناير الفائت ومعه زميله المهاجم النيجيري بابا والذي بدوره تعرض لقطع في الرباط الصليبي!! * خلال الشهور الفائتة كان الياسو عاطلاً ولم يفكر أي نادي مصري في التعاقد معه.. حتى جاءوا به للمريخ وبعد أن بلغ سن الثلاثين.. ولا أعتقد إن هناك عاقلاً يمكن أن يتعاقد مع الياسو في هذا الوقت وفي خانة اللاعب الغاني المتميز كوفي فهذه مجازفة كبيرة.. * وصلتني العديد من الرسائل الغاضبة من جماهير المريخ بسبب قرار الاستغناء عن كوفي وكذلك الكيني وانغا فكلاهما ساهما بقدر كبير في انتصارات المريخ في النصف الأول من الموسم.. ووانغا هو الذي منح المريخ بطولة سيكافا العام الفائت.. وكوفي هو الوحيد في المريخ الذي أجاد إحراز الأهداف من خارج منطقة الجزاء بيساريته القاتلة، فذهابه يقلل القدرات التهديفية في المريخ والتي أصلاً يعاني منها الفريق!! وكوفي يفترض أن يكون صانع انتصار المريخ على الهلال في المباراة الأخيرة لولا وساخة الحكام السودانيين الذين يصرون على حرمان المريخ من حقه في ديربيات الممتاز منذ انطلاقة المنافسة قبل 20 عاماً وحتى اليوم!! * المشكلة تكمن في إصرار غارزيتو على ضم اللاعبين الجدد، والذين لابد من تسجيلهم في خانات يشغلها أجانب (وانغا.. كوفي.. اوكرا)، وقد كان التجنيس هو الحل للاحتفاظ بالأجانب.. ولكن القرار المفاجئ بإيقاف التجنس مثل ضربة قوية للمريخ.. ليأتي الإضطرار للتضحية بوانغا وكوفي.. * لا ندري إن كان لاعب الوسط المهاجم العاجي (ديدي) سيعوض ذهاب وانغا أم لا؟! * قد تأتي تسجيلات المريخ سلبية إذا فشل المدافع المالي الياسو في اللعب فتضيع خانة في الكشف الأفريقي.. كما أن استمرارية تراوري تعني تواصل خسارة خانته في الكشف الأفريقي لأن غارزيتو لن يسمح بعودة تراوري وقد قالها (يا أنا يا تراوري في المريخ) وبالتالي لا مجال لعودة تراوري فغارزيتو رأسه زي الحجر.. وكان الله في عون المريخ وعون غارزيتو الذي دخل سكة الخطر!!