بلا حدود هنادي صديق عامان علي رحيل أمير ومجيد الصحافة الرياضية !! * تصادف يوم أمس الأول يوم أسوأ الليالي التي مرت علي الصحافة الرياضية السودانية. * عامان كاملان مرَا علي أطول ليلة سوداء دامعة ، شيعت فيها البلاد عامة وقبيلة الرياضيين والصحافة خاصة (سيد القلم)، قاهر الصعاب عبدالمجيدعبدالرازق. * ولم تكن الظروف المناخية السيئة في ذلك اليوم والتى حولت الخرطوم لظلام دامس وبرك من المياه والتي لم تحرم مئات المشيعيين الذين تدافعوا نحو مقابر الصحافة ليودعو هذا الرقم الا تاكيدا لعظمة الفقيد ولما يحمله الرياضيون له من حب ووفاء. * عبدالمجيد ليس صحفيا عاديا، قوى العزيمة فحسب وانما تحدى الظروف القاسية وامتهن اصعب المهن لم تقعده ظروفه الصحية عن معانقة القلم الذى عشقه. * وعبد المجيد ليس صحفيا محليا بل ظل رمزا وسفيرا للصحافة الرياضية السودانية حقق لها عربيا مالم يحققه أي صحفى سودانى ، حاز على ثقة كل قادة الرياضة والصحافة الرياضية العربية بلا استثناء اداريين، شيوخ وامراء، ووكتاب ، فكان الاشهر عربيا. * عبدالمجيد صاحب ارادة قوية لم يستسلم للمرض الذى لم يكف عن ملاحقته سنوات طويلة ليقعد قلمه عن المهنة التى احبها ونذر نفسه اليها فقهر المرض وظل حتى احر ايام حياته وفيا للقلم وماكان للمرض ان يقعده لولا ارادة الله هى الاقوى فنفذ فيه القضاء بامره سبحانه تعالى. * عبدالمجيد وان كان مريخيا لم يكن منحازا فى الكتابة للمريخ بل كان منحازا للمهنة فحسب. * وعبدالمجيد وان عاش فى زمن عبودية القلم فانه لم يرهن قلمه لحساب احد. * وعبد المجيد وان عاش فى زمن قل من يجاهر فيه بالحق فانه كان نصيرا للحق بكل ادب واحترام. * لهذا كانت اواخر ايامه من افضل اواخر اعظم شهرعشرة العتق من النار وباذن الله ان يكون من الذين يكرمهم الله بالعتق منه * اراد الفيروس الذى غزا رئتيه فى اكبر تظاهرة رياضية عالمية ان يحجبه عن مهنته وعشقه فما لانت عزيمته بل اصبح رئة الرياضة وربان صحافتها، لم يتخلف عن اى اولمبياد او بطولة عالمية او قارية منذ داهمه الفيروس فى دورة بكين 2008رغم تحذيرات الاطباءله من الطيران فاصر على مواصلة المسيرة يصاحبه فى تنقلاته جهاز التنفس الصناعى. * كرمه الامير فيصل بن فهد وعظم قدره وهو يجعل منه ضيف شرف فى كل البطولات العربية فكان نعم الضيف حتى كرمه فى عام 96واصبح من نجوم الصحافة العربية تقلد وسام الاتحاد العربى للصحافة الرياضية *عبد المجيد وبالرغم من ان ابواب الشيوخ والامراء فتحت امامه لم يعرف عنه التسول بل ظل رمزا للعزة والكرامة السودانية فكان جديرا باحترامهم وواجهة مشرفة لبلده. * لحظة رحيله ويوم تشييعه ابت السماء الا ان تختلط مياهها بدموع احبته الذن فجعتهم المصيبة الذين تدافعو رغم الظروف نحو مقابر الصحافة ليوارى الثرى وسط دعاء المئات. * الكلمة السمحة ونقاء االمقصد وحيدة الموقف كلها حزينة لفراقه فى زمن شح فيه الصادقون. * رحم الله عبالمجيد واسكنه فسيح جناته واسكنه مع الصديقين والشهداء، ربنا انزله منزلة حسنىة واكرم مثواه انك انت الغفور الرحيم وانا لله وانا اليه راجعون.