لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمعة مباركة
نشر في كورة سودانية يوم 14 - 08 - 2015


إعداد/ احمد فتحي
ليوم الجمعة ميزات وفضائل كثيرة ، فَضَّلَ الله بها هذا اليوم على ما سواه من الأيام
عن أبي هريرة وحذيفة رضي الله عنهما قالا : قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم : ( أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا ،
فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا
فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ وَالسَّبْتَ وَالأَحَدَ ، وَكَذَلِكَ
هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا ، وَالأَوَّلُونَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلائِقِ ) . رواه مسلم ( 856 ) .
قال النووي :
قَالَ الْقَاضِي : الظَّاهِر أَنَّهُ فُرِضَ عَلَيْهِمْ تَعْظِيم يَوْم الْجُمُعَة بِغَيْرِ
تَعْيِين وَوُكِلَ إِلَى اِجْتِهَادهمْ , لِإِقَامَةِ شَرَائِعهمْ فِيهِ , فَاخْتَلَفَ
اِجْتِهَادهمْ فِي تَعْيِينه وَلَمْ يَهْدِهِمْ اللَّه لَهُ , وَفَرَضَهُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّة
مُبَيَّنًا , وَلَمْ يَكِلهُ إِلَى اِجْتِهَادهمْ فَفَازُوا بِتَفْضِيلِهِ . قَالَ : وَقَدْ جَاءَ
أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام أَمَرَهُمْ بِالْجُمْعَةِ وَأَعْلَمَهُمْ بِفَضْلِهَا فَنَاظَرُوهُ
أَنَّ السَّبْت أَفْضَل , فَقِيلَ لَهُ : دَعْهُمْ . قَالَ الْقَاضِي : وَلَوْ كَانَ
مَنْصُوصًا لَمْ يَصِحّ اِخْتِلَافهمْ فِيهِ , بَلْ كَانَ يَقُول : خَالَفُوا فِيهِ , قُلْت
: وَيُمْكِن أَنْ يَكُون أُمِرُوا بِهِ صَرِيحًا وَنُصَّ عَلَى عَيْنه فَاخْتَلَفُوا فِيهِ
هَلْ يَلْزَم تَعْيِينه أَمْ لَهُمْ إِبْدَاله ؟ وَأَبْدَلُوهُ وَغَلِطُوا فِي إِبْدَاله اه .
وليس بعجيب أن يُذكر لهم يوم الجمعة بعينه ثم يخالفون .
قال الحافظ : كيف لا وهم القائلون ( سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ) !! اه
وعن أوس بن أوس : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ
مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام ، وَفِيهِ
قُبِضَ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ
صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ
صَلاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ -أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ – قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلام ) .
رواه أبو داود (1047 ) وصححه ابن القيم في تعليقه على سنن
أبي داود ( 4/273 ) . وصححه الألباني في صحيح أبي داود
(925 ) .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم : ( خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ
خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا ) . رواه مسلم
(1410 ) .
فتضمن هذا الحديث بعض الأسباب التي فُضِّل بسببها يوم الجمعة
.
قال النووي :
قَالَ الْقَاضِي عِيَاض : الظَّاهِر أَنَّ هَذِهِ الْفَضَائِل الْمَعْدُودَة لَيْسَتْ لِذِكْرِ
فَضِيلَته لأَنَّ إِخْرَاج آدَم وَقِيَام السَّاعَة لا يُعَدّ فَضِيلَة وَإِنَّمَا هُوَ بَيَان
لِمَا وَقَعَ فِيهِ مِنْ الأُمُور الْعِظَام وَمَا سَيَقَعُ , لِيَتَأَهَّب الْعَبْد فِيهِ
بِالأَعْمَالِ الصَّالِحَة لِنَيْلِ رَحْمَة اللَّه وَدَفْع نِقْمَته , هَذَا كَلام الْقَاضِي
. وَقَالَ أَبُو بَكْر بْن الْعَرَبِيّ فِي كِتَابه الأَحْوَذِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ :
الْجَمِيع مِنْ الْفَضَائِل , وَخُرُوج آدَم مِنْ الْجَنَّة هُوَ سَبَب وُجُود الذُّرِّيَّة
وَهَذَا النَّسْل الْعَظِيم وَوُجُود الرُّسُل وَالْأَنْبِيَاء وَالصَّالِحِينَ وَالأَوْلِيَاء ,
وَلَمْ يَخْرُج مِنْهَا طَرْدًا بَلْ لِقَضَاءِ أَوْطَار ثُمَّ يَعُود إِلَيْهَا . وَأَمَّا قِيَام
السَّاعَة فَسَبَب لِتَعْجِيلِ جَزَاء الأَنْبِيَاء وَالصِّدِّيقِينَ وَالأَوْلِيَاء وَغَيْرهمْ ,
وَإِظْهَار كَرَامَتهمْ وَشَرَفهمْ , وَفِي هَذَا الْحَدِيث فَضِيلَة يَوْم الْجُمُعَة
وَمَزِيَّته عَلَى سَائِر الأَيَّام اه .
وعَنْ أَبِي لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ( إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الأَيَّامِ ، وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَهُوَ
أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ ، فِيهِ خَمْسُ خِلالٍ :
خَلَقَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ ، وَأَهْبَطَ اللَّهُ فِيهِ آدَمَ إِلَى الأَرْضِ ، وَفِيهِ تَوَفَّى
اللَّهُ آدَمَ ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لا يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا الْعَبْدُ شَيْئًا إِلا أَعْطَاهُ ، مَا
لَمْ يَسْأَلْ حَرَامًا ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلا
سَمَاءٍ وَلا أَرْضٍ وَلا رِيَاحٍ وَلا جِبَالٍ وَلا بَحْرٍ إِلا وَهُنَّ يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْمِ
الْجُمُعَةِ ) . رواه ابن ماجه (1084 ) . وحسَّنه الشيخ الألباني في
صحيح الجامع رقم (2279 ) .
قال السندي :
( يُشْفِقْنَ مِنْ يَوْم الْجُمُعَة ) مِنْ قِيَام السَّاعَة ، وَفِيهِ أَنَّ سَائِر
الْمَخْلُوقَات تَعْلَم الأَيَّام بِعَيْنِهَا ، وَأَنَّهَا تَعْلَم أَنَّ الْقِيَامَة تَقُوم يَوْم
الْجُمُعَة اه
ومن فضائل هذا اليوم :
-1 فيه صلاة الجمعة ، وهي أفضل الصلوات :
قال الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ
الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ
تَعْلَمُونَ ) الجمعة 9/ .
روى مسلم ( 233 ) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( الصَّلاةُ الْخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إِلَى
الْجُمْعَةِ ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ ) .
-2 صلاة الفجر جماعةً يوم الجمعة خير صلاة يصليها المسلم في
أسبوعه .
عن ابن عمر قال : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أفضل
الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة ) . رواه
البيهقي في "شعب الإيمان" . وصححه الألباني في صحيح الجامع
(1119 ) .
ومن خصائص صلاة الفجر في يوم الجمعة أنه يسن أن يقرأ
المصلي فيها سورة السجدة في الركعة الأولى ، وسورة الإنسان
في الثانية .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِ ( الم تَنْزِيلُ ) فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى
وَفِي الثَّانِيَةِ ( هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنْ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا
مَذْكُورًا ) . رواه البخاري ( 851 ) ومسلم ( 880 ) .
قال الحافظ ابن حجر :
قِيلَ : إِنَّ الْحِكْمَة فِي هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ الإِشَارَة إِلَى مَا فِيهِمَا مِنْ
ذِكْر خَلْق آدَم وَأَحْوَال يَوْم الْقِيَامَة , لأَنَّ ذَلِكَ كَانَ وَسَيَقَعُ يَوْم
الْجُمُعَة اه .
-3 أن من مات في يوم الجمعة أو ليلتها وقاه الله فتنة القبر .
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ
الْجُمُعَةِ إِلا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ ) . رواه الترمذي (1074 ) .
وصححه الألباني في " أحكام الجنائز" ( ص 49 ، 50 ) .
هذه بعض فضائل يوم الجمعة ، نسأل الله أن يوفقنا لمرضاته .
والله أعلم.
*دعاء دخول المسجد والخروج منه
عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ – أَو عَنْ أَبِي أُسَيْدٍ – رضي الله عنهما؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم: )) إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ، فَلْيَقُلْ: اللهُمَّ افْتَحْ
لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ، وَإِذَا خَرَجَ، فَلْيَقُلْ : اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ(( [ 1 ]
*من سنن الرسول صلى الله عليه وسلم
سنة عند الأكل :
وهي مسح اللقمة إذا سقطت وأكلها
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سقطت من أحدكم
لقمة , فليمط ما كان بها من أذى ثم يأكلها ) رواه مسلم
-2 سنة عند الشراب :
وهي الشرب جالساً
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لا يشربن أحدُ منكم قائماً )
رواه مسلم
-3 سنة في لبس النعال :
قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى
وإذا خلع فليبدأ بالشمال , ولينعلهما جميعاً أو ليخلعهما
جميعاً ) رواه مسلم
-4 سنة بعد الأذان :
وهي بعد فراغه من إجابة المؤذن , أن يصلي على النبي
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول
ثم صلوا علي , فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً )
رواه مسلم
-5 سنة في الصلاة :
وهي الصلاة إلى سترة
بمعنا وضع حاجز امامك في الصلاة
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا صلى أحدكم فليصلّ إلى سترة
وليدنُ منها ولا يدع أحداً يمر بينه وبينها ) رواه ابو داود وابن
ماجه وابن خزيمه
-6 سنة في صلاة الليل :
وهي ابتداء صلاة الليل بركعتين خفيفتين
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح
الصلاة بركعتين خفيفتين ) رواه مسلم
-7 سنة في الفجر :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان صلى الله عليه وسلم يصلي
ركعتين خفيفتين بين الأذان والإقامة من صلاة الصبح ) متفق عليه
-8 سنة بعد صلاة الفجر :
وهي الاضطجاع بعد الصلاة
( كان النبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى
ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن ) رواه البخاري
-9 سنة عن الاستيقاظ من النوم :
وهي السواك
( كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ
من الليل يشوص فاه بالسواك ) متفق عليه
-10 سنه عند النوم :
وهي ان يكون على طهارة
لحديث : ( إذا اتيت مضجعك فتوضأ , ….. )
رواه مسلم والبخاري
*هل قرأت عن فوائد الصدقة؟
قال ابن القيم رحمه الله: الاستغفار وطن للخائفين، ضماد للبائسين،
سعادة للتائهين، فرج للمكروبين، غفران للمذنبين .. الحزن يضعف
القلب، ويوهن العزم ويضر الإرادة، ولا شيء أحب إلى الشيطان من
حزن المؤمن، لذلك افرحوا واستبشروا وتفاءلوا وأحسنوا الظن بالله،
وثقوا بما عند الله وتوكلوا عليه وستجدون السعادة والرضا في كل
حال .
الذنوب جراحات، ورُب جرحٍ وقع في مقتل الفوائد، فلا تستصغر الذنب
فربما حرمك خيراً أو أوقعك في هلكة، لو علم المتصدق حق العلم
وتصور أن صدقته تقع في يد الله قبل يد الفقير، لكانت لذة المعطي
أكبر من لذة الآخذ، لا فرحة لمن لا هم له، ولا لذة لمن لا صبر له،
ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له .
ما أعرف نفعاً كالعزلة عن الخلق خصوصاً للعالم والزاهد؛ فإنك لا
تكاد ترى إلا شامتاً بنكبة أو حسوداً على نعمة، ومن يأخذ عليك
غلطاتك . فيا للعزلة ما ألذها، سلمت من كدر غيبة، وآفات تصنع،
وأحوال المداجاة وتضييع الوقت . ثم خلا فيها القلب بالفكر، لا تفسد
فرحتك بالقلق، ولا تفسد عقلك بالتشاؤم، ولا تفسد نجاحك بالغرور،
ولا تفسد تفاؤل الآخرين بإحباطهم، ولا تفسد يومك بالنظر إلى
الأمس !
لو تأملت في حالك لوجدت أن الله أعطاك أشياء دون أن تطلبها؛ فثق
بأن الله لم يمنع عنك حاجة رغبتها إلا ولك في المنع خيراً تجهله،
رضا الناس غاية لا تدرك ورضا الله غاية لا تترك، فاترك ما لا يدرك
وأدرك ما لا يترك .
فوائد الصدقة :
.1 الصدقة باب من أبواب الجنة .
.2 الصدقة أفضل الأعمال الصالحات وأفضل الصدقة إطعام الطعام .
.3 الصدقة تظل صاحبها يوم القيامة وتفك صاحبها من النار .
.4 الصدقة تطفئ غضب الرب وحر القبور .
.5 الصدقة خير ما يهدى للميت، وأنفع ما تكون له، ويربيها الله عز
وجل .
.6 الصدقة تطهير، وتزكية للنفس ومضاعفة للحسنات .
.7 الصدقة سبب سرور المتصدق ونضرة وجهه يوم القيامة .
.8 الصدقة أمان من الخوف يوم الفزع الأكبر وعدم الحزن على ما
فات .
.9 الصدقة سبب لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات .
.10 الصدقة من المبشرات بحسن الخاتمة وسبب لدعاء الملائكة .
.11 المتصدق من خيار الناس والصدقة ثوابها لكل من شارك فيها .
.12 صاحب الصدقة موعود بالخير الجزيل والأجر الكبير .
.13 المنفقون من صفات المتقين، والصدقة سبب لمحبة عباد الله
للمتصدق .
.14 الصدقة أمارة من أمارات الجود وعلامة من علامات الكرم
والسخاء .
.15 الصدقة سبب في استجابة الدعوة وكشف الكربة .
.16 الصدقة تدفع البلاء وتسد سبعين باباً من السوء في الدنيا .
.17 الصدقة تزيد في العمر وتزيد في المال، وسبب في الرزق
والنصر .
.18 الصدقة علاج ودواء وشفاء .
.19 الصدقة تمنع الحرق، والغرق، والسرق، وتمنع ميتة السوء .
.20 الصدقة أجرها ثابت ولو كانت على البهائم أو الطيور.
*ما يجب فعله قبل النوم
الذكر الكامل
والى من يحفظ القران بامكانه الجمع والاضافة الى
ما ذكرنا كما يلي
قبل النوم – تقرأ ما يلي على كفيك وتمسح الوجه
والرأس وما تيسر من الجسد ما عدى العورة
واسفل القدمين
وبامكانك ايضا عن تمسح على الاطفال وتنفخ عليهم
بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الارض
ولا فى السماء وهو السميع العليم
ثلاث مرات
سورة الفاتحة
بسم الله الرحمن الرحيم
الم 1 ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ 2
الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا
رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ
وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَئِكَ
عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ
نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ
مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِه
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ
مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء
وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ 255
لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ
بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
256
اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّوُرِ
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ
النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ
أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ
البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
ٌ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ
آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ
لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ 285
لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا
مَا اكْتَسَبَتْ
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا
رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن
قَبْلِنَا
رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ
وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا
عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ 286
البقرة
بسم الله الرحمن الرحيم
حم 1 تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ 2
غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ
لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ 3
غافر
ثم – سورة الاخلاص والمعوذتين
اللهم عالم الغيب والشهادة ، فاطر السموات
والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله
إلا أنت
أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه
وان أقترف على نفسي سوءا او أجره الى مسلم
لا حول ولا قوة الا بالله وحسبنا الله ونعمل
الوكيل
لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب
العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات، ورب
الأرض، ورب العرش الكريم
الصلاة على الرسول عشر مرات
التسبيح
حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا شعبة، عن الحكم، عن
ابن أبي ليلى، عن علي، أن فاطمة عليهما السلام
شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي
صلى الله عليه وسلم تسأله خادما، فلم تجده،
فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته . قال فجاءنا
وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم فقال " مكانك ."
فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري
فقال " ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم،
إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما،
فكبرا ثلاثا وثلاثين، وسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا
ثلاثا وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم ."
وعن شعبة عن خالد عن ابن سيرين قال التسبيح
أربع وثلاثون
صحيح البخاري
فهذا ذكر كامل – تكون ان شاء الله في امان
وحفظ.
علماء في الدنيا
ملوك في الآخرة !
في بداية سورة الواقعة يعلمنا الله – سبحانه – أنه: ﴿ إِذَا وَقَعَتِ
الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ ﴾ [ الواقعة : 1 – 3 ]؛
فهناك ناس مرتفعون في الدنيا ينخفضون في الآخرة، وهناك منخفضون
هنا يكونون في القمة في الآخرة !
وقد كان الإمام الشيخ محمد الغزالي يُطلِق على بعض الصالحين
الزاهدين – من أمثال الشيخ عبدالعزيز بن باز – أنهم من ملوك
الآخرة !
ونقدِّم – في هذه السطور – بعض ومضات تتَّصل بهؤلاء الأعلام الذين
يستحقُّون هذا اللقب الكريم !
فمن الجدير بالذكر أنه لَمَّا انتشرتْ ظاهرة الدويلات المستقلة؛ كان
الحكَّام يتنافسون في تقدير العلماء وتشجيعهم، والفوز بخدمتهم، ومن
هؤلاء الحكام الذين اشتهروا بتقدير العلم والعلماء : الخليفةُ العباسي
( المأمون ) في بغداد، و ( سيف الدولة الحمداني ) في حلب، و
(عبدالرحمن الناصر ) و ( المعتمد بن عبَّاد ) في الأندلس، وغيرهم كثيرون .
وقد كان هؤلاء الحكَّام وغيرهم، يولون العلماء أرفع المناصب في الدولة؛
لمساعدتهم على التفرغ لطلب العلم، والغنى عن الناس، وكانوا
يستشيرونهم في أمور الدولة، ويأخذون برأيهم، ويصطحبونهم في
معاركهم .
وقد كان للعلماء من المكانة والهيبة ما أرغم الحكَّام على الخضوع لهم؛
فقد حكم العالم الزاهد (العز بن عبدالسلام ) على المماليكِ في مصر أن
يَبِيعُوا كلَّ ما يَملِكُون من الذَّهَب قبل أن يَفرِضُوا الضرائبَ على الشعب،
من أجل معركة ( عين جالوت )، واستجاب المماليك لرأيه، وانتصر
المسلمون في المعركة الخالدة التي أنقذت الإسلام والمسلمين جميعًا،
بل والحضارة الإسلامية سنة ( 658ه )، وكانتْ من هدايا مصر الخالدة
للعالم الإسلامي .
وكانت البلاد الإسلامية الكبرى تمثِّل مراكز إشعاع للعلوم، تتنافس في
احتضان العلماء، واقتناء الكتب، ومن هذه المراكز العلمية التي اشتهرت
بذلك : بغداد، والبصرة، والكوفة، والقاهرة، والقيروان، وقرطبة،
وإشبيلية، ودمشق، وفاس من المغرب، وبجاية بالجزائر، وغيرها من
العواصم الإسلامية، فضلاً عن المدينتين المقدَّستين مكة والمدينة،
ومسرى الرسول وأُولَى القبلتين القدس الشريف، أعادها الله للإسلام .
وقد بلغ التنافسُ العلمي الكريم بين البلاد الإسلامية أن كانتْ كل بلد
تباهي الأخرى بمَن عندها من العلماء والفقهاء والنابغين؛ فكان المشرق
العربي ينافس المغرب، وكانت الأندلس تنافسهما جميعًا، وقد ألَّف ابن
حزم الأندلسي – فقيه الأندلس وأديبها العظيم – رسالةً ذكرَ فيها طائفة
من علماء الأندلس، يقيسهم ببعض علماء المشرق وأدبائه، فيقول مثلاً:
إن فلانًا عندنا نباهي به جريرًا أو الفرزدق الشاعر، وفلانًا نباهي به
الإمام البخاري المحدِّث، وفلانًا نسابق به محمد بن يزيد المبرد الأديب،
وهكذا وهكذا !
وكان الناس يجلُّون العلماء إجلالاً نابعًا من ضمائرهم الإسلامية،
وعواطفهم الصادقة، التي لا يشوبها خوف أو نفع، وكثيرًا ما احتفلوا
بهم أكثر من احتفالهم بملوكهم، وإذا ماتوا بكَوا عليهم أكثر من بكائهم
على آبائهم وأمهاتهم، في حدود ما تسمح به الشريعة الإسلامية الغراء !
ومِمَّن يعدون في حضارتنا من أكبر الزاهدين والعلماء العاملين الإمام
الورع ( عبدالله بن المبارك ) الذي كان من أثرياء عصره، ومن زهَّاد
عصره، ومن مجاهدي عصره .
وقد رُويتْ في كرمه وجهاده صورٌ رائعة، وكان يحجُّ في ركبه على نفقته
موكبه كله الذي يحج فيه، وكان يرعى بيوتًا كثيرة، وكان كثير المرابطة
في سبيل الله !
وقد حكى المؤرِّخون أن الخليفة العباسي ( هارون الرشيد ) قدم يزورُ
مدينة "الرقة "، وقدم في الوقت نفسه عالم خراسان ( عبدالله بن
المبارك )، فأسرع الناس خلف العالم (ابن المبارك ) حتى ازدحمتْ بهم
الطرقات، وارتفع الغبار في الجو، وتقطعت النعال، ونظرتْ زوج الخليفة
من النافذة، فرأت المنظر، فقالت : " هذا والله المُلك، لا مُلك هارون
الرشيد، الذي لا يجمع الناسَ إلا بالشرطة والأعوان!"
وما أحبَّ الناسُ عبدَالله بن المبارك هذا الحبَّ، ولا خضع المماليك للعزِّ
بن عبدالسلام هذا الخضوع، إلا لأنهم رأوا علماء يسبقُ عملُهم قولَهم،
وتسبق في سلوكهم مطالبُ الآخرة مطالبَ الدنيا، ويُؤثِرون ما عند الله
على ما عند الناس، ولو أن أهل العلم في عصورنا صانوه لصانهم الله
به، ولو عظَّموا تقوى الله لوضع الله تعظيمهم في قلوب الناس .. وقد
رأينا هذا بأعيننا فيما وقع عند وفاة الشيخين الجليلين: محمد الغزالي،
ومحمد متولي الشعراوي، فما زال فضل الله موصولاً: ﴿ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا
﴾ [الإسراء : 8 ] ، ﴿ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [ القصص: 60 ] ، ورحم
الله العلماء العاملين الورعين؛ ملوك الآخرة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.