ضد التيار هيثم كابو شائعات رخيصة * لم يعد سريان الشائعات التي ينسج خيوطها أصحاب القلوب المريضة خبراً، ولكن الخبر أن تطرق (شائعة الوفاة) أذن صاحبها فيتصل مستفسراً: (يا جماعة أنا قالوا توفيت بذبحة صدرية.. الكلام دا صحي ولا أنا لسه حي؟؟). – بذات ضحكاته المجلجة ذات الإيقاع المميز، وصوته العذب الرخيم استقبل أستاذنا الحبيب السر قدور – مد الله في عمره ومتعه بالصحة والعافية- شائعة وفاته قبل تسعة أشهر وأمسك صاحب (أغاني وأغاني) بالهاتف واتصل بالأستاذ حسن فضل المولى مدير قناة النيل الأزرق متسائلاً: "يا أبوعلي قالوا أنا توفيت قلت أضرب لناس النيل الأزرق ديل بلقى عندهم الخبر الأكيد !!!! "، وصوت ضحكات قدور العالية المميزة يسد فضاء المحادثة ويعطر كل الأجواء. * قلنا حينها إنه من السهل أن تحرر (شهادة وفاة) لشخص أغمض إغماضته الأخيرة مفارقاً الحياة الدنيا، ولكن من الصعب أن تجد من يكتب لك (شهادة حياة) تفيد بأن الدم لا يزال يجري في عروقك، وتنفسك طبيعي، ودماغك لم يمت إكلينيكياً، وروحك لم تفارق جسدك، ولا تزال (حياً ترزق)..!! * إينما كنت تدركك شائعات الموت التي تفتل حبالها شبكة لتصطادك.. معظم أصدقائك وجمهورك ومحبيك وحتى (من كانوا يشنون عليك هجوماً كاسحا، ولهم رأي سلبي فيك) تحولوا إلى (موصل جيد) لنقل تلك الأراجيف والأكاذيب بدوافع الحب والخوف دون أن يدروا، فالقلق يسيطر عليهم تماماً عند انتشار شائعة مزعجة، ولأن الأعمار بيد الله وحده، والمرء يغادر الدنيا ما بين طرفة عين وانتباهتها لا يجد محبوك وسيلة للاطمئنان عليك ومعرفة الحقيقة سوى طرح الأسئلة عبر الوسائط المختلفة، ومن لا يملك إجابة تضمد جراح استفهام السؤال المزعج يبحث عن شخص ممن يعتقد أن عنده (الرد اليقين) لتبدأ رحلة القلق والتساؤلات وتزداد رقعة انتشار المخاوف والشائعات.!! * السؤال الذي ينبغي ألا ننسى طرحه على أنفسنا: (هل خوفنا على من نحب يدفعنا لتداول الشائعات بسرعة البرق ونفيها ساعة تلو الأخرى، أم أن هناك من يسعى بتخطيط رخيص لضخ الرعب في أفئدة الناس بنشر سموم الأكاذيب واغتيال الأحياء بسهام الأراجيف، ورؤية الحزن يسيطر على أهلهم ومحبيهم، والأسى يسكن ضلوع أصدقائهم ومعجبيهم). * لا تهتم بمن حولك كثيراً فإنهم قادرون على معالجة أمرهم متى ما سمعوا شائعة رحيلك، مطلوب منك أنت الآن تهيئة نفسك عندما تسمع الخبر فقد تطالبك بعض الجهات بتقديم أوراق ثبوتية تؤكد أنك ما زلت على قيد الحياة. * أمس انتشرت شائعة جديدة عن وفاة الفنان العلامة عبد الكريم الكابلي بتفاصيل كاملة عن مكان الوفاة وميقات وصول الجثمان مع أن أستاذنا الكابلي حي يرزق ! * متع المولى سبحانه وتعالى المبدع الرقم عبدالكريم الكابلي بالصحة والعافية، فكابلي نسيج وحده ومشروع كامل الاختلاف، وبجانب قدراته التطريبية والأدائية العالية يعلم الجميع أنه فنان ذو عقل ناضج ومتجدد.. باحث صاحب رؤية ثاقبة ووجهات نظر كاملة العمق.. يحسن التفكير قبل الحديث ويتقن الحديث عن الأفكار.. تشعر معه بقيمة ثقافة الفنان وبلاغته ولباقته.. تتفتح براعم الحوار عندما يتحدث عن إحدى القضايا الفنية أو الاجتماعية أو السياسية.. يضرب الأمثلة من القرآن الكريم والسنة النبوية والأدب العربي وتحس معه بمتعة المشاركة الذهنية..!! * لعنة الله على الشائعات ورد المولى سبحانه وتعالى غربتك عزيزي كابلي من بلاد العم سام حتى تعود لوطنك بلبلاً غريداً يا مبدعاً جديراً بالاحترام..! نفس أخير * حبك للناس خلاني أحبك تاني فيك الإحساس نساني أعيش أحزاني هيثم كابو