زفة ألوان يس علي يس شكراً بلد المليون شهيد..!! منذ أن ساقت إلينا الأقدار فاصلة مصر والجزائر لاستاد المريخ الجميل بأم درمان، والحشود الجماهيرية التي رافقت المنتخبين إلى الخرطوم لمتابعة اللقاء المصيري، والجزائر وشعبها إزدادوا محبة على محبة في قلوب السودانيين وبالمقابل ارتفع قدر السوداني في نفوس كل الجزائريين الذين جاءوا السودان وفتح لهم أبوابه كشعب شقيق وصاحب "قلب حار" ويعرف أصول التعامل مع الآخر واحترامه، وربما كانت العلائق قبل الفاصلة قوية، ولكن بعدها صارت أقوى لأننا عاشرناهم لأيام ووجدنا فيهم شيم الرجال والكبار فاستحقوا تقديرنا واحترامنا..!! شاءت الظروف أن يكون المريخ هذا الموسم في مجموعة ضمت ثلاثة من الفرق الجزائرية، ولعل كثيرين كانوا يخشون على المريخ من "اتحاد الفرق الجزائرية" ضده، واللعب للمصلحة الجزائرية في وصول فريقين من الجزائر إلى نصف النهائي وضمان تمثيل في النهائي على أسوأ الفروض إن لم يكن الحصول على الكأس، ولعل مخاوف كثيرة تسربت إلى نفوس عشاق الأحمر من حدوث مثل هذا التصرف، ولكن كانت الأندية الجزائرية كبيرة كبر نفوس شعبها الذي لا يرضى الهوان، واختارت أن تكون نزيهة "كاملة الدسم" وترفض جميعها إلا أن تتحلى بالروح الرياضية بل ويلعب الاتحاد دورا محورياً في تأهل المريخ صاحب النقاط السبع قبل مباراة العلمة ليكون أول فريق في تأريخ البطولة يصعد بهذه "النقاط الميتة"..!! أندية رفضت أن تبيع شرف المنافسة في السوق، بالرغم من أن الاتحاد حسم تأهله مبكرا وما عاد هنالك نادٍ ينافسه على الصدارة، حسم التأهل وترك أمر البطاقة الثانية حائراً ما بين الأندية الثلاثة الأخرى، لم يراعي ظروف الوفاق أو العلمة، لم ينظر إلى مصلحة الجزائر عموماً بدواعي الوطنية المغلوب على امرها، لم يتوانى في أن يلعب كرة قدم وينتصر للكيان والرياضة بعيداً عن أي مؤثرات أخرى او حسابات وهمية تضمن له فريقا من جلدته، بالرغم من أنه كان قادراً على ذلك ويمكن له أن يفعل بكل بساطة لأنه الأقوى بلا منازع..!! قدمت الأندية الجزائرية دروساً قيمة في الأخلاق الرياضية وفي شرف التنافس وحق لها أن نرفع القبعات تقديراً واحتراماً لهذه الدروس المجانية التي نفتقدها، والتي نحتاج إليها بشدة لنؤكد أن الرياضة ليست كأساً تقدم في النهاية، أو انتصارات زائفة بطرق ملتوية، أو وسيلة لتصفية الحسابات، بل هي علم يدرس في ضبط النفس والتنافس بشرف من أجل الرياضة، ومن أجل أن تكون سفارة شعبية تؤتي أكلها وتصلح ما تفسده السياسة وتقاطعاتها المتشابكة..!! استحق المريخ التأهل بعد فوزه على العلمة وعودته من بعيد بعد الخسارة بهدفين، وقبلها كان تأهله على يد الاتحاد بلا لون أو طعم أو رائحة، لأن أيادي الاتحاد ساهمت في حسم الأمور لمصلحته، ولكننا سعدنا حين أكل المريخ بيده، وانتزع حقه جدارة واستحقاق ونال بطاقته الممدودة إليه من الآخرين عنوة واقتداراً ووضع قدماً في نصف النهائي الأفريقي للأبطال..!! احترمنا المريخ لأنه انتفض بعد أن تجاوز احباطاته وكان حلمه أن لا يغادر من الدور التمهيدي فقط، وكاذب من يقول إنه كان يحلم بأن يصل إلى هذه المرحلة، ولعلنا نتذكر فرحة المريخ بتجاوز عزام الهستيرية، ومن ثم تجاوز كابوسكورب الأنغولي، ولكن الصعود إلى المجموعات كانت نقطة التحول التي جعلتهم يلتفتون إلى قوة المريخ وقدرته على فعل شيء في المجموعات، وهي المباريات الوحيدة التي لعبها المريخ بثقة فحقق ما أراد..!! لا نستبعد أبداً أن يصل المريخ إلى النهائي وأن يقول كلمته فيها، مالم تخذله ثقافة النهائيات، ويصيب الغرور لاعبيه وجهازهم الفني ثم "يصوطو الباقي" وفي المراحل المهمة والحاسمة..!! شكراً لكل شعب الجزائر وجمهورهم على ما وجدناه عندكم من كرم واستقبال وابتسامة..!! شكراً بلد المليون شهيد..!! أقم صلاتك تستقم حياتك..!! صلّ قبل أن يصلى عليك..!! ولا شيء سوى اللون الأزرق..!!