لدغة عقرب النعمان حسن أننعي سيف أم نتحسر على موقف التلفزيون شهر اغسطس هو شهر الاحزان.. والسودان عامة والقطاع الرياضى خاصة يفجع برحيل نخبة من رموز الرياضة حيث شهد هذاالشهر رحيل، رحمة الله عليهم، داوود مصطفى واللواء خالد حسن عباس، وكان اخرمن فجعنا برحيله الاعلامى الرياضى الأميز فى تاريخ الاعلام المرئى، النجم الذى ظل يقف خلف كواليس اول وأهم برنامج رياضى متخصص فى الرياضة السودانية فى التلفزيون القومى للسودان رحمة الله عليه، سيف الدين على والذى امضى عمره مع برنامج الرياضة مخططاً ومعداً ومنظماً من خلف الكواليس.. فمساء الاتنين الماضى وفى ذلك الليل الأسود تضاءل سواده أمام السواد الذى خيم على كل من صعقه نبأ رحيله المفاجئ وتقاطرت دموعنا حزناً عليه وان وقفت عاجزة عن ذلك مهما سالت غزيرة دون توقف فمثل سيف لا تفيه الدموع ولا الكلمات حقه.. فسيف وان غيبته شاشة التلفزيون التى سخر كل قدراته ومواهبه العديدة وعلمه لها فان ابتسامته التى لا تفارقه فى اشد اللحظات قساوة ظلت ترسم صورته أمام كل من يلتقيه بسماحة خلقه ولم يكن بحاجة لشاشتهم.. اما كلماته الطيبة التى يقابل بها كل من يخطئ فى حقه لانه لم يعرف الانفعال فى مسيرة حياته فانها تبقى فى ذاكرة من أخطأ فى حقه.. فسيف يشهد له التاريخ انه لم يرتفع صوته منفعلا فى اى يوم من حياته بالرغم مما تعرض له من ظلم فى مسيرة عمله بل لم يشهد التاريخ ان يفقد انسان عمله وهو فى افضل حالاته الصحيه فلم يتذمر او يتظلم بل يعبر عن حاله فرحا بأنه اتيح له الوقت الاكبر ليكون اكثر قرباً من الله سبحانه تعالى محتضنا كتابه الكريم الذى لم يتخل يوما عنه.. ولكم كان مدهشا ليلة وفاته وهويردد امام بعض اصدقائه حديثاً مبهماً اصابهم بالحيرة بعد وفاته عندما سمعوه يقول (اناجاييك يا رسول الله) ولم تمض الا ساعات قليلة ليرحل سيف عن هذه الدنيا الجائرة التى لم تقابل وفائه ولو بقدر قليل من الوفاء.. فسيف ظل يواجه قسوة الحياة فى فترة مرضه التى امتدت لفترة طويلة دون ان يعنى به احد من كافة الأجهزة المعنية الرسمية والأهلية ومع ذلك لم يتذمر ويشكو او يستجدى أحداً.. وسيف الذى قضى زهرة شبابه وعمره فى خدمة التلفزيون القومى وغادر التلفزيون فى قمة قدراته وابداعاته التى لم تشفع له ان يستفاد منه بل ولم يكرم بعد تقاعده عن العمل الذى قضاه مهمشاً مظلوماً فى هذه الظروف القاسية يكرم بالحاق ابنته خريجة الاعلام تلفزيون واذاعة الجامعة الاهلية، فلم تكافئ تاريخه الطويل فى التلفزيون بان تلحق بالعمل فى هيئة وهبها كل عمره تعويضاً له ما عاناه من تهميش ظلوا يخطوه بمن هم دونه كفاءة فلم يكن يحتج ولعل اقسى ما عبر به يوما ان قال لاحد المسئولين (شكيتكم لله) ولم يزد.. عفوا اعلم ياسيف انك لن ترضى عنى لانك عبر تاريخك الناصع البياض لم تعرف الاحتجاج والاعتراض والتدنى ولكن ما اصابك فى هذه الدنيا التى لا ترحم يفرض على من احبوك وقدروك وعرفوا معدنك ان يوثقوا هذا للتاريخ فالمعذرة ان فعلنا ما لايرضيك ولا يشبهك.. عفوا لاول مرة وانا اكتب نعياً لرمز اعلامى اجد نفسى فى حيرة هل انعى سيف الذى شق علينا رحيله ام اتحسر على موقف التلفزيون الذى لم يف الراحل حقه حياً وميتاً فلم نلمس له وجودا فى صيوان عزائه الا بحضور الاخ ياسين المميز الا اننا رغم وجوده لم نشهد اعدادا يليق بتابين الفقيد وتوثيقه وبثه من التلفزيون فهذا اقل ما يقدم له والتحية لصحيفة قوون وللاخ طه على البشير لما لمسناه منهم يوم رحيل الزميل داوود مصطفى.. اللهم هذا سيف بين يديك وانت اعلم منا بمعدنه واصالته فاكرم مثواه وتوله برحمتك واسكنه فسيح جناتك فانت ولا جهة غيرك تفى الانقياء مثل سيف حقهم.. وانا لله وانا اليه راجعون.