ضد التيار هيثم كابو "الحمادات" و"خبر الشوم" 1-2 * قلنا من قبل عبر هذه المساحة إن عدداً ليس بقليل من المغنين الشباب تخصص في أداء أغنيات البنات ب(ضمائرهن) وأحياناً كثيرة بنعومة حناجرهن والتمايل على أنغامهن يمنة ويسرى مع مياعة في الأداء، والمؤسف حقاً أن هؤلاء الصبية المتجاوزين لأعراف وقيم المجتمع يجدون إقبالاً وتفاعلاً من قبل أعداد كبيرة من الأسر التي تتعاقد معهم لإحياء حفلات خاصة، ويلتف الشباب من الجنسين لترديد تلك الأغنيات الهايفة من خلفهم مع (صفقة شديدة) والرقص معهم في دائرة ابتذال واحدة دون أن يشعروا بالحرج ..!! * تمدد (رجال أغاني البنات) أو (رجال آخر زمن) يدق ناقوس الخطر على (إشكالات مجتمعية مسكوت عنها)، ولابد لمنظمات المجتمع المدني وأهل الاختصاص أن يتحركوا بسرعة لإنقاذ مجتمع محافظ من نغم (نشاز) وسلوك (شاذ). * انتشرت ظاهرة (رجال أغاني البنات) انتشار النار في الهشيم وغزتْ بيوتات الأفراح والأندية التي تقام عليها حفلات الأعراس الخاصة، والمجتمع يسهم في تغذيتها ونموها بالتواطؤ المتمثل في الصمت المخزي وعدم الاستهجان، أو التفاعل غير المعلن عبر التعاقد مع هؤلاء المغنواتية مما يعمل على ضخ الدم في أوردتهم ونفخهم (فنياً) وانتعاشهم (مادياً) ليصبح من الصعب جداً مكافحتهم والحد من خطورتهم، وإن كان تمددهم أمراً مؤلماً فإن الأكثر إيلاماً أننا لا نلقي بالاً لتفاعل صبية في (سن المراهقة) مع هؤلاء المغنواتية وإبداء الإعجاب بهم وربما (تقليد طريقتهم في الغناء) بما تحمله من ابتذال ومياعة، أو المشي على طريق (سلوكهم المعوج) بعد الافتتان بهم دون أن يجدوا رادعاً، كيف لا ونحن نحتفي بهم ونتعاقد معهم لحفلاتنا وندخلهم منازلنا ونبادلهم الابتسامات دون أن يبلل الخجل رؤوسنا ..!! * قلنا إن الظاهرة تمثل انعكاساً حقيقياً للتردي والانهيار والتفسخ الذي أصاب المجتمع في الفترة الأخيرة، وردة الفعل المتساهلة مع أولئك الصبية أكسبتها شرعية الانتشار؛ مما جعل الظاهرة تنتقل من مربع الاستثناء والشذوذ إلى العادية، ولعمري إن الاستسهال هو آفة مجتمعنا الأساسية ..! *لا أحترم شخصاً يتعاقد مع مغن يُدعى (حمادة بت) لإحياء حفل داخل منزله.. ومن يفعل ذلك لا يحترم نفسه ولا يخشى على أولاده ولا يقدر ضيوفه.. (وتلك قناعتي الشخصية) ..! * بالمناسبة (حمادة بت) لم يعد اسماً يدل على مغنٍ معين، بقدر ما أنه أصبح (رمزاً وصفة ولقباً) يحمله العشرات بعضهم يفخر به ويعلن ذلك، والبعض الآخر من باب اللباقة والدبلوماسية يتذمرون منه في الأجهزة الإعلامية كنوع من التكتيك ويحتفون به بصورة (دكاكينية)!! * عدم التعاقد مع هؤلاء الصبية هو أول خطوة لمكافحة وبائهم السرطاني وردهم إلى جادة الطريق، فلماذا نلطم الخدود ونتباكى على الحال الذي وصلنا إليه؟ مع أنه في إيدينا سلاح محاربتهم الفتاك بلفظهم فنياً وتجفيف منابع دخلهم بصد أبواب التعاقد في وجوههم ..!! * تلك كانت الجزئية الخاصة ب(الحمادات) وأثرهم، ولكن غداً نكتب عن أغنية ندى القلعة (خبر الشوم) وآثارها المجتمعية وما ترتب عليها من ردود فعل و(رسائل فجور صوتية)..! نفس أخير * اللهم احفظنا واحفظ مجتمعنا يا رب العالمين !!