العنوان أعلاه هو مقتطفات من رحم إحدى الأغنيات الهابطة التي تسود الساحة الفنية، ولكن لفظة هابط قليلة على هذا العمل الذي يسيء للفتاة السودانية بصورة جارحة جداً ويصفها بأرذل وأقبح الصفات، ويجردها من عزتها وشرفها وكرامتها، فهل وصل بنا الحال من بعض «مغنواتية» هذا الزمان إلى هذه المرحلة من الإسفاف والانحطاط الأخلاقي حتى تردد مثل هذه الأعمال في بيوت الأفراح وتنتشر بصورة كارثية في أجهزة ال «MP3» وتطرق آذان الجميع دون أن تلتفت لها الأجهزة المعنية ولا تجد الرقيب والحسيب ليوقف هذا التردي المزري، فهل انتهى زمن الغناء الجميل حتى تنتشر مثل هذه الأعمال التي تسيء لأخوات مهيرة وإلى بنات دولة شقيقة مجاورة، ألا يفرق هؤلاء المغنواتية بين الغناء والإسفاف؟.. أم أنهم يرددون الأعمال مثل الببغاوات دون التمعن في مفرداتها وكلماتها التي لا ترقى لونسة الشماسة حتى أو لمسامرات أصحاب المزاج العالي.. ألم يجد هؤلاء المغنواتية من يرشدهم إلى طريق الغناء الهادف السليم، أولم يستمعوا لغناء عثمان حسين أو محمد وردي أو العندليب زيدان إبراهيم وغيرهم.. ومن قبلهم الكاشف وحسن عطية.. وحقيقة بعض المغنواتية مجهولي الهوية الذين تطرق أعمالهم المقززة آذاننا عبر الأجهزة الحديثة، هم نبت شيطاني ليس إلا.. أصبح يتمدد بصورة يومية ويلحق الضرر ليس بالأغنية السودانية فحسب، بل بأخلاق وتقاليد الشعب السوداني عموماً. ü واقع عملنا فرض علينا الاستماع والمشاهدة بتمعن لكل ما هو مطروح في الساحة أياً كان، سواء كان جيداً أو غثاً، ولكن أصابني الغثيان عندما استمعت لهذه المقاطع من هذا العمل المقزز الذي لا يمت للفن بصلة لا من قريب أو بعيد.. يترنح به أحد المغنواتية بصورة مستفزة جداً ويسيء للفتاة السودانية وتشاركه في ذلك إحدى المغنيات بصورة بلهاء وتسيء لبنات جنسها.. فمن صور لهم بأن الانتشار يكون بهذه الطريقة للوصول للشهرة.. وحتى إذا تحققت الشهرة تكون سيئة الذكر. ü ظللنا طوال الفترات السابقة ننتقد بعض المطربين الشباب الذين يرددون بعض الأعمال الهايفة صاحبة العمر القصير في الساحة، ونحثهم على طرق أبواب الشعراء المجيدين وليس المستشعرين.. حتى يضعوا بصمتهم ويثبتوا جدارتهم وأحقيتهم بالوجود في الساحة.. وسار كثير منهم على هذا الدرب واستبشرنا خيراً بخروجهم من نفق الغناء الركيك والهدام المظلم.. إلى ساحات أوسع ليعبروا عن جيلهم بالصورة الصحيحة ويعطروا آذاننا بالكلمة والنغم الجميل، ولكن من يوقف هذا النبت الشيطاني الذي طفح إلى السطح بأعمال مقززة للحد البعيد تردد بغياب الوعي التام عن بعض مغنوانية هذا الزمان.