تعرض المنتخب الوطني الاول لكرة القدم أمس لخسارة ثقيلة من مضيفه الجابوني، باربعة اهداف دون مقابل، ضمن الجولة الثانية لمباريات المجموعة التاسعة المؤهلة لنهائيات امم افريقيا 2017. ثلاثة من اهداف المنتخب الجابوني جاءت في الشوط الثاني من اخطاء تكتيكية بدائية، ما كان لها ان تحدث، اذا منح قادة الاتحاد هذا المنتخب الحد الادنى من حقه في الاعداد. لعب المنتخب امام الجابون، بما يمكن ان نسميه لاعبو الصف الثاني، لكن ذلك لا يبرر الهزيمة القاسية التي تعرض لها، خصوصا وان المنافس وضح انه اكثر من عادي. تواضع الصقور في الملعب وناءت شباكهم باربعة اهداف كانت قابلة للزيادة، ثم فشلوا في تقديم انفسهم وتشريف بلادهم ، لان قادة الاتحاد دفعوهم الى هذه المحرقة بدون سلاح. قدم قادة الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات مصلحة الهلال والمريخ على المنتخب الوطني، فابعدوا ابرز لاعبي الأخيرين، واختاروا لاعبين لتمثيله في مباراة رسمية، اغلبهم لا يلعبون اساسيين في انديتهم. صحيح ان الهلال والمريخ يلعبان ايضا باسم السودان، وقد تقدما في دوري الابطال، لكن ذلك لا يمكن ان يكون على حساب المنتخب حتى ولو كانت مباراة أمس اشبه بالودية. استقالة المدرب مازدا، من تدريب المنتخب عقب نهاية المباراة، وعلى الهواء مباشرة لا يعفيه من مسؤولية المرمطة التي تعرض لها أمس، لانه جزء من المنظومة التي تدير الاتحاد. اذا كان الاخ مازدا قد اتخذ هذا الموقف، منذ فترة طويلة وابعد نفسه عن مهمة تدريب الصقور ، لما تمادى قادة الاتحاد في الاستخفاف بالمنتخب، للدرجة التي انستهم تعيين رئيس للبعثة. ليس هناك مدرب يحترم عمله ويرغب في تحقيق نتائج ايجابية ، يقبل ان يعمل مع منتخب بلد عريق بهذا الوضع المزري، وبتلك الامكانات المتواضعة للغاية. نتمنى ان تسهم نتيجة مباراة أمس الكارثية، في صحوة ضمائر قادة الاتحاد السوداني لكرة القدم ، ولجنة المنتخبات الوطنية وتحركهم، من أجل تغيير الواقع الاليم الذي يعيشه منتخب البلد. وننتظر منهم ان يبدأوا بالبحث عن مدرب بديل للمستقيل مازدا وباسرع وقت، من اجل منحه فرصة الاختيار المناسب والتخطيط السليم ، لبقية مباريات المجموعة، واولها مباراة ساحل العاج في مارس المقبل والاستحقاقات المقبلة. ونقترح انشاء صندوق باسم المنتخب، يتم تمويله من الدولة والشركات والبنوك والمؤسسات، وجزء من مداخيل الاتحاد، للصرف على اعداد المنتخب، وسفرياته ،ودفع رواتب الجهاز الفني. لكن هذا الامر يتطلب تشكيل لجنة خاصة تسند رئاستها لرئيس الاتحاد، وعضوية سكرتيره وامين ماله، وعدد من ولاة الولايات، ورؤساء بعض الاندية ورجال المال والاعمال. ونحن على ثقة من ان الجميع سيتسابق لدعم المنتخب، وتوفير كافة احتياجاته (من .. والى) كما حدث ايام لجنة منتخب عام 1990 الذي تاهل لنهائيات كاس العالم للشباب بايطاليا. في ذلك الوقت تكلفت اللجنة التي كانت تضم عدد من رجال المال والاعمال برئاسة الاخ نادر مالك، في توفير كل المتطلبات المالية للمنتخب وغيرها. وبفضل ادائها المتميز، ودعمها السخي، ومتابعتها المستمرة، ورعايتها الجيدة للاعبين، تاهل المنتخب لنهائيات كاس العالم، وقدم نفسه بافضل صورة. آخر الكلام جدد الهلال الرباعية في شباك النسور أمس، وهذه المرة في ربع نهائي كأس السودان، وتاهل لملاقاة النمور في نصف النهائي. لعب الهلال أمس بالصف الاول، بقيادة كاريكا ومساوي، خلافا لمباراة الدوري الاخيرة التي خاضها بنجوم الصف الثاني. الاهداف الاربعة جاءت في الشوط الثاني (شوط المدربين) ما يعني ان نبيل الكوكي قرأ النسور جيدا في الشوط الاول، وحسمهم في الثاني. لم نشاهد المباراة، لانها لم تكن منقولة تلفزيونيا، ولم نتابعها في الاذاعة كما ينبغي لتزامنها مع مباراة المنتخب والجابون. لا ندري لماذا يهمل قادة الاتحاد تسويق مباريات كأس السودان فضائيا، ولماذا يتجاهلون نقلها، ويضيعون على الاندية مبالغ هي في اشد الحوجة لها. في اغلب دول العالم من (الاول للثالث) يمثل النقل التلفزيوني للمسابقات المحلية، العنصر الاساسي في دعم خزائن الاندية بالملايين. في السعودية مثلا، نجحت رابطة دوري المحترفين التابعة لاتحاد كرة القدم في التعاقد مع قنوات الام بي سي لنقل الدوري السعودي بثلاثة مليار ريال في السنة. كما اتفقت الرابطة مع نفس القنوات ، بالاضافة الى القناة السعودية، لنقل مباريات كأس الملك وولي العهد بمبالغ محترمة. فوائد النقل التلفزيوني لا تذهب للاندية فقط، وانما للاتحاد والرابطة ايضا ، ولذلك خصص الاتحاد جوائز قيمة للفرق التي تتوج بالالقاب. يمنح الاتحاد السعودي النادي الحاصل على لقب الدوري مليون ونصف المليون ريال، وللثاني مليون والثالث سبعمائة وخمسون الف ريال. اما بطل مسابقة كاس الملك فانه يحصل على ثلاثة ملايين ريال، والثاني على مليونين، والثالي مليون ونصف المليون. نسأل، كم تبلغ قيمة جائزة بطل الدوري في السودان، هذا اذا كانت هناك جائزة، وهل صحيح ان الاتحاد يكتفي فقط بتقديم الكأس للفريق الذي يتوج باللقب؟. وداعية : مازدا استقال .. فمتى يستقيل البقية؟. [email protected]